دعت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الرئيس الأميركي جو بايدن للترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024.
وقالت بيلوسي لشبكة "سي ان ان" الأميركية إن بايدن "لديه الرؤية والمعرفة والتفكير الاستراتيجي، وأعتقد أنه رئيس عظيم".
ووصفت بيلوسي عمل بايدن في أول عامين له منذ تسلمه المنصب في يناير 2021 بـ"الممتاز في البيت الأبيض"، معربة عن أملها بأن يسعى بايدن إلى إعادة انتخابه فهو "رئيس عاطفي، ويتواصل مع الناس".
وقال شومر، رداً على سؤال بشأن ما إذا كان يجب على بايدن الترشح مرة أخرى في الانتخابات المقبلة: "نعم. لقد قام بعمل ممتاز ورائع. وإذا ترشح سأدعمه طوال الطريق".
وتأتي تصريحات بيلوسي وشومر في الوقت الذي يحض فيه بعض الديمقراطيين على ضرورة صعود جيل من القادة الشباب في الحزب، وفق ما أوردت "بلومبرغ".
وبايدن، الذي أتم عامه الـ80 الشهر الماضي، وهو أكبر رئيس للولايات المتحدة يتولى هذا المنصب، قال في وقت سابق إنه يخطط للترشح مرة أخرى، وإنه من المحتمل أن يتخذ قراراً نهائياً بشأن الأمر بحلول أوائل العام المقبل.
الانتخابات النصفية
وذكرت "بلومبرغ" أن النتائج التي حققها الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي التي أجريت في نوفمبر الماضي، وهو الأداء الذي سمح له بالحفاظ على الأغلبية في مجلس الشيوخ والحد من المكاسب الجمهورية في مجلس النواب، هو ما أدى إلى تعزيز مكانة بايدن باعتباره حاملاً للواء الحزب.
وقبل هذه الانتخابات، كان بعض الديمقراطيين يتجنبون الحديث بشأن مسألة ما إذا كان ينبغي أن يكون بايدن هو مرشح الحزب في انتخابات 2024.
وعلى الرغم من أن الكثير من الديمقراطيين باتوا يدعمون إعادة انتخاب بايدن، فإنه لا يزال هناك مطالب لدى الأصغر سناً في الحزب بالحصول على فرصة للقيادة.
وكان بيلوسي أعلنت بعد الانتخابات النصفية أنها ستتنحى عن زعامة الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، بعد خسارة الأغلبية في المجلس لصالح الجمهوريين.
ترشحح ترمب
وكان خصم بايدن في انتخابات 2020، وهو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أعلن بالفعل عن نيته الترشح للرئاسة مرة أخرى، وذلك على الرغم من تراجع مكانته في الحزب الجمهوري منذ انتخابات التجديد النصفي، بسبب خسارة بعض المرشحين البارزين الذين كان يؤيدهم في الانتخابات.
وأعرب شومر، في المقابلة، عن تشككه في إمكانية فوز ترمب في انتخابات 2024، قائلاً إن "الشعب الأميركي قد عرف حقيقته".
ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، الخميس، أن الحلفاء الديمقراطيين لبايدن يعملون على وضع استراتيجية لإلحاق الهزيمة بترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة عام 2024، حتى لو لم يخض ترمب السباق الانتخابي.
ويأمل حلفاء بايدن في إقناع الناخبين بأنه حتى إذا خرج ترمب من السباق، فإن أي خليفة جمهوري له سيتعين عليه تبنّي ما يكفي من سياساته ليكون استنساخاً فعلياً لترمب نفسه.
وأشارت الشبكة إلى أن المفتاح الرئيسي لهذا النهج هو تسليط الضوء على سياسات ترمب ونظرته للعالم وإجبار مرشحي الحزب الجمهوري الآخرين على اتخاذ مواقف بشأن ما إذا كانوا يتفقون مع ترمب أم لا.
وأحد التصريحات البارزة التي سيُسلط الديمقراطيون الضوء عليها، هو اقتراح ترمب مؤخراً بأنه يمكن تعليق العمل بأجزاء من الدستور لإبطال نتائج انتخابات 2020.
ونقلت الشبكة عن خبراء استراتيجيين من الحزب الديمقراطي وحلفاء بايدن قولهم إنه إذا تمكن الديمقراطيون من إظهار أن خلفاء ترمب لن يدينوا مثل هذه التصريحات، فيمكنهم إثبات أنهم يتبعون نهج ترمب حتى لو تم تهميش الرجل نفسه.
وذكرت أن ثمة ديناميكية غير عادية تقود تفكير الديمقراطيين حول سباق 2024، فمع تراجع أرقام ترمب في استطلاعات الرأي، بدأ استراتيجيو الحزب يتخيلون خسارة ترمب معركة الترشيح أمام مرشح أصغر سناً.
منافسو ترمب
ويواجه ترمب عدداً من المنافسين المحتملين للترشح من قبل الحزب الجمهوري، بما فيهم حاكم ولاية فلوريدا الأميركية رون دي سانتيس.
وأظهر استطلاع جديد أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" على ناخبي الحزب الجمهوري، أن 52% من الناخبين الأساسيين المحتملين في الحزب الجمهوري يفضلون دي سانتيس، مقارنة بـ38% فضلوا ترمب في السباق التمهيدي الافتراضي لترشيح الحزب الجمهوري.
تقدم ديسانتيس على ترمب من حيث الأفضلية بين جميع الناخبين المسجلين في استطلاع "وول ستريت جورنال"، بنسبة 43% مقارنة بـ 36%.
وأظهر الاستطلاع أن هناك تفضيلاً ضعيفاً بين الناخبين للنائب السابق لترمب مايك بنس، والذي من المتوقع أيضاً أن يترشح للرئاسة في 2024، إذ أنه يتمتع بصورة إيجابية لدى أقل من نصف الناخبين الجمهوريين بنسبة 48%، فيما تقدم الرئيس جو بايدن على ترمب في انتخابات افتراضية على منصب الرئيس في الاستطلاع، وحصل على 45% مقابل 43% صوتوا للرئيس السابق، مع 12% من المستطلعين الذين لم يقرروا بعد.