"واشنطن بوست": التحذيرات قبل هجوم الكابيتول تثير تساؤلات حول التدابير الأمنية

أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب خلال اقتحام مبنى الكابيتول، 6 يناير 2021 - REUTERS
أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب خلال اقتحام مبنى الكابيتول، 6 يناير 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن تحذير أجهزة أمن واستخبارات أميركية من "هجوم محتمل" عشية اقتحام مقر الكابيتول، يثير تساؤلات حول التدابير الأمنية المتخذة للتصدي له.

يأتي ذلك غداة اليوم الأول من تحقيقات مجلس الشيوخ، وجلسة استماع إلى إفادات مسؤولين كبار مكلفين بحماية الكابيتول، بعضهم استقالوا ولم يدلوا بشهادتهم منذ الهجوم.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه في نحو الساعة السابعة مساءً في الخامس من يناير، قبل أقل من 24 ساعة من اجتياح حشد غاضب مبنى الكابيتول، وصلت مذكرة من مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، تحذر من أن عناصر تدعو لشن هجمات عنيفة على الكونغرس، إلى صندوق البريد الإلكتروني لقسم شرطة العاصمة، وفي المساء نفسه، تلقى أحد أفراد شرطة الكابيتول المذكرة نفسها.

غير أنه لم يتم إخطار كبار المسؤولين في أي من الوكالتين بشأن التحذير، وفقاً لشهادة أمام الكونغرس الثلاثاء، ما أدى إلى تعميق التساؤلات حول أوجه القصور التي أسهمت في الإخفاقات الأمنية الهائلة في الـ6 من يناير.

تبادل اتهامات

وبعيداً عن الخلافات حول دور كل واحد منهم، ألقى مسؤولون سابقون عن أمن الكابيتول باللوم على إخفاقات أجهزة الاستخبارات في الأيام السابقة للهجوم الذي شنه المئات، وبطء البنتاغون في نشر تعزيزات في اليوم نفسه.

وخلال إفادتهما قال كل من القائم بأعمال قائد شرطة واشنطن روبرت كونتي، وقائد شرطة الكابيتول السابق، ستيفن ساند، إن دوائر الاستخبارات بشكل عام فشلت في رصد معلومات أساسية حول نيات المهاجمين، وإبلاغ ما كان معروفاً خلال فترة الاستعداد لأعمال الشغب.

وقال قائد شرطة مدينة واشنطن روبرت كونتي إن "المعلومات التي تلقيناها لم تكن تلك التي يفترض أن نحصل عليها".

وأضاف خلال حديثه للمشرعين: "أعتقد بالتأكيد أن أمراً عنيفاً مثل التمرد في مبنى الكابيتول سيقتضي مكالمة هاتفية أو شيئاً من هذا القبيل".

بينما قال ساند الذي استقال من منصبه بعد الأحداث، إنه "في غياب المعلومات للاستعداد بالشكل المناسب لم يكن لشرطة الكابيتول عناصر كافية لمواجهة حشود في غاية العنف"، لافتاً إلى أن شرطة الكابيتول "جهة مستهلكة" للمعلومات الاستخبارية من 18 وكالة فيدرالية.

وأضاف: "إذا كانوا اكتشفوا جهوداً تشير إلى أن هذا كان هجوماً منسقاً، جرى تنسيقه بين عدة ولايات لبعض الوقت قبل ذلك، فهذه هي المعلومات التي كانت ستفيدنا للغاية. هذا النوع من المعلومات كان من الممكن أن يعطينا تحذيرات كافية ومسبقة للتحضير والتخطيط لهجوم مثل ما رأيناه".

من جهته، قال بول إرفينغ المسؤول السابق في مجلس النواب "استناداً إلى المعلومات التي كانت في حوزتنا ظننت خطأ أننا كنا مستعدين". 

وأضاف: "نعلم الآن أن خطتنا كانت سيئة"، مؤكداً أنه يشعر بـ"صدمة كبيرة" لعملية الاقتحام التي جرت.

وذكر ساند وإرفينغ أن تقريراً نشر في الثالث من يناير رأى أن مخاطر "أعمال العصيان" على هامش تظاهرة لأنصار دونالد ترمب "ضعيفة أو مستبعدة"، في الوقت الذي كان أعضاء الكونغرس يصادقون على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.

تحذيرات قبل المصادقة على فوز بايدن

لكن جلسة الاستماع المشتركة، من قبل لجنتين من مجلس الشيوخ، سلطت الضوء أيضاً على التحذيرات الصارمة التي صدرت قبل اجتماع الكونغرس في جلسة مشتركة للمصادقة على فوز الرئيس جو بايدن.

جاء أحد التحذيرات في شكل تقرير استخباراتي لشرطة الكابيتول قبل ثلاثة أيام من الهجوم، كانت صحيفة "واشنطن بوست" أول من نشرته. 

في مذكرة مؤلفة من 12 صفحة، حذرت وحدة الاستخبارات التابعة للوكالة من أن "الكونغرس نفسه" يمكن أن يكون مستهدفاً من قبل أنصار ترمب الغاضبين الذين اعتبروا أن شهادة تصويت الهيئة الانتخابية هي "الفرصة الأخيرة لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية".

وبعد يومين، حذرت نشرة "إف بي آي"، أصدرها مكتبه الميداني في نورفولك من أن "موضوعات على الإنترنت تناقش دعوات محددة للعنف تضمنت القول "كونوا مستعدين للقتال. يحتاج الكونغرس إلى سماع الزجاج يتكسر، والأبواب تركل، ودماء جنودهم العبيد بي إل إم (حركة حياة السود مهمة من أجل العدالة العرقية) وبانتيفا (حركة يسارية مناهضة للفاشية) تسفك"، وفقاً للتعابير التي استخدمت. 

وبشكل منفصل، تواجد العشرات من الأشخاص المدرجين في قائمة مراقبة الإرهابيين في العاصمة يوم أعمال الشغب، بما في ذلك العديد من الأشخاص المشتبه في انتمائهم إلى "المتعصبين البِيض"، بحسب الصحيفة.

"تقرير نورفولك"

وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان، الثلاثاء، إن تقرير نورفولك تمت مشاركته مع فريق العمل المشترك لمكافحة الإرهاب التابع لمكتب واشنطن الميداني (يضم ممثلين من شرطة الكابيتول وشرطة العاصمة وغيرها من وكالات إنفاذ القانون) في غضون 40 دقيقة، ومناقشته داخل مركز قيادة هناك. 

وقال المكتب إنه نشر التقرير أيضاً على بوابة مؤسسة إنفاذ القانون، المتاحة لضباط إنفاذ القانون في جميع أنحاء البلاد، لافتاً إلى أن المعلومات كانت أولية، ولا يمكن تتبعها على الفور حتى شخص معين. 

وأضاف المكتب: "المعلومات التي حصل عليها مكتبنا في نورفولك كانت سلسلة رسائل على منتدى، ولا يمكن أن تُنسب إلى فرد معين. كانت اللغة ذات طبيعة طموحة من دون تفاصيل محددة وموثوقة".

وقضى خمسة أشخاص في الهجوم بينهم شرطي تعرض للضرب بمطفأة حريق.

إضافة إلى الاستخبارات، وجه شهود أصابع الاتهام إلى وزارة الدفاع (بنتاغون) التي انتظرت لساعات قبل نشر الحرس الوطني.

وأكد نواب الحزبين خلال الجلسة عزمهم على العمل "بشكل بناء قدر الإمكان"، واضعين جانباً الخلافات التي ظهرت خلال محاكمة ترمب.

وفي الـ13من فبراير في ختام جلسة المحاكمة، رأى 57 من أعضاء مجلس الشيوخ، أن الرئيس الجمهوري السابق مذنب بـ"التحريض على التمرد"، لكن لإدانته كان يجب الحصول على أغلبية من 67 نائباً. ودعم سبعة جمهوريين هذا الأمر، لكن أغلبية نواب حزبه صوتوا لمصلحة تبرئته.

اقرأ أيضاً: