الحكومة البريطانية تعد قوانين جديدة لكبح الإضرابات

بوابات مغلقة لمحطة سكة الحديد في لندن ، 5 يناير 2023 - Bloomberg
بوابات مغلقة لمحطة سكة الحديد في لندن ، 5 يناير 2023 - Bloomberg
دبي-الشرق

تستعد الحكومة البريطانية لإقرار قوانين جديدة خلال الأيام المقبلة، تسمح بطرد العمال المضربين في القطاعات الحيوية، ومقاضاة النقابات العمالية إذا فشلت في تقديم حدٍّ أدنى من الخدمة، وذلك لمواجهة موجة إضرابات مرتفعة، وفق ما أوردت "بلومبرغ" عن شخص مطلع.

وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، تعهَّد الشهر الماضي بسنِّ هذه التشريعات رداً على موجة من التحرُّكات العمالية التي قادت إلى إضراباتٍ في صفوف الممرضات، وسائقي سيارات الإسعاف، وعمال السكك الحديدية.

ووفقاً للمصدر، سيغطي القانون الجديد عدداً من القطاعات، بما في ذلك هيئة الخدمات الصحية الوطنية، والسكك الحديدية، والمعلمين، وخدمات الإطفاء والإنقاذ، والقطاع النووي.

فصل ودعاوى قضائية

وأشار المصدر إلى أنه إذا فشل الموظفون والنقابات في تقديم المستوى الأدنى من الخدمة في هذه القطاعات، فإنه يمكن أن يواجهوا دعاوى قضائية، أو الفصل بسبب انتهاك العقد.

وبحسب "بلومبرغ"، من الممكن تقديم هذا التشريع إلى البرلمان في أقرب وقت الأسبوع المقبل.

وتتوقَّع الحكومة التي يقودها المحافظون، بعض المعارضة للتشريع في مجلس اللوردات، حيث قد يسعى بعض أعضاء المجلس إلى تخفيف أحكامه، بينما قد تسعى النقابات العمالية لمعارضته في المحاكم.

وأكد زعيم حزب العمال كير ستارمر للصحافيين، الخميس، أنه سيلغي التشريع إذا أصبح رئيساً للوزراء، علماً بأنَّ حزبه يتقدم استطلاعات الرأي بفارق كبير.

وقال ستارمر: "إذا كانت هناك قيود إضافية، فسنلغيها". وأضاف: "لا أعتقد أنَّ التشريع سيعمل"، مشيراً إلى أنه يشتبه في أن الحكومة "تلقت نصيحة تظهر أنَّ التشريع من المحتمل أن يزيد الوضع سوءاً".

يأتي ذلك فيما وصلت إضرابات عمال السكك الحديدية في المملكة المتحدة لمرحلة حاسمة، الخميس، حيث أغلقت بعض أكبر المحطات في لندن بينما باتت بعض المطارات مثل "جاتويك" محرومة من الحصول على أي خدمات قطارات، حسبما أفادت "بلومبرغ". 

"خميس مأساوي"

وتوقفت خدمات نقل الركاب إلى لندن، والتي تديرها شركات "ثيمزلينك" و"ساوثيرن" و"ساوث إيسترن"، بشكل كامل، بعدما أضرب سائقو القطارات الذين تمثلهم نقابة "أسليف" العمالية، عقب نزاع طويل حول تدني أجورهم. 

ووصف رؤساء شركات السكك الحديدية في البلاد الإضرابات الأحدث بـ"الخميس المأساوي"، بسبب شدة تأثيرها في تقديم الخدمات. 

وأضافت الوكالة أن تأثير إضرابات الخميس، كان أكثر حدة مما كان عليه في أيام الإضرابات التي نظمتها نقابة "آر إم تي" العمالية، إذ شهد الخميس انعداماً للخدمات بالكلية في مناطق "لندن بريدج" و"فيكتوريا" و"سيتي ثيمزلينك"، كما لا توجد خدمات على الخط الرئيسي للساحل الغربي الذي يربط لندن ببرمنجهام ومانشستر وجلاسكو. 

استمرار الإضرابات

ويقوم بعض مشغلي السكك الحديدية مثل "جريت ويسترن ريل" بتقليل خدماتها بشكل كبير، حيث توفر الشركة قطاراً واحداً كل ساعة إلى "بادينجتون"،  مقارنة مع توفير 4 قطارات كل ساعة في أيام إضراب "آر إم تي" السابقة. 

وسيتعين على المسافرين من وإلى مطار "جاتويك" استخدام الحافلة أو السيارة فقط، ولكن معظم خدمات الحافلات التي تديرها شركة "ناشيونال إكسبريس جروب" قد بيعت بالفعل، كما تعطلت خدمات الحافلات في غرب وجنوب لندن، مع دخول إضراب عمال شركة "أبليو" للنقل يومه الثاني. 

وأفادت الوكالة بأن "أسليف" لديها الآن تفويض من قبل أعضائها للقيام بمزيد من الإضرابات حتى يونيو المقبل، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تُستأنف المحادثات بين رؤساء النقابات والوزراء ومسؤولي شركات السكك الحديدية في بداية الأسبوع المقبل. 

وعانت بريطانيا موجة متزايدة من الإضرابات التي ربما أدت في ديسمبر الماضي إلى أكبر خسارة شهرية لأيام العمل، مقارنة مع إضرابات عام 1989 عندما كانت مارجريت تاتشر في السلطة.

وشملت الإضرابات أول إضراب وطني على الإطلاق من قبل الممرضات، احتجاجاً على عدم مواكبة الأجور للتضخم المتزايد.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات