شدد الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، على أنه لا يستطيع تصوّر بلاده من دون أن تكون الولايات المتحدة شريكاً لها، في أقوى تصريحاته حتى الآن بشأن تحالف طويل مع واشنطن، قوّضه سلفه رودريجو دوتيرتي، بحسب ما ذكرت "بلومبرغ".
ماركوس الذي يشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، قال إنه يرى "مزيداً من التعزيز" للعلاقات السياسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة. وأضاف خلال منتدى اقتصادي في بورصة نيويورك: "رؤيتي للطريقة التي ستمضي بها البلاد قدماً، واضحة جداً، أنني لا أستطيع رؤية الفلبين مستقبلاً من دون وجود الولايات المتحدة كشريك. عندما نكون في أزمة، نتطلّع إلى واشنطن".
تصريحات ماركوس تتعارض مع سياسات دوتيرتي، الذي زار الصين بعد أيام على انتخابه، وأعلن "الانفصال" عن الولايات المتحدة. كذلك هدد دوتيرتي بإنهاء معاهدة عسكرية مُبرمة مع واشنطن، لكنه تراجع عن موقفه وشكر الولايات المتحدة على تزويد الفلبين بلقاحات فيروس كورونا، وفقاً لـ"بلومبرغ".
كثفت الفلبين بقيادة ماركوس، احتجاجاتها ضد بكين بسبب نزاع على بحر الصين الجنوبي. ومع ذلك، وصف ماركوس الصين بأنها "أقوى شريك" لبلاده في تعافيها من كورونا، مضيفاً أن حكومته مستعدة لإجراء محادثات مع بكين بشأن التنقيب عن النفط في المنطقة المتنازع عليها.
ويواجه ماركوس غرامة مقدارها 354 مليون دولار بتهمة ازدراء محكمة أميركية، بعدما رفض الامتثال لأحكام بشأن الأصول المالية لعائلته. لكن نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، أشارت إلى أن ماركوس يتمتع بحصانة دبلوماسية بوصفه رئيساً لدولة، ويمكنه دخول الولايات المتحدة.
"اقتصاد نابض بالحياة"
وخلال خطابه في بورصة نيويورك، تودّد ماركوس إلى المستثمرين الأميركيين، إذ وصف الفلبين بأنها "اقتصاد نابض بالحياة"، لافتاً إلى أنها تحتاج مزيداً من "الاستثمارات التي تتطلّب رؤوس أموال ضخمة"، من أجل تحقيق نموّ اقتصادي لا يقلّ عن 6.5% سنوياً، حتى عام 2028.
وقال: "رغم رياح خارجية معاكسة، فإن مرونة الاقتصاد الفلبيني، معززة بسياسات سليمة وقيادة حاسمة، تجعلنا واثقين بشأن مستقبلنا".
وأضاف ماركوس أن حكومته تعمل لإيجاد "مناخ استثماري جديد"، من خلال تبسيط الإجراءات البيروقراطية ومعالجة مخاوف المستثمرين، بما في ذلك ارتفاع كلفة الطاقة، علماً أنه التقى مسؤولين في شركات أميركية، بما في ذلك "بوينج".
واجهت الفلبين تحديات ارتفاع تكاليف المعيشة، فيما أدى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بالعالم إلى زيادة التضخم في دولة تستورد السلع، من النفط إلى القمح. وتفاقمت هذه المشكلة بعد تراجع قيمة البيزو إلى مستوى قياسي منخفض هذا الشهر، بحسب "بلومبرغ".
وقال ماركوس: "على المدى القريب، تتمثل أهم أولوياتنا في حماية القوة الشرائية للأسر، من خلال إدارة التضخم وتقليص تداعيات الجائحة، وضمان الأساسيات السليمة للاقتصاد الكلّي".
اقرأ أيضاً: