أنتجت مجموعة "باراماونت" وباعت أول طائرة حربية صُنعت في جنوب إفريقيا منذ ثمانينات القرن العشرين، عندما كشفت شركة "دينيل" لتصنيع الأسلحة، المملوكة للدولة، عن مروحية "رويفالك" الهجومية، وتعني "الصقر الأحمر".
وأعلنت "باراماونت"، وهي أضخم شركة دفاع وطيران مملوكة للقطاع الخاص في إفريقيا، أنها حصلت على طلبات لشراء طائرة استطلاع وضربات دقيقة من طراز "مواري" Mwari، مشيرة إلى أن تسليم أول دفعة سيتم هذا الأسبوع، بعد فترة تطوير دامت 11 عاماً. وأضافت أنها ستؤمّن 9 طائرات لسلاح الجوّ في دولتين، شددت على أنها لا تستطيع الكشف عنهما بعد.
أسّست جنوب إفريقيا صناعة أسلحة وطيران، خلال حقبة الفصل العنصري التي حكم فيها البيض البلاد، عندما كانت خاضعة لعقوبات دولية، وسعت إلى تعزيز دفاعاتها ضد تهديدات خارجية متصوّرة وتمرد داخلي. أدى ذلك إلى تطوير أسلحة مختلفة، من "رويفالك" إلى دبابات وبنادق هجومية، كما أفادت "بلومبرغ".
ونقلت الوكالة عن مؤسّس شركة "باراماونت" إيفور إيتشيكويتز، قوله: "كان لدينا هذا النوع من المهارات غير العادية، التي نشأت بسبب خطأ التاريخ الذي تمثل في صناعة الطيران خلال حقبة الفصل العنصري. والمهارات كانت متأصّلة في أشخاص كانوا في أواخر الخمسينات من عمرهم. وأردنا تطوير مشروع يمنحنا القدرة على تدريب الجيل التالي من مهندسي الطيران".
"تهديد غير متكافئ"
تستهدف "باراماونت" بيع "مواري" في كل أنحاء العالم، حيث يمكن استخدامها لمكافحة مجموعات متمردة، وكذلك لمسائل أخرى، بما في ذلك المراقبة البحرية ومهمات مكافحة الصيد الجائر.
وتطرّق إيتشيكويتز إلى دول تحارب إرهابيين أو متمردين، قائلاً: "نستهدف أي دولة في العالم عليها أن تتعامل مع تهديد غير متكافئ. نستهدف أي دولة في العالم تقاتل ضد عدوّ بسيارة لاند روفر ثمنها 30 ألف دولار. وهم يستخدمون صاروخ ستينجر قيمته 150 ألف دولار" للقضاء على ذلك.
تستهدف مبيعات الطائرات في المقام الأول دولاً في الأسواق الناشئة، تعطي الأولوية للقدرة على تحمّل التكاليف. ويبلغ ثمن الطائرة نحو 10 ملايين دولار، باستثناء تكاليف إضافية مثل أنظمة إلكترونيات الطيران المتقدّمة، ويمكن تشغيلها في مقابل 1500 دولار للساعة خلال وقت الطيران.
يمكن للطائرة، التي تتسع لطيارَين، حمل ما يصل إلى طنّ من الأسلحة الدقيقة، ويبلغ مداها نحو 960 كيلومتراً حين تكون حمولتها أخفّ وزناً، بحسب "بلومبرغ".
وقال إيتشيكويتز: "كانت المبيعات الأولى في إفريقيا إلى حدّ كبير، إذ إنه المكان الذي نرى فيه أضخم حاجة تشغيلية. إذا نظرتم إلى ما يحدث في إفريقيا الآن، لدينا بيئات متعددة تشهد تهديدات غير متكافئة تحتاج إلى منظومة أساسية منخفضة التكلفة وعالية الكفاءة".
ولدى دول في القارة، مثل جنوب إفريقيا، سواحل طويلة تتطلّب تسيير دوريات، فيما تحاول بلدان في إفريقيا الجنوبية وقف الصيد الجائر لوحيد القرن.