"طالبان" تعلق على قتل الظواهري: "لا تهديد" لأي بلد انطلاقاً من أراضينا

لقطة من شريط فيديو بث في 4 أغسطس 2005 يظهر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي أعلنت الولايات المتحدة مقتله في عملية أميركية - AFP
لقطة من شريط فيديو بث في 4 أغسطس 2005 يظهر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي أعلنت الولايات المتحدة مقتله في عملية أميركية - AFP
كابول- أ ف ب

أكدت حركة "طالبان" الخميس أن "لا معلومات لديها" حول وجود زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري في أفغانستان، بعد أيام من إعلان واشنطن قتله بضربة شنّتها طائرة مسيّرة في العاصمة الأفغانية كابول، مجددة التأكيد على عدم وجود "تهديد" لأي بلد انطلاقاً من الأراضي الأفغانية.

وشكَّل قتل الظواهري أكبر ضربة لتنظيم "القاعدة" منذ قتل أسامة بن لادن عام 2011 على يد القوات الأميركية الخاصة. 

ويطرح وجود الظواهري في كابول أسئلة حول تعهُّد حركة "طالبان" بـ"عدم إيواء جماعات إرهابية" في أفغانستان. 

وجاء في بيان رسمي لحكومة "طالبان" أنَّ "إمارة أفغانستان الإسلامية ليس لديها معلومات عن وصول ووجود أيمن الظواهري في كابول". وكانت هذه المرة الأولى التي تأتي فيها حركة "طالبان" على ذكر اسم الظواهري منذ إعلان الرئيس الأميركي عن العملية التي أسفرت عن قتله.

"تحقيق معمَّق"

ولم يؤكد بيان "طالبان" المصوغ بعناية وجود زعيم "القاعدة" في أفغانستان ولم يقر بمقتله، مشيراً إلى أن حكومة كابول "طلبت من أجهزة الاستخبارات إجراء تحقيق معمَّق وجدّيّ بشأن الحادثة". 

وأضاف البيان: "ندين بشدة مرة أخرى حقيقة أن أميركا اجتاحت أراضينا، وانتهكت جميع المبادئ الدولية. وإذا تكرر مثل هذا العمل، فإنَّ الولايات المتحدة الأميركية ستتحمل مسؤولية جميع العواقب". 

وجدَّدت حركة طالبان التأكيد في بيانها الخميس أن "لا تهديد" لأي بلد انطلاقاً من الأراضي الأفغانية.

قتل الظواهري

يعتبر أيمن الظواهري أحد العقول المدبرة لهجمات 11 سبتمبر 2001 التي راح ضحيتها نحو 3 آلاف شخص في الولايات المتحدة، وقد فُقد أثره منذ أكثر من عشر سنوات. 

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين، في بث مباشر عبر التلفزيون، عن العملية التي أسفرت عن قتل الظواهري، والتي جرت بغارة أميركية نفذتها طائرة مسيرة بينما كان على شرفة منزله في كابول.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الرجل المصري البالغ 71 عاماً كان على شرفة منزل من ثلاثة طوابق في العاصمة الأفغانية، عندما استُهدف بصاروخين من طراز "هيلفاير" بعيد فجر الأحد. 

وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الاثنين، إن حركة "طالبان" من خلال "استضافتها وإيوائها" الظواهري "انتهكت بشكل صارخ اتفاق الدوحة" الذي نص على خروج القوات الأميركية من أفغانستان. 

تعهدات طالبان

وفي إطار الاتفاق، تعهدت "طالبان" بعدم السماح بتحول أفغانستان إلى منصة انطلاق للعمليات العسكرية الدولة مرة أخرى، لكن خبراء يقولون إن الجماعة لم تقطع يوماً علاقاتها مع "القاعدة".

وأكد بايدن لدى إعلانه قتل الظواهري أن "العدالة تحققت" لعائلات الضحايا الذين قتلوا في برجي "مركز التجارة العالمي" في نيويورك وفي مقر البنتاجون قرب واشنطن. 

يعتبر هجوم الأحد أول هجوم أميركي معروف على هدف في أفغانستان منذ أن سحبت واشنطن قواتها من البلاد في 31 أغسطس 2021، بعد أيام من عودة "طالبان" إلى السلطة. 

يقع المنزل الذي استهدفته الضربة في شيربور أحد أرقى أحياء كابول، حيث يشغل كبار مسؤولي "طالبان" وقادتها العديد من الفيلات. 

كان الظواهري أحد أبرز الأشخاص المصنفين على لوائح الإرهاب العالمية، ووعدت الولايات المتحدة بتقديم 25 مليون دولار مقابل أي معلومات تسمح بالعثور عليه.

وتولى رئاسة التنظيم المسلح في 2011، بعد مقتل أسامة بن لادن على يد فرقة خاصة أميركية في باكستان. 

ويأتي خبر قتله قبل شهر من الذكرى السنوية الأولى لانسحاب القوات الأميركية النهائي من أفغانستان، ما ترك البلاد في قبضة "طالبان" التي حاربت القوات الغربية خلال عقدين من الزمن.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات