قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مصطفى صنع الله، الخميس، إن المسؤولين التنفيذيين والشركات التابعة للمؤسسة ما زالوا يعترفون به "رئيساً"، وذلك عقب إعلان حكومة "الوحدة" الليبية المقالة من قبل البرلمان أنها استبدلته وعينت فرحات بن قدارة رئيساً جديداً.
وقال صنع الله لوكالة "رويترز" إنه لا يزال في طرابلس ويعمل على ما وصفها بجهود "التخفيف" لحل الأزمة، دون أن يوضح ماهي تلك الجهود.
وأشار إلى أنه وبدون ضغط دولي، قد تؤدي الأزمة إلى ظهور مؤسسة نفط وطنية موازية كما حدث خلال الحرب الأهلية الأخيرة في البلاد عندما حكمت إدارتان متنافستان البلاد.
وأضاف: "إذا لم يكن هناك التزام كما حدث سابقاً من المجتمع الدولي، فهذا متوقع".
حياد مؤسسة النفط
وتسلم فرحات بن قدارة الرئيس الجديد للمؤسسة الوطنية للنفط، الخميس، مهامه مكان المخضرم مصطفى صنع الله ما دفع بالولايات المتحدة للتحذير من الإنزلاق نحو أي "مواجهة مسلحة" بشأن هذا القطاع الحيوي.
وغالباً ما كانت احتياطات النفط الهائلة لليبيا في قلب الصراعات السياسية، لكن مؤسسة النفط حافظت على حيادها إلى حد كبير على الرغم من الانقسام المستمر في البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي عام 2011.
وقال فرحات بن قدارة، في مؤتمر صحافي، بعد استلام مهامه، إن "مؤسسة النفط من أعرق المؤسسات، وعلينا دعم دورها الحيوي في إدارة أهم مورد وطني، والذي يجب أن يكون بعيداً عن التسييس، فهي مؤسسة فنية بحتة ينظم عملها القانون".
وأضاف أن الأولويات الجديدة ستركز على "تفعيل أنظمة الحوكمة، والالتزام بالعمل بقانون النفط الذي يحدد جيداً العلاقة مع كل مؤسسات الدولة، ودعم لدور الشريك الأجنبي الذي كان مساهماً بقوة في تطوير القطاع".
وأشار إلى أنه من "الضروري أن تسترجع ليبيا طاقتها التصديرية في النفط والغاز بأسرع وقت ممكن، بالتنسيق مع الأطراف المعنية"، معلناً أن "الزيادة المقررة للعاملين بالمؤسسة سيتم تنفيذها خلال شهرين بحد أقصى".
وشدد بن قدارة أن تعيينه في هذا المنصب جاء "لأنني رجل غير حزبي ولست مرتبطاً بأي طرف، ولأنني أستطيع الانتقال إلى أي مكان في ليبيا".
توترات متصاعدة
وتأتي خطوة الدبيبة ضد صنع الله بعد أشهر من التوترات المتصاعدة في ليبيا عقب تعيين البرلمان حكومة منافسة برئاسة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا الذي يسعى إلى دخول العاصمة طرابلس.
ورفض الدبيبة التنازل عن السلطة قبل الانتخابات، في حين لم يتمكن باشاغا حتى الآن من دخول طرابلس، ما أثار المخاوف من تجدد النزاع بعد عامين فقط من إبرام هدنة تاريخية.
وأعلنت السفارة الأميركية في طرابلس أنها تتابع التطورات بـ"قلق بالغ"، قائلة إن مؤسسة النفط "حيوية" من أجل "استقرار وازدهار" ليبيا.
وقال السفير الأميركي ريتشارد نورلاند الذي كان يعمل على آلية لإدارة إيرادات مبيعات النفط المتنازع عليها بشدة إن المؤسسة "حافظت على استقلالها السياسي وكفاءتها الفنية في عهد صنع الله".
وأضاف نورلاند "استبدال مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الذي أعلن عنه يمكن الطعن فيه في المحكمة، لكن لا يجب أن يصبح قضية لمواجهة مسلحة".
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط رفع القوة القاهرة عن مرفأ البريقة والزويتينة (شرق)، بعد مفاوضات استمرت لأيام مع حرس المنشآت النفطية ومسؤولين بارزين هناك.
ونتيجة للحصار الذي بدأ منذ أبريل الماضي، تراجعت صادرات ليبيا من النفط الخام والمكثفات من مليون برميل يومياً في مارس إلى نحو 400 ألف حتى الآن في يوليو، وفقاً لشركة "كابلر" لتقصي المعلومات.