هونغ كونغ والعلاقة مع واشنطن تتصدران اجتماعات البرلمان الصيني

صورة الرئيس الصيني شي جين بينغ معلقة في شارع أمام المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني في شنغهاي. - REUTERS
صورة الرئيس الصيني شي جين بينغ معلقة في شارع أمام المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني في شنغهاي. - REUTERS
بكين-أ ف ب

تنظم الصين، اعتباراً من الجمعة، أكبر تجمع سياسي سنوي لها مع عقد الدورة البرلمانية الجديدة للجمعية الوطنية الشعبية، والتي يمكن أن تعزز قبضة بكين على هونغ كونغ. 

وسيشكل هذا الحدث أيضاً مناسبة لترسيخ نفوذ الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يتولى رئاسة ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم منذ 8 سنوات، فيما تتجه الأنظار إلى طبيعة العلاقات مع واشنطن في ظل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. 

وكانت دورة عام 2020 التي أرجئ موعدها للمرة الأولى منذ 40 عاماً بسبب وباء كورونا، شكلت فرصة للرئيس شي جين بينغ لإعلان انتصار البلاد على "كوفيد-19". 

وتمكنت الصين التي ظهر فيها الوباء للمرة الأولى في نهاية 2019، إلى حد كبير من السيطرة على هذا المرض الذي انتشر في جميع اأنحاء العالم. 

ورغم تراجع الوباء في الصين، ستحاط الدورة البرلمانية بقيود مشددة جداً، وسيتمكن عدد قليل جداً من الصحافيين من تغطيتها. 

عيون على هونغ كونغ

وأفادت الصحافة بأن النواب الآتين من هونغ كونغ، تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا. وكانت مدينتهم السنة الماضية محور الدورة مع اعتماد قانون الأمن القومي الذي خنق إلى حد كبير حركة الاحتجاج المطالبة بالديمقراطية في المستعمرة البريطانية السابقة. 

وخلال انتخابات في نهاية عام 2019 وفيما كانت هونغ كونغ تعيش على وتيرة تظاهرات مطالبة بالديمقراطية، فاز معارضو الحكومة المحلية الموالية لبكين بعدد كبير من المقاعد. 

وتسعى السلطات الصينية إلى استبعادهم عن عملية تعيين مجلس استشاري محلي، يخضع لسيطرة بكين إلى حد كبير. 

وحذر مسؤول صيني كبير من أن بكين تريد ضمان أنه يمكن انتخاب "وطنيين" فقط في هونغ كونغ، أي من أنصار الحكومة. وذكرت الصحافة الصينية أنه سيتم سد "ثغرات" في النظام الانتخابي. 

ومن المقرر إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في سبتمبر في هونغ كونغ التي عادت إلى السيادة الصينية عام 1997. 

وقالت ديانا فو الخبيرة السياسية في جامعة تورنتو: "إذا اعتمدت الجمعية الوطنية الشعبية مشروع قانون لإصلاح النظام الانتخابي في هونغ كونغ، فإن بكين ستقترب أكثر من حلمها، حلم السيطرة الكاملة على هذا المركز المالي". 

وتعتبر أوساط في هونغ كونغ أن الحكومة الصينية تقوض مبدأ "دولة واحدة ونظامان" الذي كان من المفترض أن يضمن الحكم الذاتي في المدينة حتى 2047. 

العلاقة مع واشنطن 

وكما جرت العادة، ستفتتح الدورة، الجمعة، بخطاب طويل لرئيس الوزراء لي كه تشيانغ. الذي اعتاد أن يكشف في هذه المناسبة عن هدف النمو الاقتصادي للعام الحالي، لكنه اضطر للتخلي عن ذلك العام الماضي، بسبب الشكوك المرتبطة بوباء كورونا. 

ويتوقع الكثير من الخبراء عدم إعلان أي هدف جديد هذه المرة أيضاً، لا لعام 2021 ولا لفترة الخطة الخمسية 2021-2025 التي يجب اعتمادها خلال الدورة. 

وبعد أيام من ذلك سيكون المؤتمر الصحافي السنوي لوزير الخارجية وانغ يي، موضع ترقب في إطار تولي الإدارة الأميركية الجديدة مهامها بعد تصاعد التوتر خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. 

وفي الوقت الراهن، لا شيء يدل على أن فريق الرئيس جو بايدن، سيكون أكثر انفتاحاً من الفريق السابق على بكين، لا سيما على صعيدي التكنولوجيا والتجارة. 

ورأى خبير الشؤون الصينية في جامعة ميشيغان يوين يوين أنغ أن الدورة البرلمانية "ستكون ذات أهمية خاصة لأنها ستعقد في ظل توتر استثنائي، الوباء والعلاقة المعقدة مع الولايات المتحدة". 

وأضاف يوين يوين أنغ: "ستكون هذه فرصة للنظام لعرض قوته ومشاريعه المستقبلية، الموجهة أولاً إلى الداخل لكن أيضاً على الصعيد الدولي".