تأمل وزارة الخارجية الأميركية في تعزيز دورها الأممي، بعد مصادقة مجلس الشيوخ الثلاثاء، على اختيار الدبلوماسية ذات الأصول الإفريقية، ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة لواشنطن في الأمم المتحدة.
جاء اختيار غرينفيلد، أملاً في تعزيز التزام الرئيس جو بايدن، بـ"استعادة وتوسيع دور الولايات المتحدة الغائب على المسرح العالمي مؤخراً"، وفق بيان الخارجية الأميركية.
وغرينفيلد المولودة عام 1952، شغلت منصب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون إفريقيا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، خلال الفترة من عام 2013 حتى 2017. كما تمكنت السفيرة الجديدة لدى الأمم المتحدة من قيادة السياسة الأميركية تجاه إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء، خلال أحداث عصيبة مثل تفشي فيروس إيبولا على نطاق واسع في غرب القارة السمراء.
تركت غرينفيلد وزارة الخارجية، لتتولى منصباً قيادياً رفيعاً في شركة الاستراتيجية العالمية المملوكة لوزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت "مجموعة أولبرايت ستونبريدج".
"القيم الأميركية"
وحسب بيان الخارجية، فإن "السفيرة غرينفيلد دبلوماسية متمرسة، ملتزمة بالقيم الأميركية، وهي الخيار الصحيح لإعادة بناء مكانة أمتنا في الأمم المتحدة وفي أماكن أخرى".
وكانت غرينفيلد قالت أمام مجلس الشيوخ أثناء جلسة الاستماع بعد اختيارها من قبل الرئيس بايدن: "عندما نمارس تأثيرنا بحسب قيمنا، يمكن أن تكون الأمم المتحدة مؤسسة حيوية لتعزيز السلام والأمن ورفاهنا الجماعي".
وأضافت غرينفيلد: "في حال العكس، عندما نترك كرسينا شاغراً ونسمح لآخرين بملء هذا الفراغ، فإن المجتمع الدولي يعاني، وكذلك مصالحنا الأميركية، نعلم بأن الصين بشكل خاص تناور داخل نظام الأمم المتحدة بأكمله، لخدمة أولوياتها السلطوية المناقضة للقيم التي قامت عليها المؤسسة والقيم الأميركية".
وأوضحت أن الصين "لا يمكنها النجاح في ذلك إلا في حال واصلنا فكّ الارتباط مع المؤسسة. ولن يحصل الأمر في وجودي"، في إشارة لتراجع حضور الولايات المتحدة في الهيئة الأممية خلال فترة رئاسة دونالد ترمب.
ووعدت السفيرة الأميركية بأن يكون دفع متأخرات واشنطن للمؤسسة الأممية "على رأس أولوياتها"، معتبرةً أن "عدم دفعنا فواتيرنا يضعف قوتنا وريادتنا".
وقالت: "عندما تكون أميركا حاضرة.. عندما نكون متسقين ومثابرين ونفرض نفوذنا بما يتسق مع قيمنا، يمكن للأمم المتحدة وقتها أن تكون منظمة أساسية لتعزيز السلام والأمن ورفاهيتنا الجماعية".
عودة التفاعل
وأوضحت غرينفيلد أن على الولايات المتحدة العودة للانخراط مع حلفائها وخصومها، منتقدةً إدارة ترمب بسبب محاولتها "السير بمفردها، ولا سيما في جهودها الفاشلة لحمل كوريا الشمالية على التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية".
وأضافت "عودة التفاعل مع كوريا الجنوبية واليابان وكذلك مع الصين وروسيا، وخصوصاً لدفعهم لاحترام نظام العقوبات على كوريا الشمالية، أمر مهم للغاية".
وتعد الولايات المتحدة أكبر مساهم في الأمم المتحدة، وعليها حالياً متأخرات بقيمة 600 مليون دولار للميزانية العادية، ونحو ملياري دولار لميزانية حفظ السلام.