قال الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، آموس هوكستاين، الجمعة، إن المحادثات حققت "تقدماً جيداً جداً"، عقب لقاءه بالرئيس اللبناني ميشال عون ونائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب ومدير الأمن العام عباس إبراهيم.
وأضاف الوسيط الأميركي للصحافيين خلال مغادرته قصر بعبدا بعد لقاء الرئيس عون، "أحرزنا تقدماً جيداً جداً، وأنا متفائل بشأن التوصل لاتفاق".
من جانبها أكدت رئاسة الوزراء في لبنان، الجمعة، أنها ستُبلغ الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل آموس هوكستاين بالرد اللبناني على المقترحات الأميركية "في وقت قريب".
وقالت رئاسة الوزراء على تويتر إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استقبل هوكستاين في السراي الحكومي، حيث بحثا الأفكار التي يحملها الوسط الأميركي.
بدوره، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري تمسك لبنان باتفاق الإطار الخاص بترسيم الحدود، وعزمه "استثمار ثرواته في كامل المنطقة الاقتصادية الخاصة به وحقه وسيادته عليها".
من جهته، قال عباس إبراهيم في تصريحات نقلتها الوكالة الوطنية للإعلام، زيارة هوكستاين إلى لبنان "ليست عن موضوع الترسيم"، مؤكداً أن "الوضع الأمني في لبنان ممتاز".
تأجيل التنقيب في حقل كاريش
وقال مصدر رسمي لبناني لـ"الشرق"، إن محادثات الوسيط الأميركي، "اتسمت بالإيجابية"، مشيراً إلى أن هوكستاين طرح في لقاءاته في لبنان تفاصيل تتعلق بترسيم الخط 23.
وأوضح المصدر الرسمي نفسه أن الجانب الإسرائيلي طلب إيضاحات بهذا الشأن، وما إذا كان ترسيم هذا الخط ينطلق من حدود النقطة B1 أو من أي نقطة بديلة مع تسليمه بأن حقل قانا سيكون من حصة لبنان.
وشدد الوسيط الأميركي، وفق المصدر، على ضرورة تقديم التوضيحات قبل الأول من نوفمبر المقبل.
وأكد المصدر الرسمي نقلاً عن هوكستاين أن السلطات الإسرائيلية أجلت التنقيب في حقل كاريش إلى نوفمبر المقبل.
هوكستاين وقبل مغادرته مطار رفيق الحريري الدولي، متوجهاً إلى العاصمة القطرية الدوحة أعرب عن تفاؤله، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق "سيعطي الأمل وينعش الاقتصاد في لبنان، ويحقق الاستقرار في المنطقة.. وهذا سيكون جيداً لكل المعنيين".
ووصل آموس هوكستاين إلى لبنان، صباح الجمعة، في جولة خاطفة من المحادثات مع كبار المسؤولين، ومن المرتقب أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه برّي، يتبعها زيارة لقصر السرايا الحكومي للقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
يأتي ذلك بعد يومين من إعراب مسؤول إسرائيلي كبير لموقع "أكسيوس" الإخباري، الأربعاء، عن استعداد بلاده لإعطاء لبنان "كل ما يريده تقريباً" بشأن ملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، داعياً بيروت في المقابل لـ"إعطاء أشياء" لتل أبيب، خلال جولة المفاوضات الجارية.
واعتبر مسؤول إسرائيلي كبير مشارك في المحادثات أن جولة المحادثات غير المباشرة الحالية "حاسمة ومهمة"، لكنه لفت إلى أن تل أبيب تريد "التأكد من أن جزءاً من الحدود البحرية القريبة من الساحل لن يتغير، وأن إسرائيل ستحصل أيضاً على حقوقها الاقتصادية"، متسائلاً عن إمكانية "موافقة اللبنانيين على ذلك".
وأعربت الولايات المتحدة ولبنان وإسرائيل عن شعورها بالحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، في وقت يكثف فيه "حزب الله" تهديداته بخوض حرب إذا لم يتم احترام الحقوق الاقتصادية لبيروت، وفقاً لـ"أكسيوس".
ويدور النزاع حول منطقة يتوقع أن تكون غنية بالغاز تبلغ مساحتها 330 ميلاً مربعاً في البحر المتوسط بقيمة تقدر بمليارات الدولارات.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث عن المفاوضات الإسرائيلية اللبنانية، وقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي يئير لَبيد إنه "يريد التوصل إلى اتفاق في غضون أسابيع".
وأشار مسؤول أميركي كبير إلى أن "بايدن فعل ذلك لأن القضية أصبحت ملحة ويمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة".
وكانت آخر زيارة لهوكستاين إلى بيروت أواخر يوليو لإجراء مناقشات مع مسؤولين لبنانيين. فيما كان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومتراً مربعاً، بناءً على خريطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة.
لكن بيروت اعتبرت لاحقاً أن الخريطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالبت بالبحث في مساحة 1430 كيلومتراً مربعاً إضافية تشمل أجزاءً من حقل "كاريش".
في المقابل، تصر إسرائيل على أن حقل "كاريش" يقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة، وعلى أن المفاوضات الجارية حول ترسيم الحدود البحرية لا تشمله.