أصيب عدد من الأشخاص في كينيا بجروح، الثلاثاء، بعدما حاول حشد اقتحام استاد نيروبي، حيث سيؤدي الرئيس الكيني الجديد وليام روتو اليمين، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وحاول مئات الأشخاص تسلّق البوابات المحيطة بملعب كاساراني المجمع الذي يتسع لستين ألف شخص وامتلأ عند الفجر.
وفي لقطات بثتها قنوات تلفزيونية محلية تجمع مئات الأشخاص أمام أحد المداخل، وسقط العشرات فوق بعضهم البعض. ونقل رجال إنقاذ جرحى بينما بدا أن الوضع يتجاوز قدرة الشرطة.
وأعلن المتحدث باسم الشرطة الكينية برونو شيوسو على تويتر "منذ الساعة الخامسة كان الملعب ممتلئاً". وشجع السكان على متابعة حفل تنصيب الرئيس الجديد "من منازلهم المريحة".
واستخدمت قوات الشرطة خراطيم المياه والهراوات والكلاب البوليسية لتفريق المواطنين على بوابات الاستاد الذي ظهرت مدرجاته ممتلئة عن آخرها.
ويؤدي روتو اليمين الدستورية ليصبح خامس رئيس لكينيا رسمياً، بعد عدة أسابيع من جدل تلا انتخابات شهدت منافسة حادة في بلد يعاني من صعوبات اقتصادية كبيرة، ومن المنتظر أن يحضر رؤساء 20 دولة حفل التنصيب.
وفي الخامس من سبتمبر، وبعد نحو شهر من الانتخابات الرئاسية التي جرت في التاسع من أغسطس، أيدت المحكمة العليا بالإجماع فوز وليام روتو نائب الرئيس المنتهية ولايته على، رايلا أودينجا (77 عاماً) الشخصية التاريخية في السياسة الكينية، الذي تحدث عن "تزوير".
وفاز روتو (55 عاماً) على أودينجا بدعم من رئيس الدولة المنتهية ولايته أوهورو كينياتا وحزبه القوي، بفارق نحو 233 ألفاً من عدد الأصوات الإجمالي البالغ 14 مليون صوت، إذ أعلنت لجنة الانتخابات فوزه بنسبة أصوات 50.49% مقابل 48.84% لمنافسه.
وبموجب الدستور، يجب أن يؤدي الرئيس اليمين قبل الساعة 14:00 بالتوقيت المحلي (11:00 بتوقيت جرينتش).
وتتابع الأسرة الدولية باهتمام وصول وليام روتو إلى الرئاسة، إذ إنها تعتبر كينيا نموذجاً لاستقرار ديمقراطي وقاطرة اقتصادية في منطقة القرن الإفريقي المضطربة.
وأشاد مراقبون مستقلون بحسن سير الانتخابات التي لم تُفضِ إلى أعمال عنف كما حدث في الماضي، على الرغم من حدة المنافسة.
وتحدث الرئيس المنتهية ولايته كينياتا عن انتقال "سلس" للسلطة. وتصافح الرجلان اللذان تدور بينهما خلافات منذ سنوات، أمام الكاميرات، الاثنين، خلال لقاء في القصر الرئاسي. ثم هنأ السيد كينياتا خليفته.
وبتولي روتو الرئاسة، ينتهي عهد أوهورو كينياتا الذي انتخب رئيساً في 2013 وأعيد انتخابه في 2017 ولا يستطيع الترشح لولاية ثالثة.
صعوبات اقتصادية
وبعدما صادقت المحكمة العليا على انتخابه، دعا وليام روتو إلى الوحدة ومد "يد الأخوة" إلى خصومه. وقال في كلمة "لسنا أعداء، كلنا كينيون". لكن محللين يرون أن روتو يرث دولة منقسمة بشدة في نهاية حملة سادها توتر.
وكتبت "ذي ستاندارد" أكبر صحيفة يومية في البلاد أن أداء روتو اليمين يأتي في "لحظة تاريخية"، مؤكدة أنه "حان الوقت لتوحيد الصفوف وقبول الخصوم وتشكيل جبهة موحدة".
وامتنع عدد كبير من الكينيين عن التصويت في بلد يواجه تضخماً مرتفعاً وديوناً تصل إلى 70% من إجمالي ناتجها المحلي.
ووعد الرئيس الجديد الذي جاء من عائلة متواضعة قبل أن يصبح واحداً من أغنى الرجال في البلاد، بإحداث فرص عمل ومعالجة التضخم الذي يطال خصوصاً الوقود والمواد الغذائية والبذور والأسمدة.
ولإخراج البلاد من الوضع الاقتصادي الصعب، وعد الرئيس الجديد بإنشاء صندوق رأسماله 50 مليار شلن كيني (نحو 410 ملايين يورو) لمنح قروض للأعمال الصغيرة.
لكن "مجموعة الأزمات الدولية" تتوقع أن تكون المهمة صعبة على الرئيس الجديد في المجال الاقتصادي.
وقالت إن الانتخابات الكينية كانت "نموذجاً يحتذى به في المنطقة" لكن على الرئيس الجديد تحقيق "آمال عالية جداً، ومعالجة اقتصاد في حالة سيئة"، محذرة من أن "الحكم سيكون أصعب من الحملة الانتخابية".
اقرأ أيضاً: