ترودو يبحث "تدخل" بكين المحتمل في انتخابات كندا مع الرئيس الصيني

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينج في قمة قادة مجموعة العشرين في بالي إندونيسيا - 15 نوفمبر 2022 - REUTERS
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينج في قمة قادة مجموعة العشرين في بالي إندونيسيا - 15 نوفمبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

أفاد مصدر حكومي كندي، الثلاثاء، بأن رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، أثار "مخاوف جدية" من حدوث تدخل صيني محتمل في انتخابات 2019، وذلك في أولى محادثاته مع الرئيس شي جين بينج منذ أكثر من 3 سنوات.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المصدر قوله، إن ترودو ناقش تلك المخاوف مع شي، خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة في جزيرة بالي بإندونيسيا وتختتم أعمالها، الأربعاء، كما تطرقا إلى ملفات عدة بينها الغزو الروسي لأوكرانيا والصواريخ الكورية الشمالية، وأهمية القمة التي ستستضيفها مونتريال في ديسمبر لـ"مواجهة تغير المناخ وحماية الطبيعة".

وأضاف المصدر أن الزعيمين أكدا خلال لقائهما على "أهمية استمرار الحوار"، مشيراً إلى أن الصورة تُظهر لقاء الزعيمين في غرفة مزدحمة، إذ تحدثا نحو 10 دقائق، على عكس الاجتماع المغلق الذي عقد بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني، والذي استمر لمدة 3 ساعات ونصف.  

ورجحت الوكالة أن يكون هذا "التدخل" إشارة إلى التقرير الذي نشرته وسائل إعلام كندية في 7 نوفمبر، ونقل عن مسؤولين استخباراتيين قولهم إنهم "يشتبهون في تدخل الصين في انتخابات 2019".

كما تزامن ذلك مع توقيف الشرطة الكندية أحد الموظفين في أكبر شركة لإنتاج الكهرباء، على خلفية مزاعم بمحاولة سرقة أسرار تجارية لحساب الصين.  

"قلق" استخباراتي 

وقال رولاند باريس مستشار السياسة الخارجية السابق لترودو، وأستاذ الشؤون الدولية بجامعة أوتاوا، إن وكالات الاستخبارات الكندية المعهود عنها "التكتم والتحفظ، أعربت عن قلقها".  

وأضاف باريس أن "هذا الأمر سيتطلب من الحكومة الكندية اتخاذ خطوات إضافية لتأمين الديمقراطية الكندية. إننا نتحدث عن علاقة مرت بحالة جمود عميق لسنوات، ومن ثم فليس مستغرباً أن يكون الاتصال الأول على مستوى الرئيسين غير رسمي".  

وتستعد الحكومة الكندية لإطلاق ما يُعرف بـ"استراتيجية منطقة المحيطين الهندي والهادئ" التي قالت عنها وزيرة الخارجية ميلاني جولي إنها "ستتحدى الصين بشأن ملف حقوق الإنسان"، فيما تسعى للتعاون مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم في ما يتعلق بتغير المناخ، وأهداف مشتركة أخرى.  

والثلاثاء، كشف ترودو النقاب عن أحد عناصر الاستراتيجية الجديدة بإعلانه تقديم بلاده تمويلاً بقيمة 750 مليون دولار كندي (ما يعادل 563.8 مليون دولار) على مدى 3 سنوات، بدءاً من عام 2023 / 2024، لمساعدة دول المنطقة في تطوير بنيتها التحتية الضرورية، وفقاً لما أوردته "رويترز" 

علاقات متوترة

وزاد التوتر الدبلوماسي بين كندا والصين منذ اعتقال السلطات الكندية الرئيس التنفيذي لشركة "هواوي تكنولوجيز"، مينج وانتشو في 2018، وما تبعه من إلقاء بكين القبض على كنديَين بتهمة التجسس. 

ورغم إسدال الستار على هذه المواجهة، العام الماضي، بإطلاق سراح المحتجزين الثلاثة، إلا أن العلاقات بين البلدين ظلت متوترة.  

وحظرت أوتاوا، في مايو الماضي، ولمخاوف تتعلق بالأمن الوطني، استخدام شبكات الجيل الخامس 5G التي تنتجها شركة "هواوي"، كما أمرت 3 شركات صينية، في وقت سابق من الشهر الجاري، بسحب استثماراتها في مجال المعادن المهمة في كندا.  

يشار إلى أن آخر لقاء جمع بين ترودو وشي كان في يونيو 2019، على هامش قمة مجموعة العشرين التي عقدت في أوساكا اليابانية.

وسبق لهما أن التقيا 3 مرات أخرى في 2015 على هامش القمة ذاتها التي استضافتها تركيا، ومرتين خلال زيارتين رسميتين لرئيس الوزراء الكندي إلى بكين في عامي 2016 و2017.     

اقرأ أيضاً:

تصنيفات