محا خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول، أمام ندوة سنوية للبنوك المركزية في ولاية وايومنج الجمعة، 78 مليار دولار من ثروة أغنى الأميركيين في غضون 8 دقائق فقط، بعدما أدى إلى اضطراب في الأسواق وتراجع كبير في بورصة "وول ستريت"، بحسب وكالة "بلومبرغ" الأميركية.
وخسرت ثروة الرئيس التنفيذي لشركة "تيسلا" الملياردير إيلون ماسك 5.5 مليار دولار، فيما خسر مؤسس شركة "أمازون" جيف بيزوس 6.8 مليار دولار، في أكبر خسارة سجلتها "بلومبرغ" على مؤشر المليارديرات الخاص بها.
وانخفضت ثروة مؤسسة "مايكروسوفت" بيل جيتس، والملياردير الأميركي وارين بافيت بـ2.2 مليار دولار، و2.7 مليار دولار على الترتيب، فيما هبطت ثروة سيرجي برين، الشريك المؤسس لشركة "جوجل" إلى ما دون 100 مليار دولار.
واستخدم باول في خطابه أمام الندوة السنوية للبنوك المركزية في جاكسون هول بولاية وايومنج، خطابه للتأكيد على أن الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) سيواصل رفع معدلات الفائدة، وربما يتركها مرتفعة لفترة ريثما يخفض التضخم.
وبدا أن باول، يصد تقارير أدت إلى ارتفاع سوق الأسهم الأميركية، تتوقع أن صناع السياسات النقدية، سيعكسون مسار السياسية النقدية العنيفة التي رفعت معدلات الفائدة كحل للسيطرة على التضخم.
وشدد باول على أن الاقتصاد الأميركي سيحتاج إلى سياسة نقدية صارمة "لبعض الوقت" قبل أن يصبح التضخم تحت السيطرة، وهي حقيقة تعني تباطؤ النمو وسوق عمل أضعف و"بعض الألم" للأسر والشركات، منبهاً إلى عدم وجود علاج سريع لارتفاع الأسعار.
وتأتي تصريحات باول في وقت وصل فيه التضخم في الولايات المتحدة إلى 8,5% بمعدل سنوي بحسب مؤشر أسعار المستهلك، أي ما يقارب أعلى مستوياته منذ 40 عاماً.
مؤشرات البورصة تهوي
وانخفض مؤشر "ستاندرد أند بورز" بنسبة 3.4%، في أسوأ يوم له منذ منتصف يونيو. وخسر مؤشر التكنولوجيا "ناسداك 100"، والذي يضم "مايكروسوفت"، و"أمازون"، و"تيسلا"، و"ألفابت"، ضمن أبرز شركاته، أكثر من 4% من قيمته.
وتجنب عدد قليل من المليارديرات تكبد خسارة في ثرواتهم هذا العام. وبشكل عام خسر أغنى 500 شخص في العالم 1.4 تريليون دولار من قيمة ثرواتهم في النصف الأول من عام 2022، في أكبر خسارة نصف سنوية لأغنى الأغنياء على الكوكب.
لكن سوق الأسهم الأميركية حققت مكاسب في يوليو مسجلة أقوى أداء شهري لها منذ نوفمبر 2020، وهو ما قاد المستثمرين للرهان على أن الأسوأ بالنسبة للأسواق "قد انتهى".
وقالت "بلومبرغ" إن خطاب باول، ذكر بأن تقييم الشركات التكنولوجية العملاقة يبقى عالياً، بالمعايير التاريخية، بعد ارتفاع غير مسبوق عقب تفشي جائحة كورونا، حين تم تثبيت معدلات الفائدة عند صفر في المئة.
انخفاض الأسهم الأوروبية
وفي السياق، تراجعت الأسهم الأوروبية الجمعة، وتصدرت ألمانيا الخسائر مع شعور المستثمرين بقلق بسبب مؤشرات سلبية بشأن معنويات المستهلكين في أكبر اقتصاد في القارة، في حين أدى تمادي رئيس الاحتياطي الفيدرالي في الميل للتشديد إلى زيادة المخاوف، حسبما أوردت وكالة "رويترز".
وانخفض المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 1.7 بالمئة، وأغلق منخفضاً 2.6 في المئة خلال الأسبوع. وانخفض المؤشر "داكس" الألماني عند الإغلاق 2.3 بالمئة، مع تراجع أسبوعي بلغ 4.2 في المئة، ما يجعله أسوأ أداء أسبوعي له منذ أكثر من شهرين.
وأظهر مسح جديد أن من المتوقع أن تهبط معنويات المستهلكين الألمان إلى مستوى غير مسبوق للشهر الثالث على التوالي في سبتمبر، مع استعداد الأسر لارتفاع تكاليف الطاقة. وعلى النقيض من ذلك، ارتفعت معنويات المستهلكين الفرنسيين بشكل غير متوقع في أغسطس.
ولم تؤدِ تصريحات باول إلى أي تخفيف للتوتر في أسواق الأسهم. وانخفض كل من قطاعي التجزئة والسفر والترفيه بنحو 3.5 بالمئة في أكبر انخفاض بين القطاعات الأوروبية.