تعهَّد رئيس الحكومة العراقية المكلَّف محمد شياع السوداني، الخميس، باسترداد هيبة الدولة، وخلق بيئة آمنة للشركات والبعثات الدبلوماسية، وعدم السماح باستخدام أراضي العراق للاعتداء على الآخرين، مؤكداً استعداداه التام للتعاون مع جميع القوى.
وكلَّف الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف رشيد، الخميس، السوداني المرشَّح من "الإطار التنسيقي"، بتشكيل الحكومة، خلفاً لرئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، منهياً بذلك حالة من الانقسام والجمود شهدتها البلاد منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وقال السوداني في كلمة بعد تسلُّمه كتاب التكليف لتشكيل الحكومة الجديدة: "رسالتنا إلى الدول الشقيقة والصديقة، رسالة تعاون وتفاهم وتنسيق، تنبثق من رؤية وطنية مستقلة قائمة على أساسِ المصالحِ المشتركة وعدم التدخل في الشؤونِ الداخلية واحترامِ السيادة، بما يعزز المصالح العليا لشعبنا ومكانته وحقوقه في أرضه ومياهه وسمائه لإقامة أنجحِ العلاقات، ونبذ الحروب والعدوانِ".
واعتير رئيس الوزراء العراقي المكلف أنَّ الغاية من هذه الرسالة هي "أن يكون العراقُ نقطة التقاء بين أشقائه وأصدقائه"، مشدداً على أنه "لنْ نسمحَ باستخدامِ أراضيه (العراق) ساحةً للاعتداءِ على الآخرين".
وأكد أنَّه "آن الأوان لاسترداد هيبة الدولة، وفرض احترام القانون، وإيقاف نزيف التدهور والانفلات"، متعهداً بأنَّ الحكومة الجديدة "ستعمل بشكل جاد لخلق بيئة آمنة للشركات الاستثمارية والبعثات الدبلوماسية".
"التعاون مع جميع القوى"
وقال السوداني: "نعلن استعدادنا التام للتعاون مع جميع القوى، سواءً الممثلة في مجلس النواب، أو الماثلة في الفضاء الوطني"، مضيفاً: "لن نسمح بالإقصاء والتهميش"، مشدداً على "الرغبة الجادة في فتح باب الحوارِ الحقيقي والهادف، لبدء صفحة جديدة في العملِ لخدمة أبناء شعبنا وتخفيف معاناته".
وعاش العراق أزمة سياسية منذ انتخابات العام الماضي التي أحرزت فيها كتلة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أكبر عدد من المقاعد البرلمانية. وسحب الصدر نواب كتلته البالغ عددهم 73 في أغسطس الماضي، وقال إنه سيعتزل العمل السياسي مما أدى إلى أسوأ موجة عنف تشهدها بغداد منذ أعوام.
وتعهَّد رئيس الوزراء المكلف في كلمته بتشكيل "حكومة قوية وعازمة على تنفيذ أهدافها وبرنامجها من خلال تآزر القوى السياسية بترشيح شخصيات كفوءة ومهنية ونزيهة".
وقال السوداني: "عملنا سيبدأ من ساعات التكليف الأولى وفق برنامج حكومي واقعي يتبنَّى إصلاحاتٍ اقتصادية تستهدف تنشيط قطاعات الصناعة، والزراعة، ودعم القطاع الخاص، ومعالجة الآثار البيئية والتصحُّر".
وشدَّد على أنَّ "محاربة الفساد سيكون في مقدمة أولويات الحكومة"، داعياً الجميع إلى "تحمل المسؤولية والمشاركة في حملة وطنية شاملة في مكافحة الفساد".
العلاقات مع كردستان
وقال السوداني إنَّ الحكومة الجديدة "ستعمل وفق الدستور في تمتين العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان وفك الخلافات والمسائل العالقة".
وأضاف: "نسعى لإجراء انتخابات محلية ونيابية، في أجواء حرة ونزيهة وفي ظل نظام انتخابي شفاف يطمئن كل المتنافسين".
وانتخب مجلس النواب العراقي، الخميس، عبد اللطيف رشيد رئيساً للجمهورية، ما مهَّد الطريق أمام تشكيل حكومة جديدة وإنهاء جمود مستمر منذ عام.
يذكر أنَّ السوداني (52 عاماً) سبق وأن تولى منصب وزير حقوق الإنسان، ومنصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية، وأمامه الآن 30 يوماً لتشكيل حكومة وتقديمها إلى البرلمان للموافقة عليها.
بدوره، أكد الرئيس العراقي السابق برهم صالح خلال استقباله لرئيس الوزراء المكلف ضرورة التكاتف والعمل على حماية أمن واستقرار البلاد.
وقال صالح "استقبلتُ السيد محمد شياع السوداني، هنأته بمناسبة تكليفه بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وتمنيتُ له كل التوفيق والسداد في مهمته".
وأضاف "الأهم الآن العمل والتكاتف من أجل حماية أمن واستقرار البلد ومواجهة التحديات الجسام، وخدمة العراقيين وتلبية تطلّعاتهم في الإصلاح والعيش الكريم الحر".
ورحبت الولايات المتحدة بانتهاء الجمود السياسي في العراق، مع انتخاب البرلمان الخميس عبد اللطيف رشيد رئيساً للبلاد، والذي كلَّف على الفور محمد شياع السوداني برئاسة الوزراء.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان "تحث الولايات المتحدة جميع الأطراف على الامتناع عن العنف وحل الخلافات بشكل ودي وسلمي من خلال العملية السياسية".
اقرأ أيضاً: