أثار سعال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال ظهور علني، الأربعاء، تكهنات بشأن صحته، فيما أكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الخميس، أنه بصحة جيدة، وذلك في أعقاب تأكيد مدير الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز على ذلك.
ونفى المتحدث باسم الكرملين، ما تردد بشأن معاناة الرئيس الروسي من أي مشكلات صحية، مشدداً على أن التقارير الغربية بشأن صحة بوتين "ما هي إلا تقارير زائفة".
ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" عن الرئيس الروسي، أنه أصيب بنزلة برد خفيفة خلال زيارة لإيران، الثلاثاء.
وقال بوتين البالغ من العمر 69 عاماً، بحسب الوكالة، "كان الجو حاراً جداً في طهران.. (درجة الحرارة) تجاوزت 38 (درجة مئوية)، وكان مكيف الهواء قوياً جداً هناك؛ لذلك أعتذر".
وباتت صحة بوتين تحت المجهر على المستوى الدولي خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعدما تم تصويره وهو يجلس عند طرف طاولات طويلة في اجتماعاته مع مسؤولين محليين وأجانب كإجراء وقائي ضد فيروس كورونا. كما ظهر في بعض الأحيان.
تأكيدات أميركية
مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، سخر بدوره خلال كلمة في منتدى أسبن الأمني، الأربعاء، من شائعات سوء الوضع الصحي لبوتين، مؤكداً أنه "يتمتع بصحة جيدة تماماً".
ومازح بيرنز المشاركين في المؤتمر قائلاً: "معظم الشعر الرمادي على رأسي جاء من التفاوض مع الروس والإيرانيين على مرّ السنين".
وفيما تتسم الشائعات السارية بشأن اعتلال صحة بوتين بالضبابية، يصعب التكهن بالمرض الذي قد يعاني منه بوتين على وجه التحديد، غير أن أغلب الترجيحات المتعلقة بتلك الشائعات ترشح السرطان كاحتمال، أو اعتلال متصل بالعضلات والتحكم فيها.
ومؤخراً، سادت شكوك حول خضوع بوتين لعلاج طبي لمرض غير معروف، نظراً لملاحظات متكررة لظهوره مع بعض الانتفاخ بالوجه.
"حصار صحي"
وفي يونيو الماضي، أوردت "يورو نيوز" تقريراً عن صحة بوتين في ظل الادعاءات، ذكرت فيه أن موقع "بروكت" المعني بالتحقيقات، باللغة الروسية، يشير استناداً إلى مصادر مفتوحة إلى أن رحلات الرئيس في السنوات الأخيرة إلى منزله الريفي في سوتشي على شواطئ البحر الأسود تزامنت مع حركة أسطول من الأطباء بينهم أخصائي في سرطان الغدة الدرقية هو يفجيني سيليفانوف.
كما أشارت إلى تفاصيل ببعض التقارير الصحفية في صحف ومجلات أميركية وأوروبية، تفيد بأن المحيطين ببوتين يفرضون حصاراً صارماً حول أي معلومات من الممكن أن تتسرب حول وضعه الصحي خلال رحلاته الخارجية، إضافة إلى لجوئه لبعض الإجراءات التي قد تقع تحت بند "التداوي الشعبي".
وعكة معلنة
وكان الكرملين قد أكد وجود مشكلة صحية لدى بوتين في 2012، إثر تخلفه عن بعض المهام مشيراً لإجهاد في العضلات بينما تحدثت صحيفة روسية عن مشكلات في الظهر.
بخلاف ذلك، فإن الكرملين في كل مرة تطفو على السطح أخبار بشأن صحة بوتين، يبادر عادةً للنفي، والتأكيد على خلو الزعيم الروسي من أي أمارات اعتلال.
وعلى صعيد آخر، اتسمت حقبة حكم بوتين بحرص دائم على إظهار القوة والنشاط، ازدادت حدته مع تقدمه في السن، إذ حرص في مرات عديدة على الظهور بصدر عارٍ يمتطي جواده، أو يسبح في الجليد، أو يصطاد الأسماك، أو حتى يمارس رياضة الجودو.
اقرأ أيضاً: