شددت السلطات الإسبانية الإجراءات الأمنية، بعدما قال نائب وزير داخلية إسبانيا رافاييل بيريز، إنه تم إحصاء 5 حالات لإرسال طرود متفجرة في إسبانيا، وأن العلامات الأولى تشير إلى أن تلك الطرود أرسلت من داخل الأراضي الإسبانية، لكنه أشار إلى أنه لا توجد أسباب كافية لرفع مستوى التهديد الإرهابي، وفقاً لما أوردته وكالة "رويترز".
وأضاف بيريز أن جهازاً متفجراً أرسل إلى وزارة الدفاع، كان موجهاً في طرد إلى وزير الدفاع، وقال إن الطرود الخمسة كانت تحوي أجهزة متفجرة متماثلة المحتوى والخصائص.
وأفادت محطة تلفزيون "لا سيكستا" الإسبانية، بأن السفارة الأميركية في إسبانيا تلقت طرداً متفجراً مشابهاً للطرود المتفجرة الأخرى التي أرسلت إلى عدة أماكن في إسبانيا. وأكدت الشرطة تلك التقارير وأفادت أنه تم اعتراضه.
وأشار إلى أن التحقيقات لا تزل في مرحلتها الأولى، وأنه من المبكر جداً التكهن بالمسؤول عن تلك الحوادث.
ولكنه قال إن العلامات الأولية تشير إلى أن الطرود المتفجرة أرسلت من داخل الأراضي الإسبانية. ولفت إلى أن وزارته لا تملك أسباباً كافية تبرر رفع مستوى الخطر الإرهابي في البلاد.
وأضاف بيريز أنه في تلك المرحلة، فإن وزارته ليست على علم بإرسال أي طرود مماثلة في بلاد أخرى.
وفي السياق، أكدت وزارة الداخلية الإسبانية تسلم مكتب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يوم 24 نوفمبر، رسالة تحتوي على عبوة متفجرة "مشابهة" للرسائل التي وصلت خلال اليومين الماضيين.
وأضافت الوزارة أنه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية حول المباني العامة والدبلوماسية في جميع أنحاء البلاد، بعد سلسلة الرسائل الملغومة.
إدانة روسية
من جهتها، أدانت السفارة الروسية في إسبانيا، إرسال طرود متفجرة إلى مبان حكومية والسفارة الأوكرانية في إسبانيا، ونددت بأي تهديد أو فعل إرهابي.
وقالت إن أي تهديد أو فعل إرهابي يستهدف على وجه الخصوص بعثة دبلوماسية، هو فعل مدان.
وعثرت السلطات الإسبانية، الخميس، على طرد مفخخ في قاعدة "توريخون" الجوية بالعاصمة مدريد، وذلك بعد ساعات من تلقي شركة الأسلحة المحلية "أنستالازا" طرداً مفخخاً سبقه انفجار طرد آخر أمام السفارة الأوكرانية بمدريد.
وذكرت صحيفة "إل باييس" المحلية أنه "عُثر في قاعدة توريخون دي أردوز الجوية بمدريد على طرد مشابه للطردين الذين تم إرسالهما إلى السفارة الأوكرانية وشركة أنستالازا لتصنيع الأسلحة".
وأوضحت الصحيفة أن الوحدة العسكرية للقاعدة الجوية "أخطرت في تمام الساعة الثالثة فجراً بالتوقيت المحلي، القوات الأمنية بتسلمها ظرفاً مشبوهاً، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة على الفور، بينما تولت الشرطة الوطنية فحص الطرد".
انفجار في السفارة الإسبانية
وكانت الشرطة الإسبانية، أعلنت الأربعاء، انفجار طرد مفخخ في السفارة الأوكرانية في العاصمة مدريد، ما أسفر عن إصابة أحد أعضاء البعثة الدبلوماسية.
السفير الأوكراني في إسبانيا، سيرهي بوهورلتسيف، قال إن "الطرد الأول المشبوه كان موجهاً إليه وتم تسليمه إلى قائد السفارة".
وأضاف في تصريح لموقع "يوروب برافدا" الإخباري الأوكراني: "كان الطرد يحتوي على صندوق أثار شكوك القائد، وقرر إخراجه وفتحه، ليسمع صوت نقرة، وبعدها ألقى به ثم سمع الانفجار (...) رغم عدم إمساك الطرد وقت الانفجار، إلا أن موظف السفارة أصيب".
"مرتبط بأوكرانيا"
من جانبها، قالت روزا سيرانو، مندوبة الحكومة المركزية الإسبانية، إن شركة الأسلحة اتصلت بالشرطة بعد أن تلقت رسالة لم تكن تتوقعها.
وأضافت في تصريحات محلية أوردتها صحيفة "جارديان" البريطانية: "كان مغلفاً بقياس 10 سنتيمتراً × 15، وسمكه يزيد قليلاً عن سنتيمتراً واحداً، وبعد فحصه بالأشعة السينية، تبين أنه يحتوي على حفنة صغيرة من المتفجرات كانت مصممة لإحداث انفجار عند فتح المغلف. لا نعرف نوع المتفجرات".
لكن سيرانو أشارت إلى أن الطرد يبدو أنه "مرتبط بأوكرانيا"، مضيفة أنه "يحمل نفس عنوان البريد الإلكتروني للمرسل، مثل القنبلة التي أُرسلت إلى السفارة في مدريد".
وبعد اكتشاف الطرد المشبوه الأول، حض وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا جميع سفارات البلاد على "تشديد إجراءاتها الأمنية".
كما حض الوزير نظراءه الإسبان على اتخاذ إجراءات عاجلة للتحقيق في الهجوم، مضيفاً أن المسؤول عن الهجوم "لن ينجح في ترهيب الدبلوماسيين الأوكرانيين أو إيقاف عملهم اليومي في مواجهة العدوان الروسي".
وتتعامل السلطات الإسبانية مع انفجار السفارة الأوكرانية بمدريد على أنه "عمل إرهابي"، فيما وجهت السلطات الأوكرانية بتشديد الإجراءات الأمنية لكل سفاراتها بالخارج بعد الحادث.