أعلنت روسيا، الجمعة، أنها حدَّدت مهلة حتى الأول من يوليو 2023، لإعادة بناء جسر القرم الذي دُمّر جزئياً في هجوم نُسب إلى أوكرانيا، فيما تضيق القوات الروسية الخناق على مدينة استراتيجية في الشرق.
وفي مواجهة الهجوم الأوكراني المضاد الذي يحقق تقدماً، دعت السلطات التي أنشأتها موسكو في منطقة خيرسون (جنوب) إلى إجلاء المدنيين، في مؤشر إلى الصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي.
في المقابل، تواصل القوات الروسية والموالية لروسيا هجومها على باخموت (شرق)، المدينة التي تأمل موسكو في احتلالها منذ الصيف من أجل فتح الطريق أمام مدينتين كبيرتين تسيطر عليهما القوات الأوكرانية في منطقة دونيتسك، هما: كراماتورسك وسلوفيانسك.
ولم تؤكد كييف ولم تنف ضلوعها في الهجوم الذي استهدف الجسر، ونفّذ بحسب موسكو، بشاحنة مفخخة.
ولم تكشف روسيا تفاصيل الأضرار التي تعرض لها الجسر، الذي وقّع رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين مرسوماً لإعادة بنائه بحلول الأول من يوليو، أي أكثر من ثمانية أشهر من العمل.
وانهار قسمان من طريق الجسر في البحر وتعرضت السكة الحديد لحريق هائل بعد أن اشتعلت النيران في مقطورات صهاريج. وأعادت روسيا فتح الجسر أمام حركة السير والسكك الحديد جزئياً، لكنها لا تزال محدودة بسبب الأضرار.
تقدم أوكراني في الجنوب
في شمال منطقة خيرسون، حيث يعتمد الجيش الروسي على الجسر في إمداداته، واصلت القوات الأوكرانية التقدم قرية تلو أخرى، نحو عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه طوال الأسبوع.
ودعا المسؤول الذي عينته موسكو فلاديمير سالدو، الكرملين الخميس، إلى المساعدة في إجلاء المدنيين. بعد ذلك مباشرة، وعدت الحكومة الروسية بالعمل من أجل ذلك.
ودعا كيريل ستريموسوف وهو مسؤول آخر موال لروسيا في هذه المنطقة، السكان إلى "اغتنام الفرصة لإقامة إنسانية واستراحة في روسيا".
وكتب على تطبيق تلجرام: "ليس سراً أن قصفاً على منطقة خيرسون أمر خطير خصوصاً بالنسبة للسكان المدنيين".
تقدم روسي في الشرق
وفي محيط باخموت، قالت القوات الروسية والانفصالية إنها في وضع جيد للاستيلاء على هذه المدينة التي تقاتل للسيطرة عليها منذ أغسطس.
وأكد أندري ماروتشكو، ممثل القوات الانفصالية في منطقة لوغانسك والموجود في المنطقة أنَّ "معارك تجري في البلدة"، لافتاً إلى أنه يتم صد القوات الأوكرانية باتجاه الشمال الغربي والغرب.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المنطقة هي الوحيدة في أوكرانيا التي تشن فيها القوات الروسية هجوماً حالياً، بينما تواجه تراجعاً منذ ستة أسابيع في أماكن أخرى، واضطرت للتخلي عن آلاف الكيلومترات المربعة.
ودانت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المسؤولة عن قضية العنف الجنسي المرتكب في أوقات النزاع براميلا باتن، مزاعم بشأن "عمليات اغتصاب واعتداءات جنسية" تنسب إلى القوات الروسية في أوكرانيا وتشكل "استراتيجية عسكرية" و"تكتيكاً متعمداً" وفق قولها.
زيلينسكي يتعهد بالنصر
من جهتها، أحيت أوكرانيا الجمعة "يوم المدافعين عن البلاد" (الجيش) محتفلة بهذا العيد للمرة الأولى منذ بداية هجوم القوات الروسية. وفي هذه المناسبة، وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"النصر".
وقال زيلينسكي في خطاب فيديو بالمناسبة، إنه "في الرابع عشر من أكتوبر نشكر كل الذين قاتلوا من أجل أوكرانيا في الماضي والذين يقاتلون من أجلها الآن، وكل الذين انتصروا حينذاك والذين سينتصرون اليوم بلا أدنى شك".
ووضع الرئيس الأوكراني إكليلًا من الزهور أمام نصب تذكاري في كييف، مخصص للجنود الذين سقطوا على الجبهة منذ عام 2014، سنة بدء الحرب مع الانفصاليين في الشرق.
من جهته، شكر القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوزني قواته على "خدمتها". وقال في خطاب: "أوقفنا الغزو ودفنا أسطورة الجيش الروسي الذي لا يقهر"، مضيفاً "معاً إلى النصر!".