رئيسة وزراء فرنسا ونصف حكومتها في الجزائر لتعزيز "التقارب"

رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن تتحدث في ختام اجتماع لعرض خطة الحكومة لتوفير الطاقة في بورت دو فرساي بباريس- 6 أكتوبر 2022 - AFP
رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن تتحدث في ختام اجتماع لعرض خطة الحكومة لتوفير الطاقة في بورت دو فرساي بباريس- 6 أكتوبر 2022 - AFP
باريس-أ ف ب

تبدأ رئيسة وزراء فرنسا إليزابيت بورن، الأحد، زيارة إلى الجزائر تستمر يومين يرافقها فيها 16 وزيراً، أي نحو نصف أعضاء حكومتها، وترمي إلى إعطاء "زخم جديد" للمصالحة التي بدأها رئيسا البلدين في نهاية أغسطس.

والزيارة هي الأولى إلى الخارج لرئيسة الوزراء الفرنسية، التي ستبدأها بتفقّد نُصبين تذكاريين. وبعد توتر استمر أشهراً، كان الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى نهاية أغسطس زيارة إلى الجزائر، أتاحت تحسين العلاقات بين البلدين.

وفي العاصمة الجزائرية، ستضع بورن إكليلاً من الزهور عند "مقام الشهيد"، وهو نُصب يخلّد ذكرى الجزائريين الذين سقطوا في مواجهة فرنسا خلال حرب الاستقلال (1954-1962)، وعند مقبرة "سانت أوجين" (المقبرة الأوروبية في بولوجين)، حيث دفن عدد من الفرنسيين المولودين في الجزائر.

لكن من غير المتوقع تسجيل أي اختراق خلال هذه الزيارة على صعيد ذاكرة الاستعمار والحرب في الجزائر بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون أعلنا في أغسطس تشكيل لجنة مشتركة من المؤرخين "للنظر معاً في هذه الفترة التاريخية" منذ بداية الاستعمار (1830) حتى الاستقلال (1962). لكن هذه اللجنة، بحسب الإليزيه، لا تزال "قيد التشكيل".

وتلتقي رئيسة الوزراء الفرنسية خلال الزيارة الرئيس الجزائري الذي وقّع معه ماكرون في 27 أغسطس "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة" الذي يتضمّن 6 محاور، علماً بأن أي خطوات ملموسة لم تتّخذ بعد على هذا الصعيد.

"تعاون اقتصادي"

وترأس بورن، الأحد، مع نظيرها الجزائري أيمن بن عبد الرحمن "الدورة الخامسة للجنة الحكومية الرفيعة المستوى"، علما بأن النسخة الأخيرة من هذا الاجتماع تعود لعام 2017. وستتطرّق اللجنة في اجتماعها  لملف "التعاون الاقتصادي".

وقال مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط في جنيف، حسني عبيدي في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إنّ اجتماع اللجنة بحد ذاته وبمعزل عن نتائجه "يعد تقدّماً" على صعيد الحوار السياسي.

وكان مقرراً إجراء زيارة إلى الجزائر مع وفد وزاري في أبريل 2021، لكنّها أرجئت في اللحظات الأخيرة على خلفية توتر العلاقات بين البلدين.

ويُفترض أن يُسفر اجتماع اللجنة الحكومية عن توقيع "اتفاقات" في مجالات التدريب، والتحوّل على صعيد الطاقة، والتعاون الاقتصادي، والشباب، والتعليم، وسيادة الدولة.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال توقيع اتفاقية في الجزائر- 27 أغسطس 2022 - via REUTERS
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال توقيع اتفاقية في الجزائر- 27 أغسطس 2022 - via REUTERS

وتسعى باريس من خلال هذه الزيارة إلى إعطاء "زخم جديد" للعلاقات الفرنسية الجزائرية "وتطويرها مستقبلاً نحو مشاريع ملموسة".

وفي إشارة إلى قضية التأشيرات التي تعد ملفاً حساساً، قالت رئاسة الوزراء الفرنسية، الخميس إنّ "المحادثات لم تثمر بعد".

وفي نهاية أغسطس، مهّد الرئيسان الطريق أمام تليين نظام منح التأشيرات للجزائريين مقابل زيادة تعاون الجزائر في مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وكانت باريس خفّضت بنسبة 50% عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين للضغط على الحكومة الجزائرية من أجل إعادة مواطنيهما المطرودين من فرنسا.

لا غاز

في ملف الغاز، سبق أن عززت زيارة ماكرون، الذي رافقته رئيسة شركة الطاقة الفرنسية "إنجي" كاثرين ماكجريجور، عزّزت الآمال بإمكان ضخ غاز جزائري إلى فرنسا مع انقطاع إمدادات الطاقة الروسية عن أوروبا.

لكن رئاسة الوزراء الفرنسية أشارت إلى أنّ هذا الملف "ليس على جدول أعمال" زيارة بورن، في حين "تتواصل المحادثات" بين "إنجي" ومجموعة "سوناطراك" الجزائرية، وفق مصدر قريب من الملف.

ولا ترافق بورن في الزيارة سوى مجموعة صناعية كبرى واحدة هي "سانوفي"، التي تعتزم تنفيذ مشروع لإقامة مصنع إنسولين، و4 شركات صغيرة ومتوسطة هي "جنرال إنرجي" التي تعتزم بناء مصنع لإعادة تدوير نواة الزيتون وتحويلها، و"إنفينيت أوربيتس" التي تعتزم تنفيذ أول مشروع في الجزائر للأقمار الصناعية الصغيرة، و"نيو إيكو" التي تنشط في معالجة النفايات على غرار "الأسبست" (الأميانت)، و"أفريل" المتخصصة في معالجة الحبوب.

أما "بزنس فرانس"، الهيئة العامة المكلّفة بالاستثمارات الدولية، فيضم وفدها عشرات الشركات التي ستشارك في "منتدى الأعمال الفرنسي الجزائري" الذي يفتتحه، الاثنين، رئيسا وزراء البلدين.

وسيشكل ملف الشباب أحد محاور الزيارة، إذ تلتقي بورن، الاثنين، في المدرسة الثانوية الفرنسية، وفي السفارةالفرنسية في الجزائر، ممثلين عن المجتمع المدني الجزائري.

والجمعة، انتقدت النائبة عن حزب الجمهوريين المعارض ميشيل تابارو زيارةو بون، وقالت: "إذا كانت ملفات الذاكرة أو الأمن أو إمداداتنا (على صعيد الطاقة) لن تكون موضع بحث، فما الفائدة من زيارة بهذا الحجم؟".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات