هزيمة الحزب الحاكم بانتخابات تايوان قد تقوض فرص الصراع مع الصين

أعضاء في "الحزب الشيوعي الشعبي التايواني" يحملون أعلاماً صينية في تاينان - تايوان  - 1 أكتوبر 2022 - REUTERS
أعضاء في "الحزب الشيوعي الشعبي التايواني" يحملون أعلاماً صينية في تاينان - تايوان - 1 أكتوبر 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

قال محللون سياسيون لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن الهزيمة الفادحة التي مُني بها الحزب الحاكم في تايوان بالانتخابات المحلية التي أجريت نهاية الأسبوع الماضي، يمكن أن "تقوض" احتمالية اندلاع صراع عسكري ضد الصين.

وأضاف المحللون أن نتائج الانتخابات المحلية في الجزيرة، التي تتمتع بالحكم الذاتي، يمكن أن تقنع القادة الصينيين بإمكانية التأثير "بشكل سلمي" على السياسة في تايوان. 

وأعرب الناخبون، السبت، عن عدم ثقتهم في "الحزب الديمقراطي التقدمي" الحاكم عبر النتائج الحاسمة التي أسفرت عنها الانتخابات، ما دفع برئيسة البلاد، تساي إنج ون، إلى التقدم باستقالتها من قيادة الحزب، فيما حقق الحزب القومي المعارض، والذي يُنظر إليه باعتباره "أكثر تقارباً" مع بكين، انتصارات حاسمة في العديد من السباقات الانتخابية على مقاعد رؤساء البلديات.

لكن المحللين رأوا أن الأداء الضعيف لـ"الحزب الديمقراطي التقدمي" كان وثيق الصلة بحالة الاضطراب الداخلي، مثل تأجيل إعادة فتح البلاد بعد الاغلاقات التي ارتبطت بجائحة كورونا، والقيود الأخرى التي أضرت بقطاع الخدمات، وليس "بالعلاقة المتوترة" للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي مع الصين، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".  

وفي خطاب بعد إعلان النتائج، أنحت تساي، التي ستغادر منصبها في 2024، وفقاً لقواعد المدة الرئاسية المعمول بها في تايوان، باللائمة على "الأداء الضعيف" لحزبها في ما يتعلق بالسياسات المحلية.  

وفي استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "الرأي العام" التايوانية، في وقت سابق هذا الشهر، قبيل انطلاق السباق الانتخابي، منح 42.6 % من الناخبين في تايبيه معدلاً أقل من معدل النجاح على مقياس "0 – 100"، لدى إجابتهم على سؤال حول مدى رضاهم عن تعامل الحكومة مع الوباء.  

ورغم ذلك، خيّمت على هذه الانتخابات التوترات مع الصين، التي تطالب بضم تايوان كجزء من البر الرئيسي وتعهدت باستعادة الجزيرة.

وتصاعدت المخاوف من اندلاع مواجهة في أعقاب الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركية، نانسي بيلوسي، إلى تايبيه أغسطس الماضي، ما احتجت عليه بكين بقوة من خلال إرسال صواريخ ومقاتلات وسفن حربية، طوقت تايوان لبعض الوقت في حصار صوري.  

تهدئة التوترات

في هذا الصدد، قال وين تي سونج، المحاضر في الدراسات التايوانية في "الجامعة الوطنية الأسترالية"، لـ "وول ستريت جورنال"، إنه "لا يمكننا أن نستنتج أن هذا يمثل خسارة لمنصة السياسة الصينية الخاصة بالحزب الديمقراطي التقدمي".  

وأضاف أن نتائج الانتخابات "يمكن أن يُنظر إليها على أنها تمهد الطريق أمام الزعيم الصيني شي جين بينج لتهدئة التوترات".      

وقالت بوني جلاسر، الخبيرة في شؤون تايوان والصين، ومديرة برنامج آسيا في "صندوق مارشال الألماني" في واشنطن العاصمة، لـ"وول ستريت جورنال"، إن الصينيين ربما يبحثون عن أسباب تجعلهم أكثر تفاؤلاً بشأن عدم حتمية تحرك تايوان صوب الاستقلال".  

وأضافت، في إشارة إلى الحزب القومي المعارض، الذي يفضل إقامة علاقات وثيقة مع الصين: "إذا استنتجوا أن حزب الكومنتانج لم يُهزم ولم يخرج من اللعبة، فإن هذه نتيجة جيدة من وجهة نظري". 

وفي تعليقها على نتائج الانتخابات، عزت الناطقة باسم مكتب شؤون تايوان في بكين، نتيجة الانتخابات إلى "رغبة الناخبين التايوانيين في السلام والاستقرار والحياة الأفضل".  

وقالت في بيان مكتوب: "سنواصل الاتحاد مع المواطنين التايوانيين، وسنعزز معاً التنمية السلمية للعلاقات عبر جانبي المضيق".   

الصين وحرب المعلومات

لكن مدرس العلاقات الدولية في "جامعة سانت توماس" في هيوستن، يه ياو يوان، رجح في مقابلة مع "وول ستريت جورنال"، أن تشجع النتائج الصين على تكثيف جهودها في استخدام حرب المعلومات والتحفيز الاقتصادي، لجذب الناخبين المتأرجحين إلى اختيار المرشحين المتقاربين مع الصين في الانتخابات الرئاسية التايوانية في 2024".

ووفقاً للتقرير صادر عن معهد "V-Dem" السويدي المتخصص في إصدار تقارير سنوية عن التضليل المعلوماتي في جميع أنحاء العالم، فإن تايوان تحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم كـ "هدف للتضليل المعلوماتي الأجنبي"، إذ يقول المسؤولون التايوانيون إن معظم هذا التضليل "يأتي من جانب الصين". 

وبحسب الصحيفة، شهدت الانتخابات "معدلات إقبال متدنية نسبياً" بلغت حوالي 60%، حيث اضطر بعض الناخبين في شمال تايوان إلى مكابدة الأمطار الغزيرة للإدلاء بأصواتهم.  

ووجه المحللون السياسيون، الذين تحدثت إليهم الصحيفة، اللوم على الحملات الانتخابية السلبية غير المعتادة، وحالة الإعياء الانتخابي في تايوان، حيث حشدت الأحزاب مؤيديها في سلسلة من الاستفتاءات وإعادة الانتخابات في أقل من عام.      

ورجحت الصحيفة الأميركية أن تؤدي النتائج التي أسفرت عنها الانتخابات إلى "تسريع" عملية تسمية مرشح رئاسي جديد للانتخابات الوطنية المحورية المقرر إجراؤها في أقل من عامين.

واعتبرت أن نائب الرئيس، ويليام لي تشينج تي، يعد "الأوفر حظاً" ليكون المرشح الرئاسي القادم للحزب الديمقراطي التقدمي.  

اقرأ أيضاً:

تصنيفات