عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الجمعة، الدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي مبعوثاً للمنظمة الدولية إلى ليبيا، وذلك بعد نحو 9 أشهر على شغور المنصب.
وعبّر المجلس الرئاسي الليبي عن أمله في مساهمة المبعوث الأممي الجديد في مساعدة الليبيين على الانتقال إلى الدولة الديمقراطية المدنية التي يتطلع إليها الشعب، مشيداً بخبرة الدبلوماسي السنغالي وإطلاعه على الملف الليبي.
من جانبها، قالت السفارة الأميركية في ليبيا، إن المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، بحث مع فتحي باشاغا رئيس وزراء الحكومة المكلف من البرلمان "الحاجة الملحة لعمل جميع الأطراف مع المبعوث الأممي الجديد لوضع خارطة طريق واضحة لإجراء انتخابات مبكرة".
وقالت الأمم المتحدة في بيان، إن باتيلي شغل سابقاً منصب نائب الممثل الخاص للأمين العام في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد (مينوسما) بين عامي 2013 إلى 2014.
وأضافت أن باتيلي الذي تولى مناصب وزارية مختلفة في الحكومة السنغالية شغل أيضاً منصب الممثل الخاص للأمين العام في وسط إفريقيا ورئيس مكتب الأمم المتحدة الإقليمي بوسط إفريقيا بالجابون خلال الفترة بين عامي 2014 إلى 2016.
وأشار البيان إلى أن باتيلي تولى أيضاً منصب المستشار الخاص للأمين العام بشأن مدغشقر، كما عمل خبيراً مستقلاً للمراجعة الاستراتيجية لمكتب الأمم المتحدة لغرب إفريقيا.
واشتبكت فصائل ليبية مسلحة في الضواحي الغربية للعاصمة الليبية طرابلس، في وقت متأخر من مساء الجمعة وصباح السبت، بعد أسبوع من أكثر أعمال العنف دموية في عامين، حيث أودت الاشتباكات بحياة 42 شخصاً على الأقل، بينهم 4 مدنيين، وإصابة أكثر من 159 شخصاً.
وفي منتصف أغسطس الماضي، اعترضت حكومة الوحدة الوطنية الليبية المقالة من البرلمان برئاسة عبدالحميد الدبيبة على ترشيح باتيلي، ما قد يعقد مهمة المبعوث الجديد في تقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع الليبي.
ويتفاقم الانقسام في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس انبثقت من اتفاق سياسي قبل عام ونصف العام، يرأسها عبد الحميد الدبيبة الرافض لتسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عيّنها البرلمان فبراير الماضي، وتتخذ من سرت (وسط) مقرّاً مؤقتاً لها، بعدما مُنعت من دخول طرابلس رغم محاولتها ذلك.
واستقال الموفد الدولي إلى ليبيا السلوفاكي يان كوبيش بشكل مفاجئ في نوفمبر الماضي، ومن حينها ظل هذا المنصب شاغراً لأن مجلس الأمن الذي تعتبر موافقته ضرورية رفض اقترحات عدة لأسماء قدّمها الأمين العام.
وفي ديسمبر 2021 أعلن جوتيرش تعيين الدبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز مستشارة له للشأن الليبي، لتضطلع منذ ذلك الحين بمهمة وُصفت بالشاقة، تمثلت في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، تمهيداً للتوصل إلى حل سياسي يضع حداً للأزمة المستمرة منذ إسقاط نظام العقيد معمر القذافي في 2011.
ورغم الدعم الذي حظيت به وليامز من الأمين العام للأمم المتحدة، إلا أنها لاقت اعتراضاً على وجودها في منصبها كمبعوثة خاصة في الشأن الليبي، لا سيما من قبل روسيا.
ورأت وكالة "رويترز" أنه مع انقسام مجلس الأمن الدولي، فإن "من غير الواضح مدى النفوذ الذي سيتمتع به عبد الله باتيلي في هذا المنصب".
وبحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" في يناير الماضي، أصبح منصب المبعوث الأممي إلى ليبيا مشكلة بعد استقالة الممثل الخاص للأمم المتحدة يان كوبيش الذي كان مقره في جنيف، بدلاً من طرابلس ولديه علاقات وثيقة مع موسكو.