قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، بعد ساعات من إعلان التعبئة الجزئية في البلاد، إن "روسيا لن تفقد سيادتها"، و"لن تستسلم للابتزاز والترهيب"، فيما حضّت أوكرانيا الغرب على "مضاعفة جهوده لمساندة أوكرانيا" ضد التهديد الروسي.
وأضاف بوتين خلال مناسبة مرور ألف و160 عاماً على قيام الدولة الروسية، أن الجيش الروسي "يقاتل لإنقاذ الناس في منطقة دونباس" شرقي أوكرانيا. وتابع: "تعد السيادة ضماناً لحرية كل مواطن روسي، لذلك فإن الحكومة مسؤولة وقوية، ولن تخدم إلا شعب الاتحاد الروسي".
وأردف: "الروس في إطار العملية العسكرية يقاتلون جنباً إلى جنب، مثل الإخوة.. ويجب أن تبقى بلادنا دائماً حرة ومستقلة"، مضيفاً: "لن يُتوقع من روسيا أبداً أن ترتكب أخطاء مثل التخلي عن مصالحها الوطنية. سندافع عن ثقافتنا وسيادتنا من أجل مستقبلنا".
ولفت إلى أن سيادة روسيا "ضمانة لحرية كل مواطن، ولا يمكن لأحد أن يكون حراً، إذ لم يكن الوطن حراً"، موضحاً أن دعم الناس للقضايا الخارجية والداخلية الرئيسية بمثابة "مفتاح التنمية الناجحة والآمنة للبلد".
وأشار إلى أن أرض نوفجورود (مدينة روسية) كانت "مهد روسيا، ومنبع حضارتها ودولتها، لذلك لا أحد قادر على إلغاء الحضارة الروسية الأغنى ثقافة، أو تدمير أو زعزعة القيم الروسية. الخطر المميت بالنسبة لروسيا حتى لفترة من الوقت هو إضعاف سيادتها".
"مضاعفة الجهود"
في المقابل، حض وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الغرب على "مضاعفة جهوده لمساندة أوكرانيا" في مواجهة التهديد الذي أطلقه بوتين باستخدام السلاح النووي.
وقال كوليبا عبر "تويتر": "الرد الوحيد المناسب للتهديدات العدائية من بوتين هو مضاعفة الجهود لمساندة أوكرانيا"، داعياً إلى "فرض المزيد من العقوبات على روسيا"، وإرسال "المزيد من الأسلحة لأوكرانيا".
اعتقال متظاهرين في موسكو
وألقت الشرطة الروسية، الأربعاء، القبض على عدد من المتظاهرين في موسكو، بسبب اعتراضهم على إعلان بوتين التعبئة الجزئية للجيش، بحسب ما ذكرت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.
ودعت الشرطة المتظاهرين إلى مغادرة أماكن التجمع، مشيرة إلى أن "التظاهر غير مرخص".
وفي وقت سابق، الأربعاء، أعلن بوتين تعبئة جزئية للجيش اعتباراً من الأربعاء، متهماً الغرب بالعمل على تدمير الأراضي الروسية، وممارسة "ابتزاز نووي" ضد بلاده، مشيراً إلى أن لدى روسيا "الكثير من الأسلحة للرد".
كما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في حوار مع التلفزيون الروسي الرسمي عقب الخطاب، استدعاء 300 ألف من قوات الاحتياط، مشيراً إلى أن من تم استدعاؤهم سيحصلون على تدريب عسكري قبل نشرهم.
وذكر شويجو: "لدينا موارد ضخمة و25 مليون فرد. القرار يؤثر على 1% منهم". وأوضح أن التعبئة "تنطبق على من لديهم خبرة عسكرية سابقة". لافتاً إلى أن من خدموا كمجندين في الجيش أو الطلاب لن يتم طلبهم في هذا الاستدعاء.
وأعلن أن خسائر روسيا خلال الحرب في أوكرانيا بلغت 5 آلاف و937 جندياً. وقال شويجو إن "قادة عسكريين غربيين يديرون العمليات في كييف".