اعتبرت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، أن مستقبل العالم سيُكتب في المحيط الهادئ، وذلك خلال زيارة لنيوزيلندا اختتمت بها جولة وجيزة بدول المحيط الهادئ، استهدفت إظهار التزام واشنطن تجاه المنطقة، في ظلّ نفوذ متزايد للصين.
وشددت شيرمان خلال مؤتمر صحافي في ويلينجتون، على أهمية انخراط الولايات المتحدة في شؤون المحيط الهادئ، مضيفة أن مسؤولين أميركيين بارزين يعتقدون أن "المستقبل سيُكتب هنا في المحيط الهادئ".
وأضافت: "إننا نضاعف استثماراتنا هنا في المحيط الهادئ". وتابعت أن واشنطن تبذل جهدها للانخراط في المنطقة، وتعزيز النظام الدولي القائم على القواعد، من أجل ضمان ازدهار الجميع في سلام وأمن، كما أفادت وكالة "رويترز".
والتقت شيرمان رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، وناقشتا تنسيق الجهود بين الجانبين في المحيط الهادئ، بما في ذلك تعزيز الرخاء الاقتصادي، من خلال منطقة المحيطين الهندي والهادئ المفتوحة والحرة. كذلك وقّع البلدان اتفاقات تعاون في إدارة الفضاء والطوارئ.
الصين وجزر سليمان
وتشعر الولايات المتحدة بقلق إزاء طموحات الصين في توسيع انتشارها العسكري بالمحيط الهادئ، بعدما أبرمت اتفاقاً أمنياً مع جزر سليمان هذا العام.
وأثار هذا الاتفاق مخاوف لدى الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا، من تشييد قاعدة بحرية صينية تبعد ألفي كيلومتر من الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا، ويجعل الوجود العسكري الصيني قريباً من جزيرة جوام الأميركية التي تستضيف قواعد عسكرية ضخمة.
ونفت الصين وجزر سليمان أن يكون اتفاقهما سيؤدي إلى موطئ قدم عسكري صيني في جنوب المحيط الهادئ.
وقالت شيرمان إن رئيس وزراء جزر سليمان، ماناسيه سوغافاري، كرّر تأكيداته، خلال زيارتها بأن الصين لن تشيّد قاعدة عسكرية في بلاده.
"فوّت فرصة مهمة"
وخلال الأيام الخمسة الماضية، التقت شيرمان قادة في ساموا وتونغا وأستراليا وجزر سليمان، وحضرت احتفالات بمناسبة الذكرى الثمانين لمعركة جوادالكانال، خلال الحرب العالمية الثانية.
والتقت شيرمان سوغافاري، لكنه لم يحضر قداساً عند الفجر نظمته الولايات المتحدة بهذه المناسبة، في ما وصفته وسائل إعلام محلية بأنه "ازدراء".
ونفى سوغافاري حصول أي ازدراء، معتبراً أن الحكومة كانت ممثلة بشكل جيد في كل المناسبات التي شهدتها جزر سليمان خلال 3 أيام، في ذكرى هذه المعركة.
وشدد على أن مزاعم صحف بشأن ازدراء، مضلّلة وتفتقر إلى فهم البروتوكولات المطبّقة في مثل هذه الأحداث، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
ورفضت شيرمان التعليق على مسألة "الازدراء"، مضيفة أن على سوغافاري "الاستجابة لمواطنيه بشأن سبب اختياره"، في إشارة إلى الانتخابات المقبلة.
وقالت لـ"هيئة الإذاعة الأسترالية": "قلت لرئيس الوزراء مباشرة إنني آسفة جداً لأن جدوله الزمني لم يسمح له بالمجيء، إذ إنه فوّت فرصة مهمة".
وأضافت: "كان هذا مكاناً اجتمع فيه قادة دوليون، ليقولوا إن العمل مع سكان جزر سليمان، خلال الحرب العالمية الثانية، كان حاسماً في النصر، وضمان الحرية والديمقراطية. ولذلك شعرت بالأسف حقاً بالنسبة إلى رئيس الوزراء، لأنني أعتقد أنه فوّت فرصة مهمة".
وشاركت شيرمان والسفيرة الأميركية لدى أستراليا، كارولين كينيدي، في القداس قرب العاصمة هونيارا، لإحياء ذكرى معركة جوادالكانال.
وكاد والد شيرمان، مال شيرمان، العنصر السابق في مشاة البحرية الأميركية (مارينز)، ووالد كينيدي، الرئيس الراحل جون كينيدي، يُقتلان خلال المعركة في جزر سليمان.
وكان كينيدي قائداً لقارب طوربيد دورية، صدمته مدمّرة يابانية وأغرقته. أما شيرمان فأُصيب خلال معركة جوادالكانال، التي شكّلت أول هزيمة للجيش الياباني في الحرب العالمية الثانية، بحسب "أسوشيتد برس".
اقرأ أيضاً: