بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة مع رئيس الحكومة الليبية المقالة من البرلمان، عبد الحميد الدبيبة، الخميس، ضرورة إجراء الانتخابات في ليبيا، بينما يتجه رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح إلى قطر لـ"مناقشة القضايا المتعلقة بالعملية الانتخابية"، بحسب ما ذكره مصدر مقرب من صالح لـ"الشرق".
وقال المكتب الإعلامي للدبيبة في بيان إن الاجتماع "ركز على ضرورة دعم الجهود الدولية، لإجراء الانتخابات في ليبيا باعتبارها الخيار الوحيد للشعب الليبي، للوصول إلى الاستقرار ورفضه للمراحل الانتقالية".
وأشار مصدر مقرب من عقيلة صالح لـ"الشرق"، إلى أن رئيس مجلس النواب الليبي سيتوجه، الخميس، إلى قطر عقب تلقيه دعوة رسمية من الجانب القطري للقاء الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وأوضح المصدر أن اللقاء سيبحث "القضايا الليبية المتعلقة بالعملية الانتخابية"، لافتاً إلى أن صالح سيزور كذلك "تركيا بعد الانتهاء من زيارته إلى الدوحة".
وكان رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، بحث في اجتماع مع المبعوث الخاص الفرنسي لليبيا بول سولير، الأربعاء، "رؤية المجلس للخروج من الأزمة الراهنة، عبر تنظيم انتخابات على أُسس دستورية وقانونية سليمة، تحقق الاستقرار الدائم في البلاد"، بحسب بيان المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة.
وتشير الخطوات الليبية والدعوات الدولية إلى الاتجاه نحو إجراء الانتخابات في ظل عيش ليبيا منذ أشهر في خضم معركة حول السلطة، إذ أدى فتحي باشاغا في 4 مارس الجاري، اليمين أمام البرلمان الذي يتخذ من طبرق في شرق البلاد مقراً له ليتولى منصب رئيس الحكومة، بعد فشل حكومة عبدالحميد الدبيبة في إجراء انتخابات كان مقرراً لها ديسمبر الماضي.
وفي المقابل، لا يزال الدبيبة (المُقال من البرلمان) في طرابلس غرب البلاد، يرفض التنازل عن السلطة، قائلاً إنه سيواصل العمل من أجل الإعداد لإجراء انتخابات ينتهي معها عمل حكومته، واعتبر أن "أي حل غير ذلك هو تمديد للأزمة ولن يقبله الشعب الليبي".
دعوات أممية وأميركية
ودعت الأمم المتحدة ممثلة بالقائم بأعمال رئيس بعثتها للدعم في ليبيا، ريزدون زينينجا، الثلاثاء، لـ"تيسير التوصل إلى اتفاق على مسار للانتخابات الوطنية في أقرب وقت ممكن"،
ونقلت البعثة عبر حسابها على تويتر، عقب زيارة وفد من مدينة مصراتة، الواقعة في وسط ليبيا، إلى البعثة، عن زينينجا قوله إنه "لا حل عسكرياً للانسداد الانتخابي والتنفيذي في البلاد".
وأضاف: "لذا فإن الأولوية للأمم المتحدة، العمل مع جميع الأطراف الليبية لتيسير التوصل إلى اتفاق على مسار للانتخابات في أقرب وقت ممكن".
من جهته، أشار السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند في تغريدة على تويتر إلى أنه "وعقب الاشتباكات الأخيرة على وجه الخصوص، بدأ من الواضح أنّ الوضع الراهن غير قابل للاستمرار"، حاثاً جميع الجهات الفاعلة الخارجية والداخلية في ليبيا على التحرّك نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في "أقرب وقت ممكن".
وفي 27 أغسطس الماضي، اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في عدة أحياء وشوارع بالعاصمة الليبية طرابلس، بين فصائل مسلحة محسوبة على كلٍ من الدبيبة، وباشاغا، أدّت إلى سقوط 42 شخصاً على الأقل، بينهم 4 مدنيين، وإصابة أكثر من 159 شخصاً.
وتبادل طرفا الأزمة السياسية في ليبيا، الاتهامات، بعد الاشتباكات، إذ قال الدبيبة في خطاب، إن "الانتخابات هي الحل الوحيد" للأزمة السياسية في البلاد، وإن "الجميع سيرحل" بعد إجرائها، "بما في ذلك أنا"، ولكن بـ"الصندوق"، فيما أكد باشاغا أن حكومته "ناتجة عن عملية سياسية دستورية ديمقراطية".