اختتمت القمة الأميركية الإفريقية أعمالها، مساء الخميس، ببيان تعهدت فيه الولايات المتحدة بتعزيز مجالات التعاون طويلة الأمد وتوسيع شراكتها مع دول القارة الإفريقية، ودعمها للحصول على عضوية دائمة بمجلس الأمن الدولي ومجموعة العشرين وتمثيل أكبر للقارة في مختلف المؤسات الدولية.
وأعلنت الولايات المتحدة، بحسب البيان الختامي، عن "خطة لإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك دعم المقاعد الدائمة لدول إفريقيا وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وأعربت عن دعمها للاتحاد الإفريقي للانضمام إلى مجموعة العشرين كعضو دائم".
وأشار البيان إلى ما شهدته القمة من إعلان عن "استثمارات ومبادرات جديدة للتعاون الأميركي الإفريقي لمعالجة أزمات الأمن الغذائي والمناخ، وتعزيز النظم الصحية والاستعداد للوباء القادم، وبناء اقتصاد عالمي قوي وشامل، ودعم الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان، وتعزيز السلام والأمن".
وجاء في بيان أن الإدارة الأميركية تخطط لاستثمار ما لا يقل عن 55 مليار دولار في إفريقيا على مدى السنوات الثلاث المقبلة، والعمل عن كثب مع الكونجرس في هذا الشأن.
وتعهدت الولايات المتحدة بتعيين ممثل رئاسي خاص لتنفيذ ما أسفرت عنه القمة الأميركية الإفريقية من قرارات.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن نيته ترشيح السفير جوني كارسون، مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية، لهذا الدور.
كما أعلن بايدن أنه يخطط لزيارة دول في إفريقيا جنوب الصحراء، ليكون أول رئيس أميركي يزور المنطقة منذ جولة الرئيس الأسبق باراك أوباما في يوليو 2015 التي قادته إلى كينيا وإثيوبيا.
وقال خلال القمة مخاطباً قادة الدول الإفريقية: "سنراكم جميعاً وستلتقون بنا كثيراً".
مبادرات واتفاقات
وشهدت القمة مجموعة من المبادرات والاتفاقات، من بينها تعهد بايدن بالعمل مع الكونجرس لإقراض ما يصل إلى 21 مليار دولار من خلال صندوق النقد الدولي للبلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، فضلاً عن دعوة جميع الدائنين إلى تخفيف عبء الديون بشكل حقيقي حتى تتمكن البلدان من استعادة عافيتها الاقتصادية "بعد سنوات من الإجهاد الشديد".
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين الإدارة الأميركية وأمانة منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية لتوسيع المشاركة لتعزيز التجارة وزيادة القدرة التنافسية وجذب الاستثمارات إلى القارة، تمهيداً لتوقيع اتفاقية إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية كسوق مشتركة على مستوى القارة يضم 1.3 مليار شخص وإجمالي إنتاج 3.4 تريليون دولار، لتكون خامس أكبر اقتصاد في العالم.
ولفت البيان إلى إنشاء "مجلس الشتات الجديد" التابع لوزارة الخارجية الأميركية ويعني بانخراط المغتربين الأفارقة في الولايات المتحدة، وتعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية بين المجتمعات الإفريقية والشتات الإفريقي العالمي والولايات المتحدة.
كما تتضمن قراراً بتوسيع مبادرة القادة الأفارقة الشباب، والعمل مع الكونجرس لتوفير أكثر من 100 مليون دولار من أجل المبادرة لدعم المبتكرين الشباب في إفريقيا، وتوسيع محو الأمية الرقمية، وتسريع المساواة بين الجنسين وقيادة المرأة وزيادة الفرص الاقتصادية.
مساعدات غذائية
وتعهدت الولايات المتحدة بتخصيص 2,5 مليار دولار إضافية لتقديم مساعدات غذائية لإفريقيا بعدما أدى ارتفاع الأسعار إلى زيادة معدلات نقص التغذية في جميع أنحاء القارة السمراء.
وأعلن البيت الأبيض عن الالتزام الجديد بالمساعدات قبل خطاب للرئيس جو بايدن في ختام قمة حول إفريقيا عُقدت في واشنطن واستمرّت 3 أيام.
وكانت إدارة بايدن سلّطت الضوء على دور الغزو الروسي لأوكرانيا في ارتفاع اسعار المواد الغذائية.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إنّ التمويل الغذائي سيوفّر "مساعدات طارئة وأخرى للأمن الغذائي لنظم الغذاء الأفريقية وأسواق الإمداد المرنة على الأمدين المتوسط والطويل".
وأضاف أنّ الولايات المتّحدة ستطور أيضا شراكة مع الاتحاد الافريقي للجمع بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات المالية الدولية من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية.
ولفتت الرئاسة الأميركية إلى أنّ الولايات المتحدة قدّمت 11 مليار دولار مساعدات غذائية لإفريقيا هذا العام.
المجتمع المدني
وجاء في بيان للبيت الأبيض، الخميس، أنه خلال منتدى السلام والأمن والحكم، استكشف وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامنثا باور، مقاربات مبتكرة ومشتركة بين الوزارات وعلى مستوى قطاعات متعددة لتعزيز الديمقراطية والسلام والأمن في المنطقة.
ووفر منتدى المجتمع المدني، الذي ضم أكثر من 200 مشارك من مجموعة متنوعة من منظمات المجتمع المدني، منبراً لمناقشة فرص زيادة تمثيل الأصوات المهمشة في صنع السياسات والشؤون العامة، وتعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة الفساد، وتعزيز حقوق العمال، وفقا للبيان.
وأكد المنتدى مجدداً التزام الولايات المتحدة بدعم أصوات المجتمع المدني وتعزيزها.
وأوضح أنه منذ بداية عهد الإدارة الأميركية الحالية، استثمرت الولايات المتحدة وتهدف إلى توفير أكثر من 6.5 مليار دولار لدعم السلام والأمن والديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم في إفريقيا.
وأشار إلى أن ذلك يشمل الجهود الرامية إلى تطوير القدرات العسكرية للشركاء الأفارقة، ودعم جهود حفظ السلام والنهوض بأهداف المرأة والسلام والأمن وزيادة القدرة المؤسسية الإفريقية وتعزيز المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان وسيادة القانون وتمكين المجتمع المدني وتعزيز آليات المساءلة ودعم التحولات والمؤسسات الديمقراطية.
السلام والأمن
وأعلن الرئيس جو بايدن عن مبادرة "الشراكة الحادية والعشرون من أجل الأمن الإفريقي" الجديدة التي ستحفز وتعزز الجهود الإفريقية لتنفيذ واستدامة قدرات وإصلاحات قطاع الأمن.
ومن خلال العمل مع الكونجرس، سيدعم هذا البرنامج التجريبي الذي تبلغ تكلفته 100 مليون دولار ومدته 3 سنوات الشركاء الأميركيين والأفارقة لتنسيق الحلول للتحديات الأمنية ومشاركتها ودعمها.
وأشار البيان إلى أنه من خلال العمل مع الكونجرس، تخطط وزارة الخارجية الأميركية لاستثمار ما لا يقل عن مليوني دولار لتطوير مبادرة جديدة تسهل مشاركة المجتمع المدني في قطاع الأمن.
وجاء في البيان أن الإدارة الأميركية تستثمر حاليا 58.5 مليون دولار من خلال "صندوق الوقاية والاستقرار" الجديد لتعزيز الشراكات مع موزمبيق وليبيا وبنين وساحل العاج وغانا وغينيا وتوجو على مدى السنوات الـ 10 المقبلة.
اقرأ أيضاً: