واشنطن تدرس فرض قيود على الصين تشمل تكنولوجيا "الحوسبة الكمومية"

مصيدة أيون داخل "كمبيوتر كمومي" خاصة بشركة هانيويل الأميركية. 7 ديسمبر 2021 - via REUTERS
مصيدة أيون داخل "كمبيوتر كمومي" خاصة بشركة هانيويل الأميركية. 7 ديسمبر 2021 - via REUTERS
دبي -الشرق

قالت مصادر أميركية مطلعة، الجمعة، إن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس إمكانية فرض ضوابط جديدة على الصادرات التي تتعلق بمجال "الحوسبة الكمومية"، وذلك في إطار منع الصين من الوصول إلى بعض من أقوى تقنيات الحوسبة الناشئة.

وأضافت المصادر في تصريحات لـ"بلومبرغ" أن الخطط المحتملة، التي لا تزال في مراحلها الأولى، "تركز على مجال الحوسبة الكمومية (تقنية ناشئة تسخر قوانين ميكانيكا الكم لحل مشاكل معقدة للغاية بالنسبة لأجهزة الكومبيوتر الكلاسيكية) وكذلك برمجيات الذكاء الاصطناعي".

ولفتت المصادر إلى أن خبراء الصناعة "يدرسون كيفية تحديد معايير القيود المفروضة على هذه التكنولوجيا الناشئة"، موضحين أنه حال تم تنفيذ هذه الجهود، فإنها ستتبع قيوداً منفصلة عن تلك التي أُعلن عنها في وقت سابق هذا الشهر، بهدف إعاقة قدرة بكين على نشر أشباه الموصلات المتطورة في الأسلحة وأنظمة المراقبة.

"مبدأ التراكب"

وتعد الحوسبة الكمومية، مجالاً تجريبياً، له القدرة على زيادة قوة وسرعة الحوسبة بشكل كبير، ما يمكّن الآلات من حل المشكلات التي تتجاوز قدرة الجيل الحالي من أجهزة الكومبيوتر.

ومن المتوقع أن تؤدي تلك التقنية يوماً ما إلى تغيير تكنولوجيا ما يعرف بـ"أمان الكمبيوتر"، إذ يمكن أن تكون الآلات الكمومية قوية بما يكفي لفك تشفير كلمات المرور والتحايل على ميزات "أمان التشفير".

وفي هذا الصدد، تخصص شركات مثل "مايكروسوفت" و"إنتل" و"ألفابت" (المالكة لجوجل) ملايين الدولارات للبحث في مشروعات كمومية مختلفة.

وبينما تفسر أجهزة الكومبيوتر التقليدية البيانات في "آحاد" و"أصفار"، يمكن للآلة الكمومية تخزين المعلومات في حالات متعددة كحالة واحدة أو صفر أو كليهما أو شيء بينهما، وهو مبدأ يُعرف باسم "التراكب"، يسمح للنظام الكمي بأداء مهام متعددة بطرق لا تستطيع المعدات الثنائية القيام بها.

ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر هو أن الأنظمة الكمومية الحالية تتطلب عادة آليات تبريد غريبة لتوليد درجات الحرارة فائقة البرودة اللازمة لمعالجة واكتشاف الحالات الكمومية للجسيمات دون الذرية.

"تعميق العداء" 

في السياق، تراجعت أسهم التكنولوجيا في الصين، الجمعة، إذ تراجعت شركتي Naura Technology Group وACM Research Shanghai Inc لتصنيع المعدات، بنسبة 6.1 % و8.7 % على التوالي، فيما انخفضت أسهم Piotech Inc بما يصل إلى 13 %.

وكثفت الولايات المتحدة إجراءاتها لتقييد قدرة الصين على تطوير تقنيات معينة تعتبرها أساسية في المنافسة، كما حدت اللوائح الشاملة التي صدرت في وقت سابق من هذا الشهر، كيفية مشاركة المواطنين والمقيمين في الولايات المتحدة في شركات التكنولوجيا الصينية.

وكان مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، أشار في خطاب ألقاه الشهر الماضي، إلى التكنولوجيا والقدرة التنافسية، لافتاً إلى "التقنيات المتعلقة بالحوسبة، بما في ذلك الإلكترونيات الدقيقة وأنظمة المعلومات الكمومية والذكاء الاصطناعي، التي من المقرر أن تلعب أهمية كبيرة مستقبلاً".

ويهدد توسيع تلك القيود بشأن التقنيات المتقدمة، بمزيد من العداء للصين وإجبار الدول الأخرى على التحيز بين أكبر اقتصادين في العالم، بحسب "بلومبرغ".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات