تنطلق الأحد، أعمال الدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ "كوب 27" بمدينة شرم الشيخ في مصر على ساحل البحر الأحمر، بمشاركة حوالى 200 دولة في محاولة لإعطاء دفع جديد لمكافحة الاحترار المناخي وتداعياته التي تتالى في عالم منقسم وقلق من أزمات أخرى متنوعة.
ووفقاً لبيان صادر عن اللجنة الاعلامية للمؤتمر الذي يستمر حتى 18 نوفمبر، فإنه يتضمن 3 محطات رئيسية تبدأ بافتتاحه عند العاشرة من صباح الأحد بالتوقيت المحلي في مصر، ثم افتتاح قمة الزعماء الاثنين فى تمام الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي، وانطلاق الشق رفيع المستوى من المؤتمر فى الخامس عشر من نوفمبر الجاري.
تسليم الرئاسة لمصر
وستعقد الأحد، جلسة إجرائية يتحدث فيها رئيس مؤتمر المناخ "كوب 26" والذي عقد العام الماضي في جلاسكو باسكتلندا، ألوك شارما، ويتم بعدها إجراء مراسم تسليم رئاسة المؤتمر من رئيس "كوب 26" إلى رئيس "كوب 27" المعين، وزير الخارجية المصري سامح شكري، ويعقب ذلك بيان يلقيه شكري بوصفه رئيساً للمؤتمر.
وسيتحدث خلال الجلسة الإجرائية أيضاً سيمون ستيل السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ، وهوسونج لى، رئيس اللجنة الحكومية الدولية بشأن التغير المناخي.
ويشمل الشق الرئاسي من المؤتمر والذي يبدأ في 7 نوفمبر، عقد 3 موائد مستديرة عالية المستوى، يلقي خلالها الزعماء المشاركون كلمات تتناول جهود بلادهم فى مواجهة تداعيات التغيرات المناخية، كما ستعقد أيضاً 3 موائد مستديرة للزعماء المشاركين بالمؤتمر فى الثامن من نوفمبر.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن مصر التي عززت خلال السنوات الماضية خططها نحو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ باعتباره يشكل تهديداً وجودياً، تسعى لـ"تهيئة الأجواء لحث كافة الأطراف على تعزيز الثقة المتبادلة والتي يمكن من خلالها تحقيق النتائج التي تتطلع إليها الشعوب فيما يتعلق بمواجهة أزمة تغير المناخ وتفادى كوارثه المدمرة".
أبرز المشاركين
ويشارك في المؤتمر الدولي عدد من زعماء وقادة دول العالم يصل عددهم بحسب قوائم المتحدثين المبدئية إلى نحو 100 زعيم وقائد، أبرزهم الرئيس الأميركي جو بايدن الذي سيصل شرم الشيخ في 11 نوفمبر، حسبما أعلن البيت الأبيض، وهو ما يعني أنه لن يشارك في الموائد المستديرة للزعماء، وذلك بسبب انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشيوخ الأميركي والتي تجري الثلاثاء 8 نوفمبر.
وكذلك يشارك الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، الذي يصل مصر الأحد ضمن جولة تشمل إسرائيل وفرنسا لبحث القضايا المناخية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبالإضافة إلى مداخلته خلال القمة، سيقدم أناستاسيادس "مبادرة قبرص لمعالجة تغير المناخ في منطقة شرق البحر المتوسط والشرق الأوسط"، حسبما أعلنت الرئاسة القبرصية.
وكان من المقرر أن يشارك رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته يائير لبيد، في المؤتمر، إلا أنه اعتذر عن الحضور، بعدما أُعلن عن نتائج الانتخابات التشريعية في بلاده، والتي خسر فيها تكتله الأغلبية في الكنيست، ليترأس الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ وفد بلاده في المؤتمر.
غياب زعماء الصين والهند
وسيغيب الرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، عن المؤتمر.
وتضم قائمة المشاركين، رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف، يرافقه وزير الخارجية بيلاوال بوتو زرداري، وأعضاء آخرين من مجلس الوزراء وكبار المسئولين.
كما أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عزمها المشاركة في المؤتمر. وعدل رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك عن قراره الأولي بعدم المشاركة ، ليعلن حضوره المؤتمر قبل أيام.
وجاء إعلان "سوناك" المشاركة بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، حضوره المؤتمر.
كما يشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فى أعمال المؤتمر، بحسب تصريحات للسفير الفرنسي بالقاهرة.
وقال السفير الفرنسي، في تصريحات لـ"وكالة أنباء الشرق الأوسط" المصرية الجمعة، إن الرئيس ماكرون سيصل مصر الاثنين المقبل، حيث يحرص على المشاركة في هذا الحدث العالمي، كما يشارك المستشار الألماني أولاف شولتز في المؤتمر.
مبادرات ومشاركات عربية
عربياً، يشارك رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في فعاليات المؤتمر، على رأس وفد إماراتي كبير وفقاً لما أعلنت، سفيرة الإمارات بالقاهرة مريم الكعبي.
وتستعد الإمارات لاستضافة أعمال الدورة الثامنة والعشرين من المؤتمر "كوب 28" خلال العام المقبل 2023.
كما تشارك السعودية في القمة بوفد من 6 وزراء، إلى جانب مبعوث المناخ السعودي، يتقدمهم وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان.
وعلى الصعيد العربي أيضاً أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، انطلاق النسخة الثانية من "قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" في 7 نوفمبر، و"منتدى مبادرة السعودية الخضراء" يومي 11 و12 من الشهر ذاته خلال مؤتمر المناخ تحت شعار: "من الطموح إلى العمل"، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر شرم الشيخ.
الأيام المتخصصة
وبحسب الأجندة الرسمية، سيركز المؤتمر في أيامه الـ3 الأولي على الكلمات الرسمية للقادة والزعماء، فيما تركز بقية الأيام على مشروعات متخصصة، ففي 9 نوفمبر ستبحث جلسات المؤتمر جوانب النظام البيئي لتمويل المناخ، بما في ذلك التمويل المبتكر والمختلط والأدوات المالية والأدوات والسياسات التي لديها القدرة على تعزيز وتوسيع نطاق التمويل.
ويشهد يوم 10 نوفمبر فعالية "يوم العلم"، وتشمل مناقشة العديد من التقارير العلمية البارزة من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومؤسسات أخرى.
وفي اليوم ذاته تعقد فعالية "يوم الشباب"، والتي تعرض خلالها قصص نجاح الشباب والتحديات وسيُسمح لهم بالتفاعل مع صناع السياسات والممارسين.
ويهدف "يوم إزالة الكربون" في 11 نوفمبر، لعرض التقنيات المختلفة لتشجيع وتسهيل الانتقال الذي تشتد الحاجة إليه والتحول النموذجي نحو اقتصاد منخفض الكربون.
ويرمي "يوم التكيف والزراعة" في 12 نوفمبر، إلى توفير فرصة لمناقشة القضايا المتعلقة بالتكيف بما في ذلك الزراعة والتغذية وسبل العيش والحماية في المناطق الساحلية، والخسائر والأضرار، والحد من مخاطر الكوارث.
ويهدف "يوم النوع الاجتماعي" في 14 نوفمبر، لتسليط الضوء على دور المرأة في التكيف مع تغير المناخ، وتُخصَّص أيضاً خلال المؤتمر الدولي فعالية باسم "يوم المياه" في 14 نوفمبر، وستغطي المناقشات خلالها جميع القضايا المتعلقة بالإدارة المستدامة لموارد المياه.
كذلك تقام فعالية باسم "يوم المجتمع المدني" في 15 نوفمبر، وستكون منصة لتبادل أفضل الممارسات وتحديد التحديات، فضلاً عن التواصل وتطوير فرص الشراكة بين أصحاب المصلحة المتعددين.
وتعقد كذلك، فعالية باسم "يوم الطاقة" في ذات اليوم تتناول جميع جوانب الطاقة وتغير المناخ، بما في ذلك الطاقة المتجددة وتحويل الطاقة، مع التركيز بشكل خاص على الانتقال العادل في قطاع الطاقة، والهيدروجين الأخضر كمصدر محتمل للطاقة في المستقبل.
وسيناقش "يوم التنوع البيولوجي" في 16 نوفمبر" آثار تغير المناخ على المحيطات، والأنواع المهددة بالانقراض، والشعاب المرجانية، واستدامة المناطق المحمية لتقديم خدمات النظام الإيكولوجي للإنسان".
وتختتم الأيام المتخصصة بـ"يوم الحلول" الذي يجمع بين ممثلي الحكومات والشركات والعلماء المبتكرين لتبادل خبراتهم وأفكارهم بهدف نشر الوعي وتبادل الخبرات وبناء التحالفات والتعاون في المستقبل.