قالت هيئة الطب الشرعي الإيرانية، الجمعة، إن الشابة مهسا أميني، التي أدى مصرعها بعد توقيفها من "شرطة الأخلاق" إلى احتجاجات واسعة، قضت نتيجة تداعيات "حالة مرضية سابقة"، و"ليس بسبب ضربات على أعضائها الحيوية"، كما نفت السلطات الإيرانية، صحة تقارير تفيد بتورط قوات الأمن في مصرع فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، خلال مشاركتها في الاحتجاجات، مشيرة إلى "انتحارها من تلقاء ذاتها من فوق أحد الأسطح".
وجاء في تقرير الطب الشرعي الذي نشرته وسائل إعلام رسمية إيرانية، أن "وفاة مهسا أميني (22 عاماً)، لم تكن بسبب ضربات على الرأس أو الأعضاء الحيوية للجسد، بل ترتبط بتداعيات خضوعها لجراحة لإزالة ورم في الدماغ في سن الثامنة".
وتشهد إيران منذ 3 أسابيع احتجاجات إثر وفاة أميني في 16 سبتمبر الماضي، بعد توقيفها في طهران لعدم التزامها بقواعد اللباس، وأودت الاشتباكات بحياة عشرات المتظاهرين.
دعاوى انتحار
وفي السياق، نفت السلطات الإيرانية، الجمعة، صحة تقارير تفيد بتورط قوات الأمن في مقتل فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، خلال مشاركتها في الاحتجاجات، مشيرة إلى انتحارها من تلقاء ذاتها من فوق أحد الأسطح.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا" شبه الرسمية، عن رئيس القضاة في إقليم ألبرز غربي البلاد، حيث توفيت الشابة سارينا إسماعيل زادة، قوله إن "التحقيق الأولي يظهر أن وفاتها (سارينا) نتجت عن الانتحار من سطح مبنى مؤلف من خمسة طوابق".
ونشر موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية ليل الخميس، ما قال إنها إيضاحات من حسين فاضلي هرينكدي، المدعي العام لمحافظة ألبرز، بشأن ما أوردته "وسائل إعلام معادية" عن مصرع زادة على يد قوات الأمن خلال التجمعات.
وقال هريكندي إن المزاعم التي أوردتها وسائل الإعلام المعارضة بشأن وفاتها "أكاذيب"، مضيفاً أنه "بناء على رواية والدتها، فقد سبق أن حاولت زادة الانتحار عدة مرات"، موضحاً أن الشرطة تلقت بلاغاً بوفاتها في 24 سبتمبر الماضي.
وذكرت منظمة العفو الدولية، في تقرير نشرته في 30 سبتمبر، إن زادة كانت واحدة من بين 52 شخصاً على الأقل، قتلتهم قوات الأمن في الفترة من 19 إلى 25 سبتمبر، مشيرة إلى وفاة زادة "بعد تعرضها للضرب المبرح على رأسها بالهراوات".
وكانت منظمة العفو الدولية وتقارير على وسائل التواصل الاجتماعي، أفادت بمصرع زادة على يد قوات الأمن، عندما ضربتها بالهراوات على رأسها خلال احتجاجات على وفاة أميني.
وساقت السلطات في وقت سابق من هذا الأسبوع، سبباً مشابهاً لوفاة نيكا شاكرمي (17 عاماً)، التي يقول نشطاء إنها قُتلت في طهران خلال المشاركة في الاحتجاجات.
وذكرت وسائل إعلام رسمية هذا الأسبوع، أن السلطات فتحت تحقيقاً في قضية وفاة شاكرمي، ونقلت عن مسؤولين قولهم إن الأمر "لا علاقة له بالاحتجاجات"، وإنها "سقطت" من على سطح ولم يكن جسدها مصاباً بأعيرة نارية، فيما قال نشطاء إنها قُتلت في طهران، بينما كانت تشارك في مظاهرة.
من جهتها، اتهمت نسرين، والدة شاكرمي السلطات بالمسؤولية عن وفاة ابنتها على هامش مشاركتها في الاحتجاجات، وذلك في شريط مصوّر بثته قنوات ناطقة بالفارسية خارج إيران.
من جانبها، قالت جماعات حقوقية أن أكثر من 150 شخصاً قتلوا وأصيب المئات واعتقل الآلاف في حملة قمع الاحتجاجات التي تمثل أكبر تحد للنظام في إيران منذ سنوات.