استخدم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الخميس، خطاباً تاريخياً في بابوا غينيا الجديدة للدعوة إلى "اختتام سريع" للمفاوضات حول اتفاق أمن ثنائي، في أحدث خطوة من جانب كانبيرا لمواجهة النفوذ الصيني في المحيط الهادئ.
وقال ألبانيز في خطاب أمام برلمان بابوا غينيا الجديدة: "شرف كبير لأستراليا اليوم. أصبحت أول رئيس حكومة أجنبي يخاطب برلمان بابوا غينيا الجديدة. البلدان بحاجة إلى معاهدة تستند إلى ثقة عميقة ومبنية على نهج يعد فيه الأمن الإقليمي أولوية".
وأضاف: "تجمع أواصر الصداقة والشراكة بين بلدينا، ولدينا تصميم مشترك على تشكيل مستقبلنا واغتنام الفرص المتاحة في هذه اللحظة"، مشيداً بالعلاقات التاريخية الوثيقة، قائلاً إن "معاهدة أمنية ثنائية ستحترم تاريخ خدمتنا المشترك، وستكون مثالاً للآخرين".
من جانبه، قال زعيم بابوا غينيا الجديدة إن الرئيس الصيني شي جين بينج "لم يطلب إقامة قاعدة عسكرية"، وفق ما أوردته وكالة "بلومبرغ".
وكان السفير الصيني لدى كانبيرا شياو تشيان، قال الثلاثاء، إن بكين "تريد التعاون مع كانبيرا في المحيط الهادئ".
وأضاف: "نحن لا نرى علاقة أستراليا بدول جزر المحيط الهادئ على أنها تحدٍّ للصين، وبالمثل، آمل ألا تشعر أستراليا أن علاقات الصين الطبيعية مع دول جزر المحيط الهادئ تشكل أي نوع من التهديد المزعوم لمصالح أستراليا".
أستراليا ودول الهادئ
وهذه أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء أسترالي إلى دول الباسيفيك منذ أكثر من أربع سنوات، كما يعد أول رئيس حكومة أجنبي يخاطب برلمان دولة المحيط الهادئ منذ تأسيس البلاد، إذ إن بابوا غينيا الجديدة كانت مستعمرة أسترالية سابقة قبل استقلالها في عام 1975.
ويأتي تحرك أستراليا لتعزيز علاقاتها مع دول المحيط الهادئ في أعقاب الجهود المتزايدة التي تبذلها الحكومة الصينية لتوسيع نفوذها في المنطقة، في وقت تحاول حكومة يسار الوسط الأسترالية إصلاح العلاقات مع بكين بعدما شهدت توترات بشكل كبير في ظل حكومة المحافظين السابقة، وفقاً لـ"فرانس برس".
لكن هذه الحكومة وقّعت اتفاقاً أمنياً تاريخياً في أكتوبر مع اليابان، المنافس الإقليمي لبكين، يهدف إلى مواجهة الصعود العسكري للصين.
والصين هي أكبر شريك تجاري لأستراليا، إلا أن العلاقة بين البلدين تدهورت خلال السنوات الماضية، حتى بلغ الخلاف ذروته في عام 2020، عندما طالبت كانبيرا بإجراء تحقيق لتحديد منشأ فيروس كورونا، وأقصت تزامناً مع ذلك، مجموعة "هواوي" الصينية العملاقة للاتصالات من مشروع مد شبكة إنترنت الجيل الخامس.
وفي المقابل، ردّت الصين بفرض سلسلة من التدابير الاقتصادية استهدفت عشرات المنتجات الأسترالية، ولا سيما الشعير واللحوم والنبيذ.
يشار إلى أن أستراليا وقعت مع دولة فانواتو الواقعة على المحيط الهادئ في ديسمبر الماضي، اتفاقاً أمنياً، بعد شهرين فقط من إبرام اتفاق دفاعي مع فيجي.
وتسمح الاتفاقات بمزيد من التعاون العسكري بين كانبيرا وشركائها في المحيط الهادئ في قضايا مثل الأمن الداخلي والإغاثة في حالات الكوارث.
اقرأ أيضاً: