رفض الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا الاستقالة التي قدمها الخميس رئيس الوزراء ماريو دراجي، وسط أزمة سياسية قد تدفع بثالث أكبر قوة اقتصادية في منطقة اليورو إلى انتخابات عامة مبكرة.
وأعلنت الرئاسة الإيطالية أن ماتاريلا "لم يقبل الاستقالة، ودعا رئيس الوزراء إلى المثول أمام البرلمان (...) بغية إجراء تقييم للوضع" الناجم عن مقاطعة حركة "خمس نجوم" المنضوية في الائتلاف الحاكم جلسة تصويت على الثقة بالحكومة في مجلس الشيوخ.
وكان دراجي قد قال خلال جلسة للحكومة: "أود أن أعلن أنني سأقدم هذا المساء استقالتي إلى الرئيس"، مشيراً إلى أن الشروط اللازمة لاستمرار الائتلاف الحكومي "لم تعد قائمة" وأن "ميثاق الثقة الذي تقوم عليه الحكومة لم يعد موجوداً".
وأوضح رئيس الوزراء الإيطالي في مناسبات عدة أنه لن تكون هناك حكومة بدون حركة "خمس نجوم" ولا حكومة برئاسة دراجي بدون الحركة حتى لو كان عدد أعضاء هذا الحزب المنتخبين غير كافٍ في حد ذاته لإسقاط الحكومة.
حكومة معلقة بخيط
وبدا أن مصير حكومة دراجي معلقاً بخيط رفيع الخميس، بعد أن قررت حركة "خمس نجوم" العضو في الائتلاف الحاكم، الامتناع عن التصويت بالثقة على نص تمت مناقشته في مجلس الشيوخ.
وأعلن الزعيم الحالي للحركة جوزيبي كونتي الذي كان رئيساً للحكومة قبل دراجي، مساء الأربعاء، أن أعضاء مجلس الشيوخ من حزبه سيغادرون أثناء التصويت على الثقة الذي طلبته في البداية السلطة التنفيذية.
وسجّلت بورصة ميلانو تراجعاً بأكثر من 3% بعد ظهر الخميس، في مؤشر على اضطراب الأسواق على خلفية التوترات في الحكومة.
وكتبت صحيفة "إيل كورييري ديلا سيرا" اليومية صباح الخميس: "الحكومة على بعد خطوة واحدة من الأزمة".
قصة معقدة
والقصة إيطالية ومعقدة، إذ قدمت الحكومة مشروع قانون يتضمن تدابير تبلغ قيمتها حوالي 23 مليار يورو لمساعدة العائلات والشركات في مواجهة التضخم، لكنه كان يحتوي أيضاً على إجراء لتسهيل بناء محرقة للقمامة في روما.
وتعارض حركة "خمس نجوم" بناء محارق تعتبر أنها مكلفة ومسببة للتلوث وغير فعالة ولا تشجع السكان على فرز النفايات.
وخلال تصويت في مجلس النواب الأسبوع الماضي، صوتت الحركة على إعطاء الثقة للحكومة لكنها امتنعت بعد ذلك عن التصويت على المرسوم.
مع ذلك، تختلف القواعد في مجلس الشيوخ حيث يتزامن التصويت على الثقة مع التصويت على الوثيقة المذكورة، ما لا يسمح للحركة باللجوء إلى هذه الثغرة التي استخدمتها في مجلس النواب.
اقرأ أيضاً: