قال مسؤولون أميركيون لشبكة "سي إن إن"، السبت، إن روسيا رفضت إطلاق سراح المواطن الأميركي بول ويلان وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأميركية، أدين في يونيو 2020 بالسجن 16 عاماً على خلفية اتهامه بالتجسس، مع لاعبة السلة بريتني جرنير.
وأشار المسؤولون إلى أن موسكو أرادت الإفراج عن فاديم كراسيكوف وهو عقيد سابق من منظمة التجسس المحلية الروسية محتجز حالياً في ألمانيا، كجزء من أي عملية تبادل، مقابل إطلاق سراح ويلان.
وذكرت الشبكة أن هذا الرفض الروسي جاء حتى عندما عرضت الولايات المتحدة أسماء العديد من السجناء الروس الآخرين الذين تحتجزهم واشنطن، والجاهزين للمقايضة.
ولم تتمكن الولايات المتحدة من تلبية الطلب الروسي بشأن الإفراج عن العقيد السابق فاديم كراسيكوف، لأنه يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل في ألمانيا.
لكن مصدراً حكومياً في ألمانيا، أشار إلى أن المسؤولين الأميركيين "أجروا استفسارات هادئة مع الألمان حول إمكانية إدراج كراسيكوف في صفقة المبادلة في وقت سابق هذا العام".
وقال المصدر للشبكة، إن الحكومة الألمانية "ليست مستعدة للنظر بجدية في إدراج كراسيكوف، الذي اغتال مواطناً جورجياً في وضح النهار في برلين عام 2019، في الصفقة المحتملة".
وكانت "سي إن إن"، ذكرت لأول مرة في أغسطس الماضي، أن روسيا طالبت بإطلاق سراح كراسيكوف برفقة فيكتور باوت، وهو تاجر أسلحة روسي يقضي عقوبة بالسجن مدتها 25 عاماً في الولايات المتحدة، مقابل ويلان وجرينر، التي أطلق سراحها الخميس.
عروض بديلة ومطالب صعبة
وبعد فشلها في إدراج كراسيكوف، قالت مصادر للشبكة الأميركية إن الولايات المتحدة قدمت عدة عروض أخرى للروس في محاولة لأخذ الموافقة على إدراج ويلان في المبادلة.
ومن بين الأسماء التي طرحتها الولايات المتحدة، ألكسندر فينيك، الروسي الذي سُلم إلى الولايات المتحدة أغسطس الماضي بتهمة "غسل الأموال والقرصنة والابتزاز".
وقالت المصادر إن الولايات المتحدة عرضت أيضاً مقايضة رومان سيليزنيف، المدان في جرائم إلكترونية والذي يقضي حالياً عقوبة بالسجن مدتها 14 عاماً في الولايات المتحدة.
ولم يرد محامي سيليزنيف على الفور على طلب للتعليق، فيما قال فريديريك بيلوت، المحامي الذي مثل فينيك في فرنسا قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة، لشبكة "سي إن إن"، إنه ليس على علم بأي مناقشات حالية بين موسكو وواشنطن حول إدراج فينيك في تبادل محتمل للسجناء.
لكن بيلوت قال إنه "يمكن أن يرى فينيك جزءاً من مفاوضات تبادل الأسرى مستقبلاً"، إذ أشار في رسالة نصية لـ "سي إن إن" إلى أن (فينيك وويلان) "يشكلان جزءاً من المرشحين المحتملين للمبادلة التالية".
ومنذ تسليم فينيك إلى الولايات المتحدة، ناشد بيلوت مباشرة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للمساعدة في تأمين إطلاق سراحه من الولايات المتحدة.
لكن في النهاية، أشار الروس إلى أنهم سيكونون على استعداد فقط لمبادلة شخص يعتبرونه "جاسوساً"، وهو ويلان، الذي أدين بتهمة التجسس عام 2019، بأحد جواسيس روسيا، وهو كراسيكوف.
من جانبه، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن لشبكة "سي إن إن"، الخميس، إن الجانب الروسي طالب مراراً بشخص ليس حتى في عهدة الولايات المتحدة، حتى عندما قدمت واشنطن عدداً من المقترحات المختلفة.
وأضاف: "في النهاية، استمر الروس في طلب نفس الشيء الذي لم تستطع الولايات المتحدة ببساطة تحقيقه"، موضحاً: "لقد أظهرنا انفتاحاً للحديث عما هو متاح لنا بالفعل، ولم نحصل إلا استجابة لطلب شيء غير متاح لنا"، مؤكداً أن الروس رفضوا ما تم عرضه لتأمين إطلاق سراح ويلان.