محاكمة صحافي إيطالي بدعوى التشهير بميلوني

الكاتب الإيطالي روبرتو سافيانو يخاطب وسائل الإعلام أثناء مغادرته مدينة العدل (Citta Giudiziaria) في روما- 15 نوفمبر 2022 - AFP
الكاتب الإيطالي روبرتو سافيانو يخاطب وسائل الإعلام أثناء مغادرته مدينة العدل (Citta Giudiziaria) في روما- 15 نوفمبر 2022 - AFP
روما- أ ف ب

يواجه صحافي إيطالي حكماً بالسجن 3 سنوات إذا ما أدين قضائياً في دعوى تشهير رفعتها ضده رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني بسبب تصريح ينتقد موقفها بشأن المهاجرين.

وتبدأ، الثلاثاء، محاكمة الصحافي الاستقصائي روبرتو سافيانو (43 عاماً)، حيث اشتهر باسم "جوموروا" وهو كتابه الأكثر مبيعاً حول المافيا.

ولم يكن حزب "فراتيلي ديتاليا -إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف في ذلك الحين إلا حزب معارضة صغير، لكنه تولى السلطة الشهر الماضي بعد فوز انتخابي ساحق مدفوع جزئياً بخطة وقف تدفق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط.

ولن تكون ميلوني اليمينية المتطرفة حاضرة في الجلسة الأولى إذ إنها تشارك في قمة مجموعة الـ 20 بجزيرة بالي الإندونيسية.

"يجب أن تغرق"

تعود القضية إلى ديسمبر 2020، حين كان سافيانو مدعواً للتعليق على قضية غرق طفل يبلغ 6 أشهر ومتحدّر من جينيا، في إطار برنامج "بيازابوليتا" Piazzapulita التلفزيوني.

وكان الرضيع المدعو جوزيف، واحداً من 111 مهاجراً أنقذتهم سفينة لمنظمة "أوبن آرمز" الإنسانية، لكنه توفي قبل حصوله على رعاية طبية.

في مشاهد صوّرها أفراد في فرق الإنقاذ وعُرضت أمام سافيانو خلال المقابلة التلفزيونية، يُسمع صوت والدة الرضيع وهي تبكي، قائلة "أين طفلي؟ النجدة، إنني أخسر طفلي!".

وجه حينها سافيانو اتهامه إلى ميلوني والزعيم الشعبوي للرابطة المناهضة للهجرة ماتيو سالفيني المشارك في حكومتها.

وقال سافيانو حينها عبر البرنامج: "أريد فقط أن أقول لميلوني ولسالفيني، أنتم أوغاد! كيف تمكّنتم من السماح بحصول ذلك؟".

وكانت ميلوني قد قالت في العام 2019 إن سفن المنظمات الإنسانية غير الحكومية التي تنقذ المهاجرين "يجب أن تغرق"، فيما منع سالفيني، الذي كان وزيراً للداخلية ذلك العام، وصول مثل هذه السفن إلى إيطاليا.

"مواجهة غير متكافئة"

وجهت منظمة الكتّاب "بين إنترناشونال"، التي تدافع عن حرية التعبير، رسالة مفتوحة إلى ميلوني هذا الأسبوع، داعية إياها إلى إسقاط الشكوى.

وجاء في الرسالة "إن استمرار الإجراءات ضده سيبعث برسالة مخيفة لجميع الصحافيين والكتاب في البلاد والذين قد لا يجرؤون بعد الآن على التحدث علناً خوفاً من الإجراءات الانتقامية". وقال سافيانو لوكالة "فرانس برس"، إن هذه الدعوى هي "مواجهة غير متكافئة وعبثية تماماً".

وأعلن الصحافي الخاضع لحماية أمنية منذ صدور كتاب "جومورا" بسبب تعرضه لتهديدات من المافيا، أن التكتيك الذي تعتمده ميلوني هو "مضايقة واحد من أجل مضايقة 100".

وأضاف: "قد يكون الأمر أصعب بعد الإبلاغ عما يحدث والتعبير عن الرأي إذا أصبحنا ندافع عن حريتنا في التعبير في المحاكم ونرى كلامنا يحكم عليه حين ننتقد السلطة وسياساتها اللاإنسانية".

وتؤكّد مجموعات الدفاع عن حرية الصحافة أن هذا النوع من المحاكمات جزء من نهج تتّبعه شخصيات معروفة في إيطاليا - أبرزها من السياسيين - لتخويف الصحافيين بمحاكمات متكررة.

وتحتل إيطاليا المركز 58 في التصنيف العالمي للدول لجهة صونها لحرية الصحافة والذي نشرته منظمة "مراسلون بلا حدود" في العام 2022، أي أسفل التصنيف في دول أوروبا الغربية.

ومحاكمة الثلاثاء ليست المحاكمة الوحيدة التي يواجهها سافيانو، فقد قاضاه ماتيو سالفيني في العام 2018 بعدما وصفه بأنه "وزير العالم السفلي". ومن المقرر أن تبدأ هذه المحاكمة في فبراير.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات