بعد 15 اقتراعاً.. انتخاب كيفن مكارثي لرئاسة "النواب" الأميركي

الأعضاء الجمهوريون المنتخبون يحتفلون بانتخاب الزعيم الجمهوري كيفن مكارثي رئيساً لمجلس النواب في غرفة مجلس النواب بمبنى الكابيتول الأميركي. 7 يناير 2023 - Getty Images via AFP
الأعضاء الجمهوريون المنتخبون يحتفلون بانتخاب الزعيم الجمهوري كيفن مكارثي رئيساً لمجلس النواب في غرفة مجلس النواب بمبنى الكابيتول الأميركي. 7 يناير 2023 - Getty Images via AFP
واشنطن/دبي- الشرقرويترز

حقق الجمهوري كيفن مكارثي طموحه طويل الأمد في أن يصبح رئيساً لمجلس النواب الأميركي، السبت، بعد تقديم تنازلات موسعة لمجموعة من اليمينيين، ما أثار تساؤلات حول قدرته على الحكم.

وبعد أطول سلسلة من عمليات الاقتراع منذ عام 1859، حصل مكارثي على 216 صوتاً، إذ استطاع أن ينتخب بأصوات أقل من نصف أعضاء مجلس النواب فقط، لأن خمسة في حزبه حجبوا أصواتهم ولم يؤيدوا مكارثي كزعيم، ولكنهم لم يصوّتوا لمنافس آخر .

وهنأ الرئيس الأميركي جو بايدن مكارثي على انتخابه، مشيراً في بيان إلى أنه مستعد للعمل مع الجمهوريين عندما يكون ذلك ممكناً، ودعاه في بيان إلى "الحكم بشكل مسؤول ولصالح الأميركيين".

وعانى مكارثي البالغ من العمر 57 عاماً من إذلال أخير، عندما امتنع النائب مات جايتز عن التصويت في الاقتراع الـ 14 مع اقتراب منتصف الليل، ولكن فوزه في ​​الاقتراع الـ 15 سيضع حداً لأعمق خلل وظيفي في الكونجرس منذ 160 عاماً.

سبقت عملية التصويت النهائي لحظات مأساوية في مجلس النواب، إذ تحوّلت معركة الجمهوريين إلى صراخ ومواجهات جسدية.

وبعد هزيمة مكارثي في ​​الاقتراع الـ 14، سار بسرعة إلى الجزء الخلفي من قاعة مجلس النواب، وواجه مات جايتز من فلوريدا، أحد أشد منتقديه، في صورة ترسم الصعوبات التي سيواجهها في قيادة أغلبية ضيقة ومستقطبة بشدة.

شكوك في سلطته

وافق مكارثي على مطلب من قبل اليمينيين ينص على أن أي مشرّع ستكون له قدرة على الدعوة لإزالته في أي وقت، ما سيؤدي ذلك إلى إضعاف سلطته عند محاولة تمرير تشريعات تتعلق بقضايا حاسمة بما في ذلك تمويل الحكومة، ومعالجة سقف الديون الذي يلوح في الأفق والأزمات الأخرى التي قد تنشأ.

لكن قد تشير هذه التنازلات، بما في ذلك التخفيضات الحادة في الإنفاق والقيود الأخرى على قيادة مكارثي، إلى مزيد من الاضطرابات في الأشهر المقبلة، خاصة عندما يحتاج الكونجرس إلى الموافقة على زيادة أخرى في سلطة الاقتراض البالغة 31.4 تريليون دولار، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".

وقال اليمينيان سكوت بيري وشيب روي، إن التنازلات التي انتزعناها من مكارثي ستمكن من فرض تصويت آخر على قيادة مكارثي، حال إقدامه على فعل لا يرقى إلى مستوى توقعاتهم.

وأوضح بيري، رئيس كتلة "الحرية اليمينية" في مجلس النواب: "نحن لا نريد سقوف الديون النظيفة فقط من خلال الاستمرار في دفع الفاتورة من دون بذل بعض الجهود المضادة للسيطرة على الإنفاق، عندما يسيطر الديمقراطيون على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ".

قلق ديمقراطي

وأبدى الديمقراطيون قلقهم من أن التنازلات التي وافق عليها مكارثي يمكن أن تؤدي إلى تخفيضات حادة في البرامج الاجتماعية.

وفي هذا الصدد، قالت النائبة الديمقراطية لوري تراهان: "هذا سيئ. قام كيفن مكارثي ببيع كل المستفيدين من الرعاية الطبية والتأمينات الاجتماعية لالتقاط أصوات المتحدثين من الجمهوريين اليمينيين".

يشار إلى أن رئاسة مكارثي ستمنحه السلطة لعرقلة الأجندة التشريعية للرئيس جو بايدن، وتحويل الأصوات لصالح أولويات الجمهوريين في قضايا الاقتصاد والطاقة والهجرة، والمضي قدماً في التحقيقات مع بايدن وإدارته وعائلته.

كما استجاب مكارثي لمطالب المحافظين الماليين باستخدام سقف الدين الفيدرالي كورقة مساومة لفرض تخفيضات الإنفاق والحد من إنفاق السنة المالية 2024 في جميع أنحاء الحكومة عند مستويات عام 2022، ما يعني تخفيضات كبيرة للعديد من البرامج. 

ويأتي مكارثي إلى الوظيفة الجديدة بشبكة ضخمة لجمع التبرعات، إذ جمع ما يقرب من 26.5 مليون دولار في الدورة الماضية، أكثر من أي عضو آخر في مجلس النواب، بحسب "بلومبرغ".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات