الجمهوريون عازمون على ملاحقة ابن بايدن بـ"سلطة الاستدعاء"

نجل الرئيس الأميركي هانتر بايدن في البيت الأبيض خلال احتفال عيد الفصح - 18 أبريل 2022 - REUTERS
نجل الرئيس الأميركي هانتر بايدن في البيت الأبيض خلال احتفال عيد الفصح - 18 أبريل 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

رغم حصولهم على أغلبية ضئيلة في مجلس النواب الأميركي، جدد المشرعون الجمهوريون بالمجلس تأكيدهم استخدام سلطتهم مع بدء دورة المجلس الجديد في 2023، للتحقيق مع إدارة الرئيس جو بايدن، وبالأخص نجله هانتر  وفقاً لوكالة "أسوشيتدبرس".

لكن نتائج الانتخابات النصفية، قوت من موقف البيت الأبيض الذي لطالما استعد لهذه اللحظة، فالجمهوريون حصلوا على مقاعد أقل بكثير من المتوقع في الكونجرس بغرفتيه، وفقاً للوكالة.

كما أن مساعدي بايدن وعدد من الديمقراطيين يرون أن الناخبين عاقبوا الحزب الجمهوري لاعتماده على "نظريات المؤامرة والأكاذيب التي نشرها الرئيس السابق دونالد ترمب بشأن انتخابات 2020".

ويرى الديمقراطيون في هذه النتيجة تأكيداً على النهج الذي اتبعته الإدارة في انتخابات التجديد النصفي، كما أنهم سيمضون قدماً في التركيز على الإنجازات التشريعية ومواصلتها، بعكس المرشحين المتحالفين مع ترمب والذين كانت شكاواهم بشأن نجل الرئيس بعيدة جداً عن اهتمامات الأميركيين العاديين، ولم تثر اهتمام إلا أكثر المؤيدين للحزب إخلاصاً.

"الأغلبية الأكثر ضآلة"

ويعد هامش فوز الحزب الجمهوري في مجلس النواب هو الأغلبية الأقل على مدى عقدين من الزمن، ورغم ذلك استخدم الجمهوريون مؤتمرهم الصحافي الأول بعد حسم الأغلبية لمناقشة قضية نجل الرئيس ووزارة العدل، وهو ما أدى إلى تجدد الأزمة المستمرة منذ فترة طويلة بشأن ما يصفونه بـ"وكالات إنفاذ القانون المسيّسة وقضية الفساد الضخمة التي أغفلها الديمقراطيون ووسائل الإعلام". 

ونقلت الوكالة عن النائب الجمهوري جيمس كومر، وهو الرئيس المقبل للجنة الرقابة بمجلس النواب، قوله إن "هناك أسئلة مقلقة ذات أهمية قصوى بشأن تعاملات هانتر بايدن التجارية، وجيمس بايدن، أحد إخوة الرئيس، والتي تتطلب تحقيقاً أعمق"، مضيفاً أنهم "يفحصون تعاملات الرئيس أيضاً".

وتابع كومر: "القضاء على الهدر والاحتيال وسوء الاستخدام في الحكومة الفيدرالية هو المهمة الأساسية للجنة الرقابة، ولذا فإن هذا التحقيق يمثل أولوية قصوى". 

وكان المشرعون الجمهوريون تعهدوا، الأسبوع الماضي، بالإفصاح عن مجموعة من المعلومات الجديدة، ولكن ما قدموه حتى الآن كان بمثابة عملية مراجعة مكثفة للشكاوى المستمرة منذ عدة سنوات عن تعاملات هانتر بايدن التجارية، بما في ذلك نظريات المؤامرة التي أثارها ترمب، بحسب الوكالة. 

سلطة الاستدعاء

وأشارت "أسوشيتدبرس" إلى أن المشرعين الجمهوريين وموظفيهم عكفوا، طوال العام الماضي، على تحليل الرسائل والمعاملات المالية التي تم العثور عليها على جهاز كمبيوتر محمول خاص بهانتر بايدن، ولكن الفرق الآن هو أنه سيكون لديهم "سلطة الاستدعاء لمتابعة القضية". 

ونقلت الوكالة عن توم ديفيس، وهو محامي جمهوري متخصص في تحقيقات الكونجرس والاستراتيجيات التشريعية قوله: "الجمهوريون سيمضون قدماً في هذه القضية، وأعتقد أن أعضاء الحزب متحمسون لمتابعة مثل هذه القضايا، إذ أن هناك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها، فالاتجاه الذي استمر على مدى الـ 40 عاماً الماضية هو أن تقلل الأحزاب من التحقيقات الخاصة بها وتفرط في التحقيق مع الحزب الآخر". 

ومن جانبها قالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارين جان بيير: "لقد قالوا إنهم سيحاربون التضخم وسيعطون الأولوية لهذه القضية، ولكن بعد حصولهم على الأغلبية لم تعد أولويتهم القصوى التركيز على الأسرة الأميركية، بل التركيز على عائلة الرئيس نفسه". 

ولفتت الوكالة إلى أن بعض الجمهوريين المنتخبين حديثاً يقاومون التحقيق الخاص بنجل الرئيس الأميركي، ونقلت عن النائب مايك لولر قوله لشبكة "CNN"، إن "الأولوية القصوى الآن هي التعامل مع التضخم وتكاليف المعيشة، فلا نريد رؤية ما كان موجوداً في عهد إدارة ترمب، حينما ظل الديمقراطيون يبحثون وراء الرئيس وإدارته دون توقف".

"مخالفات هانتر"

ووعد المشرعون الجمهوريون بكم ضخم من المعلومات بشأن هانتر بايدن الأسبوع الماضي، ولكن ما قدموه حتى الآن، لا يعدو سوى كونه "مراجعة مكثفة" لشكاوى تعود لأعوام بشأن تعاملات هانتر بايدن التجارية، يعود بعضها إلى "نظريات مؤامرة" أثارها ترمب، وفقاً للوكالة.

وانضم هانتر بايدن إلى مجلس إدارة شركة بوريسما الأوكرانية للغاز في 2014، في الوقت الذي كان يتولى فيه والده الذي كان حينها نائباً للرئيس الأسبق أوباما السياسة الخارجية الأميركية مع أوكرانيا.

وقال جمهوريون إن تعيين هانتر بايدن ربما شكل تعارضاً في المصالح، ولكنهم لم يقدموا دليلاً على أنه أثر على السياسات الأميركية، ولم يورطوا جو بايدن في ارتكاب أي خطأ.

وأمضى الجمهوريون العام الماضي وهو يحللون بيانات ورسائل ومعاملات مالية عثر عليها على حاسوب محمول مملوك لهانتر بايدن.

وكشفت رسائل بريد إليكتروني ورسائل نصية موجودة على القرص الصلب للحاسوب، ونشرتها لأول مرة صحيفة  "نيويورك بوست"، الإشارة إلى "الرئيس" بشكل متكرر، بعد أن ترك هانتر بايدن، الجهاز لإصلاحه في متجر لإصلاح أجهزة الحاسوب في ديلاوير يملكه جون بول ماك إيزاك، وكان الحاسوب يحمل ملصقاً خاصاً بمؤسسة بو بايدن، التي سميت على اسم أخيه المتوفى، ولم يعد هانتر لاسترداد الجهاز.

وقال ماك إيزاك، إنه بعد فشل المحاولات المتكررة للاتصال بهانتر، استحوذ على الجهاز بشكل قانوني بموجب شروط عقد الإصلاح.

وبناءً على معلومات من الحاسوب المحمول، ومقابلات، نشرت الصحيفة خطاً زمنياً لعلاقات هانتر التجارية مع الصين، منذ تولي والده منصب نائب الرئيس في 2009، إذ شارك في تأسيس شركة للاستشارات الاستثمارية، وزار الصين بصفته ممثلاً لها واكتسب شعبية لدى كبار المسؤولين في الشركات ذات النفوذ المرتبطة بالصين.

اقرأ أيضاً:   

تصنيفات