توفي وزير البترول السعودي الأسبق أحمد زكي يماني في العاصمة البريطانية لندن، الثلاثاء، عن عمر يناهز 91 عاماً.
وتعتبر مسيرة يماني حافلة بالأحداث، إذ كان أحد وزراء النفط الذين ساعدوا في تنفيذ الحظر النفطي عام 1973، كما تم اختطافه من قبل كارلوس الثعلب في 1975، وكان وزير النفط الذي بقي في منصبه ل 24 عاماً متواصلة (من عام 1962 الى 1986).
الحظر النفطي
في عام 1973، تمكن يماني مع نظرائه في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، من تنظيم سلسلة تخفيضات في مستويات إنتاج النفط، بعد رفع الأسعار من جانب واحد بنسبة 17%، وإعلان خفض الإنتاج، ثم الموافقة على استخدام النفط ك "سلاح" ضاغط على الدول الداعمة لإسرائيل في حرب أكتوبر بين مصر وسوريا من جهة واسرائيل من جهة أخرى، وصولاً إلى فرض حظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة في 19 أكتوبر 1973، وهو الحظر الذي امتد إلى دول أخرى على غرار هولندا وجنوب إفريقيا في الأيام التالية.
وفي إحدى المقابلات عام 2013، قال يماني عن قضية رفع الأسعار من جانب واحد، إنه كان معارضاً لها، وهو ما دفع الوزراء الآخرين إلى مهاجمته. ولكنه فسَرَ موقفه موضحاً أن رفع الأسعار يسمح للشركات باستغلال الأموال الإضافية التي تجنيها في عملية استكشاف النفط، وهو ما حدث في المكسيك وبلدان أخرى، لذا ظهر الإنتاج من خارج منظمة "أوبك" وأصبح ينافس على الأسعار، وفقاً لما نقلته وكالة "بلومبرغ".
أزمة الرهائن
في ديسمبر 1975، كان أحمد زكي يماني ضمن 11 وزيراً في "أوبك" اتخذهم إيلي راميريز سانشيز المعروف باسم "كارلوس الثعلب"، رهائن في فيينا، نقلهم بعدها في طائرة مختطفة الى الجزائر.
وكان يماني ووزير المال الإيراني جمشيد آموزغار آنذاك، آخر من أطلق سراحهما في الجزائر حيث حطت الطائرة التي اختطفتهما.
وفي المقابلة الصحافية على قناة "الجزيرة"، قال يماني عن حادثة اختطافه، إن كارلوس "كان لطيفاً جداً معي، كنا نتحدث سوياً، ولكنه أخبرني أنه سيقتلني".
"مُصمم السيطرة الوطنية على صناعة النفط"
ويُشار الى وزير النفط العربي الأكثر شهرة، وشغل منصبه من 1962 حتى 1986، أنه مُصَمِمْ خطة سيطرة الدول المنتجة للنفط على الصناعة على حساب الشركات الأجنبية.
وقال وزير النفط الفنزويلي أليريو بارا في أوائل التسعينيات، إن فترة "السبعينيات كانت سنوات تقدم حقيقي، إذ كانت الفترة التي سيطرت فيها أوبك والدول المنتجة على الصناعة، وعلينا أن ننسب الفضل إلى رجل واحد أحمد زكي يماني"، وفقاً لما نقلته وكالة "بلومبرغ".
كما استطاعت السعودية في عهد يماني السيطرة على شركة "أرامكو السعودية" بالكامل عام 1980، بعدما رفعت حصتها في الشركة إلى 25% في 1972، ثم 60% في السنة التالية، وفق الوكالة ذاتها.
سنوات الدراسة
وُلد يماني في 1930 بالسعودية، وتخرج في جامعة الملك فؤاد (جامعة القاهرة) في مصر عام 1951، ثم حصل على شهادتي ماجستير في الحقوق، الأولى من جامعة نيويورك عام 1955، والثانية من جامعة هارفارد عام 1956 ولاحقا الدكتوراه من "جامعة اكستر" البريطانية>
وبعد عودته إلى المملكة أسس أول شركة محاماة في البلاد، وعمل كمستشار قانوني للمملكة، وخصوصاً في مجال الضرائب والنفط والمعادن.
وبعد عام من توليه منصب وزير النفط عام 1962، أسس جامعة البترول والمعادن في مدينة الظهران الشرقية.