أعلن الجيش الإيراني انطلاق مناورات بحرية وجوية وبرية مشتركة تحمل اسم "ذو الفقار 1401" في الخليج العربي، بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره خُمس إنتاج العالم من النفط أي أكثر من 17 مليون برميل يومياً.
وقال الأدميرال حبيب الله سياري لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إن المناورات السنوية التي تشارك فيها غواصات ومسيّرات "تشمل التدريب على عمليات جمع المعلومات عن القوات المهاجمة وكذلك عمليات استطلاع".
وأكد سياري أن الهدف من المناورات هو "تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة غرب آسيا"، لافتاً في وقت سابق إلى أن "المسيّرات ستتدرب على عمليات جمع المعلومات ضد أي قوات مهاجمة فضلاً عن عمليات الاستطلاع".
وأشار المتحدث باسم المناورات العسكرية العميد علي رضا شيخ إلى أن "وحدات المشاة والمدرعات ومنظومات الدفاع الجوية والبحرية والسفن والبوارج الغواصات التي كانت موجودة في المنطقة العامة للمناورات، منذ الأيام الماضية، بدأت قبل قليل المرحلة الرئيسية والتشغيلية للمناورات".
واعتبر أن هذه الإجراءات "تتم تماشياً مع التدريبات السنوية لرفع الجاهزية التدريبية والقتالية، فضلاً عن تنفيذ بعض الخطط العملياتية والاستخبارية للنهوض بأمن المنطقة".
هذا وأكد التلفزيون الإيراني في تقرير أن الجيش سيطلق خلال المناورات "صواريخ وأنظمة دفاع جوي"، لافتاً إلى أن المناورات تهدف إلى "تحسين الجاهزية لمواجهة التهديدات الخارجية وأي غزو محتمل"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
خلال مناورات مشابهة أقيمت العام الماضي، ذكر الجيش الإيراني أنه وجّه تحذيراً لمسيّرتين أميركيتين حلّقتا فوق المياه حيث كانت التدريبات تجري، بحسب وكالة "فرانس برس".
وبث التلفزيون الرسمي تسجيلاً مصوراً في مايو الماضي لقاعدة جوية مخصصة للمسيّرات في جبال زاجروس (غرباً).
كما كشف الجيش الإيراني عن أول وحدة لديه لسفن وغواصات قادرة على حمل طائرات مسيّرة مسلحة في يوليو الماضي، تزامناً مع جولة كان يجريها الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط.
أما في أغسطس الماضي، فقد أطلق الجيش مناورات واسعة النطاق بالمسيّرات في أنحاء البلاد شاركت فيها 150 طائرة مسيّرة.
تحركات أميركية
في المقابل، أجرى الأسطول الأميركي الخامس في ديسمبر الجاري، وذلك للمرة الثانية خلال 4 أشهر، مناورات بحرية مشتركة مع البحرية العراقية والكويتية في الخليج العربي، بهدف تعزيز الأمن البحري الإقليمي، بحسب البيان الأميركي.
وقال قائد الأسطول الخامس والقوات البحرية المشتركة الأدميرال براد كوبر إن "الشراكات أساس الأمن والاستقرار البحري في الشرق الأوسط، وإن تعاوننا المستمر يشير إلى التزامنا الجماعي بحماية المياه الإقليمية".
ومن أبرز التحركات العسكرية الأميركية في المنطقة كذلك، إطلاق القيادة المركزية الأميركية في سبتمبر 2021 "القوة-59" المعنية بدمج الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي في عمليات الشرق الأوسط، بعد سلسلة من هجمات الطائرات المسيّرة ضد السفن أُلقي باللوم فيها على إيران، بحسب وكالة "فرانس برس".
وتتهم واشنطن طهران باستخدام مسيّرات وصواريخ لمهاجمة القوات الأميركية في الخليج، في حين فرضت بلدان غربية سلسلة عقوبات على إيران إثر اتهامها بتزويد روسيا بمسيّرات تستخدمها في حربها على أوكرانيا، وهو أمر تنفيه طهران.