أعرب رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك الخميس لنظيره الهندي ناريندرا مودي عن "أمله" في إبرام اتفاق تجارة جديد، وفق ما أفاد داونينج ستريت.
وأجرى الزعيمان محادثتهما الأولى بعد أن أصبح سوناك الهندوسي المتدين والمتحدر من أصول بنجابية، ثالث رئيس وزراء للمملكة المتحدة خلال شهرين الثلاثاء بعد تنحي ليز ترَس، وسط تقارير بأن الكثير من الهنود سعدوا بعد أن صار سوناك أول رئيس وزراء بريطاني من ذوي البشرة الملونة، في عام تاريخي بالنسبة لعلاقة دلهي مع المستعمر السابق.
وقال سوناك لمودي إنه "يجسّد الروابط التاريخية بين المملكة المتحدة والهند، ويهدف إلى البناء على هذه العلاقة لإقامة روابط أوثق من أي وقت مضى"، وفق ما أفاد مكتبه.
وأضاف داونينج ستريت أنَّ "رئيس الوزراء يأمل في أن تواصل المملكة المتحدة والهند إحراز تقدم جيد في المفاوضات لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تجارة حرة شامل".
ولفت إلى أنَّ الزعيمين اللذين من المقرر أن يجتمعا شخصياً في قمة مجموعة العشرين الشهر المقبل بإندونيسيا، "اتفقا أيضاً على العمل معاً كديمقراطيتين عظيمتين لتقوية الاقتصادات النامية في العالم"، مشيراً إلى الأمن والدفاع و"الشراكة الاقتصادية" بصفتها مجالات رئيسية للتعاون.
من جانبه قال رئيس الوزراء الهندي إنه هنأ نظيره البريطاني على توليه رئاسة الوزراء، وذلك في تغريدة على تويتر.
وقال مودي: "سنعمل معاً لزيادة تعزيز شراكتنا الاستراتيجية الشاملة، كما اتفقنا على أهمية الإبرام المبكر لاتفاقية تجارة حرة شاملة ومتوازنة".
تعزيز العلاقات
وأعلنت لندن أن وزير الخارجية جيمس كليفرلي سيصل إلى الهند الجمعة في زيارة تستغرق يومين للقاء نظيره و"مناقشة تعزيز العلاقات بين المملكة المتحدة والهند".
ويتفاوض البلدان منذ 18 شهراً على اتفاق تجارة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنهما تجاوزا الموعد النهائي المأمول سابقاً لإبرامه بحلول مهرجان الأضواء الهندوسي (ديوالي) الذي بدأ في 24 أكتوبر.
وهذا الاتفاق مهم لبريطانيا الباحثة عن أسواق بديلة بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي بشكل مثير للجدل عام 2020. لكن تقارير أفادت بأن المحادثات تعثرت بسبب مخاوف وسط حزب المحافظين الحاكم من أن يؤدي الاتفاق إلى زيادة الهجرة.
وُلِد والدا سوناك في الشتات الهندي في شرق إفريقيا، وهو متزوج من أكشاتا مورتي المولودة في الهند والتي شارك والدها في تأسيس شركة "إنفوسيس" العملاقة لتكنولوجيا المعلومات.
واحتفلت الهند بمرور 75 عاماً على نهاية الاستعمار البريطاني في أغسطس، قبل أسابيع فقط من أن تصبح خامس أكبر اقتصاد في العالم عندما تجاوز ناتجها المحلي الإجمالي مثيله في المملكة المتحدة، وفق أرقام صندوق النقد الدولي.
