أعلنت شركة "غازبروم" الروسية، الجمعة، توقف خط الأنابيب "نورد ستريم" الحيوي لإمداد أوروبا بالغاز، "بالكامل" حتى انتهاء إصلاح توربين فيه، بعدما كان من المقرر أن يعاود العمل، السبت، بعد عملية الصيانة.
وأفادت "غازبروم"، في بيان، بأنها اكتشفت "تسرب زيت" في التوربين خلال عملية الصيانة، وأضافت أنه "حتى إتمام الإصلاح.. يعلّق نقل الغاز عبر نورد ستريم بالكامل".
وأوضحت الشركة أن التوربين لا يمكن أن يعمل بأمان من دون إصلاح التسرب، ولم تحدد إطاراً زمنياً لاستئناف إمدادات الغاز عبر هذا الخط، الذي كان من المقرر أن يعود للعمل في وقت مبكر السبت بعد انقطاع دام 3 أيام للصيانة.
الإصلاحات في ورشة متخصصة
وذكرت "غازبروم"، في بيانها على تيليجرام، أن ممثلي شركة "سيمنز" وقعوا أيضاً على تقرير كشف تسرب النفط.
ونقلت الشركة الروسية عن سيمنز الألمانية قولها إن الإصلاحات الضرورية لا يمكن إجراؤها إلا في "ظروف ورشة عمل متخصصة".
وعرضت "غازبروم"، في بيانها، ما قالت إنه صورة تظهر زيتاً مسرباً على المعدات في محطة الضغط.
وكان خط "نورد ستريم"، الذي يمر تحت بحر البلطيق لتزويد ألمانيا وغيرها بالغاز، يعمل بنسبة 20% فقط من طاقته، حتى قبل توقف التدفقات لمدة 3 أيام هذا الأسبوع للصيانة.
وقالت الشركة الروسية إن عقوبات الاتحاد الأوروبي أدت إلى مشاكل فنية، تمنعها من توفير الحجم الكامل للغاز المتعاقد عليه عبر خط الأنابيب.
"سلاح الغاز"
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض الأميركي، لوكلة "رويترز": "للأسف ليس مستغرباً أن تستمر روسيا في استخدام الطاقة كسلاح ضد المستهلكين الأوروبيين".
وأضاف أن "الولايات المتحدة وأوروبا تتعاونان لضمان توافر الإمدادات الكافية".
واعتبر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، أن "خطوة "غازبروم غير مفاجئة للأسف". ولكنه شدد على أن "استخدام الغاز كسلاح لن يغير من عزم الاتحاد الأوروبي"، مضيفاً أن الاتحاد سيسرع من مساره نحو استقلاله في مجال الطاقة.
وقال: "واجبنا هو حماية مواطنينا، ودعم حرية أوكرانيا".
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الاقتصاد الألمانية، إنه لن يعلق على الإعلان الأخير من قبل "غازبروم"، مضيفاً أن "ألمانيا باتت ترى بالفعل عدم قدرتها على الاعتماد على روسيا في الأسابيع الماضية، لذا فإننا نواصل اتخاذ إجراءات لتعزيز استقلالنا عن واردات الطاقة الروسية"، حسبما نقلت وكالة "رويترز".
وتابع: "هناك أوقات صعبة، ولكننا سنكثف استعداداتنا. هناك مجهودات كبيرة ضرورية، ولكننا على مسار التعامل مع الموقف". وشدد على أن ألمانيا أصبحت "مستعدة الآن أكثر بكثير مما كانت قبل أشهر قليلة".
وأشار إلى أن مخزونات ألمانيا من الغاز وصلت الآن إلى مستوى 84.3%، وهو ما يعني أنها ستصل إلى هدفها الذي كان مقرراً الوصول إليه في أكتوبر، في غضون الأيام الأولى في شهر سبتمبر.
ولفت إلى أن ألمانيا أحرزت "تقدماً جيداً" في مسارات بديلة لإمدادات الطاقة، مثل محطات الغاز الطبيعي المسال. وأشار إلى أن شروط سوق الغاز متقلبة، إلا أن الإمداد "مضمون".
اقرأ أيضاً: