قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاجون)، في تقرير الثلاثاء، إن الصين تسعى لتوسيع ترسانتها النووية 3 أضعاف ما هي عليه حالياً، لتصل إلى 1500 رأس نووي بحلول 2035، وذلك لتحدي الولايات المتحدة عسكرياً، ومنعها من التدخل في قضية تايوان، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وخلص التقرير السنوي الذي صدر في 170 صفحة بتكليف من الكونجرس، ويُقيّم استراتيجية الصين العسكرية والأمنية، إلى أن هدف الصين المتمثل في توسيع ترسانتها النووية وسعيها للسيطرة على تايوان عسكرياً "لم يواجَه خلال العام الماضي".
وأشار إلى أنه نظراً لأن بكين تركز على مواجهة الولايات المتحدة في محيط الصين وتايوان، فإنها تحوّل جيشها أيضاً إلى "قوة عالمية".
وجاء في التقرير أنه في عام 2021 "زادت الصين بشكل كبير من مشاركتها مع دول إفريقيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط، وبدأت بإعطاء الأولوية للصحة العامة، والبنية التحتية الرقمية، وفرص الطاقة الخضراء".
وأضاف: "يمكن لشبكة لوجيستية عسكرية عالمية صينية أن تعطل العمليات العسكرية الأميركية، مع تطور الأهداف العسكرية العالمية للصين".
وأشار التقرير في هذا الصدد إلى أن الصين أجرت اختباراً جديداً لصاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت في عام 2021، "مصمم لضرب القواعد والأساطيل العسكرية الأجنبية في غرب المحيط الهادئ"، وفقاً لخبير عسكري صيني.
تعزيز النشاط العسكري
وركزت الصين صاحبة ثاني أكبر إنفاق عسكري بعد الولايات المتحدة، العام الماضي، على تقدم كل جزء من جيشها تقريباً، بما في ذلك البحرية، والقوات الجوية، والقواعد في جميع أنحاء العالم، وعملت على دمج قواتها لتعمل معاً.
وجد التقرير أن الصين "يمكن أن تجري مجموعة من الخيارات للحملات العسكرية ضد تايوان، بدرجات متفاوتة من الجدوى والمخاطر المرتبطة بها".
ويستند التقرير إلى حد كبير إلى بيانات عام 2021، ولكن الصين عززت منذ ذلك الحين نشاطها العسكري حول تايوان، خاصة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أغسطس الماضي، إلى الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
ووفقاً لمسؤول دفاعي كبير، رفض الكشف عن هويته، فإن رد فعل بكين التي تعتبر تايوان جزءاً من الصين، أعاد تشكيل استنتاجات وزارة الدفاع الأميركية.
وقال المسؤول: "أعتقد أن ما نراه هو نوع من إنشاء الصين لأمر واقع جديد من حيث مستوى النشاط العسكري حول تايوان، بعد زيارة بيلوسي. ما رأيناه منذ الزيارة هو أن (نشاطها العسكري) لم ينخفض إلى المستوى الذي كنا معتادين عليه قبل زيارتها".
توترات أميركية صينية
صدر التقرير المذكور، وسط توترات بين البلدين بشأن تايوان، ووقف جهود الولايات المتحدة لإشراك روسيا والصين في محادثات الحد من الأسلحة النووية.
واندلعت التوترات العسكرية بين الولايات المتحدة والصين بشأن العمليات البحرية الثلاثاء، عندما تنازع البلدان حول ما إذا كانت سفينة بحرية أميركية تعبر بحر الصين الجنوبي بشكل قانوني.
وأبحر طرّاد الصواريخ الموجهة "يو إس إس تشانسلورزفيل" بالقرب من جزر سبراتلي التي تدعي الصين أنها ملكها، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".
وقالت الصين إنها "أجبرت السفينة على الإبحار بعيداً عن المنطقة"، في ادعاء وصفته الولايات المتحدة بأنه "كاذب".
"الصين تشكل تحدياً"
لطالما رفضت الصين عقد محادثات للحد من التسلح مع الولايات المتحدة، وكان آخرها بعد تحفيز من إدارة الرئيس جو بايدن، في وقت سابق خلال العام الجاري. إذ أشارت الصين حينها إلى مخزونها الأصغر من الأسلحة النووية، وقالت إن على الولايات المتحدة "خفض مخزونها قبل أي محادثات".
وفي السياق، رفض جون كيربي، المنسق الاستراتيجي لمجلس الأمن القومي، الثلاثاء، الرد على تقييمات استخباراتية محددة حول الترسانة النووية الصينية، ولكنه قال إن الولايات المتحدة "راقبت الصين وهي تزيد ترسانتها النووية والتقليدية".
وأضاف في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الإخبارية: "شاهدنا (الصين) تبني مزيداً من السفن، كما شاهدناهم وهم أكثر عدوانية ويحاولون دمج خدماتهم العسكرية إلى درجة أعلى مما كانت عليه من قبل. كل هذا مثير للقلق، ولهذا السبب أوضح الرئيس جو بايدن أن الصين ستظل تمثل تحدياً كبيراً لنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أجّلت روسيا محادثات الحد من الأسلحة التي كان من الممكن أن تؤدي إلى استئناف عمليات التفتيش بموجب معاهدة "نيو ستارت" الجديدة، التي تخفض الأسلحة النووية الأميركية والروسية بعيدة المدى.
وقال سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن واشنطن "رفضت الدخول في محادثات بشأن قضايا أخرى غير محددة تعتبرها موسكو أولوية"، وفق ما أوردته وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
وكان معهد "ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام"، أشار في تقرير صدر يونيو الماضي إلى أن روسيا والولايات المتحدة والصين تعد من الدول التي تمتلك أكبر ترسانات نووية، إذ تمتلك روسيا 5 آلاف و977 رأساً نووياً، تليها الولايات المتحدة بـ 5 آلاف و428 والصين 350 على الأقل.