كيف تناولت الصحف الأميركية زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية؟

الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني شي جين بيج خلال توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين السعودية والصين في الرياض، 8 ديسمبر 2022  - واس
الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني شي جين بيج خلال توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين السعودية والصين في الرياض، 8 ديسمبر 2022 - واس
دبي-الشرق

حظيت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج الرسمية إلى السعودية، وما يصحبها من ثلاث قمم سعودية وخليجية وعربية، باهتمام كبير من الصحف الأميركية التي تناولت أبعاد الزيارة الاقتصادية والسياسية، وتداعياتها على العلاقات بين الولايات المتحدة ودول المنطقة.

صحيفة "نيويورك تايمز"، قالت إنَّ الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقّعتها السعودية والصين الخميس خلال زيارة شي إلى المملكة "تؤكد العلاقات المتنامية بين بكين والرياض".

وأضافت أنَّه لطالما "كانت السعودية حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة، لكن علاقاتها مع الصين نمت بسرعة، وتطورت إلى علاقة معقدة تشمل إمدادات النفط، ومبيعات الأسلحة، ونقل التكنولوجيا ومشاريع البنية التحتية".

ولفتت إلى أنَّ الصين "تفوقت على الولايات المتحدة كشريك تجاري رئيس للسعودية منذ سنوات، كما أنها تشتري جزءاً كبيراً من نفطها من المملكة".

"زيارة محورية"

صحيفة "وول ستريت جورنال" وصفت زيارة شي للسعودية بـ"المحورية"، مشيرة إلى أنها "تأتي في وقت تعزز فيه الرياض العلاقات مع منافسي الولايات المتحدة، وسط شكوك حول التزام واشنطن تجاه الشرق الأوسط".

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تزيد القيمة الإجمالية للاتفاقيات الموقعة بين الصين والسعودية على 29 مليار دولار.

"ضبط السياسات الخارجية"

صحيفة "واشنطن بوست"، اعتبرت أن دول الخليج العربية "تحاول إعادة ضبط سياستها الخارجية، تزامناً مع توجيه الولايات المتحدة اهتمامها إلى أماكن أخرى في العالم".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "بعيداً عن مشتريات الصين من النفط، يمكن الاستفادة أيضاً من خبرة بكين في إنشاء مدينة نيوم المستقبلية التي تبنيها المملكة على البحر الأحمر".

وبحسب الصحيفة، تُمثل زيارة شي إلى السعودية "خطوة أخرى من جانب الرئيس الصيني لاستعادة حضوره العالمي بعد أن قضى معظم فترة وباء كورونا داخل البلاد"، لافتة إلى أن هذه الزيارة هي ثالث رحلة خارجية له منذ أوائل عام 2020.

"تسويق الصين"

أمَّا صحيفة "بوليتيكو"، فقالت إنَّ الرئيس الصيني سيعمل خلال الزيارة على "تسويق بلاده كبديل تنافسي للولايات المتحدة في المنطقة"، مشيرة إلى أنَّ القمم الثلاث المدرجة في جدول الزيارة "ستتيح لشي إظهار الصين بوصفها حليفاً ودوداً وموثوقاً".

ونقلت الصحيفة عن مايكل سينج، المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي والمدير العام لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله إن "الصينيين ينظرون إلى الشرق الأوسط بوصفه مكاناً تجعل فيه اسمك قوة عظمى".

وقالت الصحيفة: "بالنسبة إلى بكين، تعتبر القمم فرصة لتعميق نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي في الشرق الأوسط، وذلك مع صرف إدارة بايدن الانتباه والموارد لمواجهة التهديد الصيني المتصور في المحيطين الهندي والهادئ".

"علاقات متنامية"

من جهتها، أشارت وكالة "بلومبرغ" إلى أنَّ القمة السعودية الصينية التي عقدت الخميس، وما جرى على هامشها من توقيع اتفاقيات ومذكرات تعاون، كشفت عن "علاقات عميقة ومتنامية خارج نطاق النفط" بين الرياض وبكين.

وقالت الوكالة إنَّ "السعودية هي أكبر مصدر للنفط في العالم، والصين أكبر المستوردين، ما يجعل علاقتهما مفتاح أسواق النفط الخام، لكن كلا البلدين يتطلع إلى التنوع التدريجي لمزيج الطاقة الخاص بهما".

"قمم تاريخية"

وفي بريطانيا، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إنَّ الزيارة تأتي في إطار جهود الصين "لتعزيز علاقاتها مع منطقة تعتبرها واشنطن واقعة في مجال نفوذها"، مضيفة أن زيارة شي تأتي أيضاً ضمن "مساعي المملكة لتوثيق علاقاتها بالصين التي تعد شريكها التجاري الأكبر".

وربطت صحيفة "إندبندنت" البريطانية بين زيارة الرئيس الصيني للسعودية وبين المخاوف المتعلقة بإمدادات الطاقة، خصوصاً في ظل الأزمة الأوكرانية، مشيرة إلى أنَّ زيارة شي تأتي لـ"توطيد العلاقات مع منطقة حاسمة لإمدادات الطاقة في بلاده، خصوصاً في ظل تكثيف العقوبات على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا".

وكان الرئيس الصيني وصل الأربعاء إلى الرياض في زيارة تستغرق 3 أيام، يحضر خلالها 3 قمم سعودية وخليجية وعربية مع الصين، في أول زيارة له إلى السعودية منذ عام 2016.

والخميس، وقعت السعودية والصين اتفاقية للشراكة الاستراتيجية الشاملة، كما وقعاً عدداً من اتفاقيات الشراكة بين البلدين.

واستبق الرئيس الصيني الزيارة بمقال كتبه في جريدة "الرياض" السعودية، قال فيه إن بكين "صديق مخلص" للرياض، لافتاً إلى أن الزيارة تدشن "عصراً جديداً" من العلاقات الصينية مع المملكة ودول الخليج والعالم العربي.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات