تصدر المرشحان للانتخابات الرئاسية في التشيك، الجنرال المتقاعد بيتر بافيل وخصمه الملياردير ورئيس الوزراء السابق أندريه بابيش، النتائج الأولية للاقتراع الذي جرى، السبت، لاختيار خليفة لميلوش زيمان.
وبعد فرز 99.7٪ من الأصوات، حصل الجنرال المتقاعد بيتر بافيل على 35.4٪ من أصوات الناخبين، بينما ضمن خصمه أندريه بابيش على 35٪ من الأصوات، فيما حصلت أستاذة الاقتصاد دانوس نيرودوفا على المركز الثالث بـ13.9%.
واعترفت نيرودوفا بـ"الهزيمة"، وهنأت بافيل على تصدره النتائج، وقالت إنها "ستقابله لتقديم الدعم"، بحسب وكالة "رويترز".
وسبق أن استبعد الخبراء انتهاء الجولة الأولى من الاقتراع بحصول أي من المرشحين الرئيسيين للمنصب، إذ أنه سيكون بحاجة لأكثر من نصف الأصوات اللازمة، لتحقيق فوز صريح.
ويعني هذا أن المرشحين، وهما الملياردير ورئيس الوزراء السابق أندريه بابيش والجنرال المتقاعد بيتر بافيل، سيتأهلان على الأرجح إلى جولة الإعادة بعد أسبوعين.
ويمثل التصويت فرصة لبابيش، قطب الكيماويات والزراعة والإعلام الذي يقود أقوى حزب معارض، للعودة إلى منصب رفيع، بعد هزيمته في الانتخابات البرلمانية لعام 2021.
ويتعهد بابيش بأن يصبح قوة موازنة للحكومة، التي يقول إنها لا تفعل ما يكفي لمساعدة الناس والشركات على التعامل مع أسوأ أزمة تكلفة معيشة منذ عقود.
وبصفته حليفاً قديماً لزيمان، صعد بابيش إلى السلطة من خلال السخرية من السياسيين التقليديين، باعتبارهم فاسدين وغير أكفاء، واشتبك لاحقاً مع الاتحاد الأوروبي بسبب اتهامات تضارب المصالح المتعلقة بشركاته.
وتبنى أجندة مناهضة للهجرة، وأقام علاقات وثيقة مع الزعيم القومي المجري فيكتور أوربان، بينما روّج أيضاً للعلاقات الودية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وإذا أصبح رئيساً، فقد لا يكون موالياً لروسيا وللصين كما كان زيمان في معظم فترة وجوده في منصبه، لكن تعاملاته وخلافاته السابقة، فضلاً عن صداقته مع أوربان، يمكن أن تؤثر على تصوراته في الخارج، وفق "بلومبرغ".
ويتمتع الرئيس بسلطات محدودة، مع وجود سلطة تنفيذية رئيسية تحتفظ بها الحكومة في نظام برلماني، لكن رئيس الدولة له رأي في تشكيل مجلس الوزراء، ويقود الجيش ويختار محافظي البنوك المركزية ويعين القضاة، وقام زيمان مراراً بعقد اتفاقيات دستورية لاقتطاع المزيد من السلطات لنفسه.
وحظي بافل و نيرودوفا، التي سعت لأن تصبح أول رئيسة لجمهورية التشيك، بتأييد الأحزاب الحاكمة، ووعداً بموقف أقل مواجهة تجاه الحكومة.
وكلاهما يستهدف مجموعات الناخبين المماثلة، بما في ذلك زواج المثليين، وتبني الأطفال من قبل الأزواج المثليين، كما يدعوان لتبني اليورو، الذي تعتبره المؤسسة السياسية التشيكية تقليدياً غير موات للاقتصاد المفتوح، الذي يبلغ حجمه 300 مليار دولار.
ونظراً لأن التشيك واحدة من أكثر المؤيدين لأوكرانيا ضد الغزو الروسي، فقد ظهرت الحرب بين أهم موضوعات الحملة.
ويؤيد كل من بافيل ونيرودوفا، الرئيسة السابقة لجامعة مندل في برنو، استمرار الدعم لأوكرانيا، وكذلك السياسة الخارجية الموالية للغرب بشكل لا لبس فيه.
وقال بابيش الشهر الماضي إن "مساعدة أوكرانيا أمر جيد، لكن حان الوقت الآن لمساعدة شعبنا".