بعد "إذابة الجليد".. أستراليا تدعو الصين إلى إنهاء العقوبات التجارية

علما الصين وأستراليا  - REUTERS
علما الصين وأستراليا - REUTERS
دبي-الشرق

حض رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الرئيس الصيني شي جين بينج على رفع العقوبات المفروضة على الصادرات الأسترالية، خلال اجتماع وصف بأنه "خطوة مهمة" نحو استقرار العلاقات بين الشريكين التجاريين الرئيسيين.

لكن، في الاجتماع الذي عقد الثلاثاء، وهو الأول بين الزعيمين الأسترالي والصيني منذ ست سنوات، لم يعرض شي أي تخفيف فوري لعقوبات بكين المفروضة على مجموعة من المنتجات الأسترالية، بدءاً من الفحم مروراً بلحوم البقر، ووصولاً إلى الشعير، وفق ما أوردت صحيفة "فاينانشيال تايمز".

واستمرت المحادثات 32 دقيقة فقط، وانعقدت على هامش قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية، لكنها مثّلت تحوّلاً دبلوماسياً مهماً، بعد عداوة استمرت سنوات، وخيّمت على العلاقات التجارية بين البلدين، وأدت لتجميد اجتماعات عالية المستوى.

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي تحقيق "مكاسب دبلوماسية من لقاء شي"، في سبيل إلغاء العقوبات المفروضة على الصادرات الأسترالية التي تبلغ قيمتها 20 مليار دولار سنوياً، وفق ما نقلت صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد".

وأشار رئيس الوزراء الأسترالي إلى أن الاجتماع كان "إيجابياً وبنّاءً"، وقال: "سنكون دائماً أفضل حالاً عندما نتحدث مع بعضنا البعض، بهدوء وبشكل مباشر".

وأضاف ألبانيز: "لقد أكدت من جديد وجهة نظر الحكومة الأسترالية، بأن من مصلحة الجانبين الاستمرار في طريق تحقيق الاستقرار وتطوير شراكتنا الاستراتيجية الشاملة".

وقلل ألبانيز من احتمال أي تخفيف مبكر للقيود التجارية التي فرضتها الصين في 2020، لكنه أوضح أن البلدين "اتفقا على إجراء مزيد من المحادثات"، مؤكداً وجود "العديد من الخطوات التي يتعين اتخاذها".

مصالح مشتركة

ودعا الرئيس الصيني إلى "تحسين وتطوير" العلاقات مع أستراليا، وقال شي: "علينا تحسين علاقتنا (مع أستراليا) والمحافظة عليها وتطويرها، لأن ذلك يتوافق مع المصالح الأساسية لشعبي البلدين".

وخلال قمة العشرين التي استضافتها اليابان في عام 2019 تبادل الرئيس الصيني مع رئيس الوزراء الأسترالي السابق حديثاً وجيزاً، إلا أن أي اجتماع رسمي لم يجر بين الطرفين منذ أكثر من نصف عقد.

ومع ذلك، حافظ كلا البلدين على علاقة اقتصادية وثيقة، رغم التوترات الدبلوماسية طويلة الأمد، إذ تعد الصين الشريك التجاري الأكبر لأستراليا، لا سيما عندما يتعلق الأمر بطلب بكين الكبير والمربح على خام الحديد،

تصاعد الخلافات

ولم تذكر وزارة الخارجية الصينية، في بيان نشرته، الثلاثاء، عقب الاجتماع، بشكل مباشر العقوبات التي فرضتها بكين بعد أن دعت أستراليا إلى إجراء تحقيق مستقل مع بداية تفشي وباء كورونا في عام 2020.

وكانت العلاقات بين البلدين قد تتدهور بالفعل بسبب المخاوف الأسترالية بشأن تنامي النفوذ الصيني في البلاد، إذ منعت أستراليا شركة "هواوي" الصينية من الحصول على عقود لتطوير شبكة الجيل الخامس من الإنترنت.

وذكرت وسائل الإعلام الصينية الرسمية أن شي أبلغ ألبانيز خلال اجتماعهما أنه يأمل في أن توفر كانبيرا "بيئة أعمال سليمة للشركات الصينية للاستثمار والعمل في أستراليا".

إشادة بالموقف الصيني

وفيما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، قال ألبانيز إنه طلب من الصين ممارسة نفوذها على روسيا بشأن تهديدات موسكو باستخدام أسلحة نووية ضد كييف. وقال رئيس الوزراء الأسترالي للصحافيين بعد الاجتماع: "أشرت إلى أن الصين أعلنت ذلك وهذا شيء جيد".

وفي لقاء مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق، الثلاثاء، كرر شي دعوات الصين لإجراء محادثات سلام، ووقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وكان مسؤول أميركي كبير قال في تصريحات أوردتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، إنَّ الصين غير مرتاحة لخطاب روسيا بشأن "استخدام أسلحة نووية" في الحرب الأوكرانية، فيما قال وزير الخارجية الصيني وانج يي، الثلاثاء، إن الرئيس شي جين بينج أكد لنظيره الأميركي جو بايدن، خلال لقائهما، الاثنين، معارضة أي "استخدام للأسلحة النووية" خلال الحديث عن أوكرانيا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات