تفاصيل جديدة تربط عضواً بالكونجرس الأميركي بأحد أقارب أوليجارشي روسي

صحفايون يلاحقون عضو الكونجرس الجمهوري جورج سانتوس أمام الكابيتول في واشنطن- 12 يناير 2023 - REUTERS
صحفايون يلاحقون عضو الكونجرس الجمهوري جورج سانتوس أمام الكابيتول في واشنطن- 12 يناير 2023 - REUTERS
دبي-الشرق

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن تفاصيل جديدة تربط عضو الكونجرس الجمهوري الجديد من نيويورك جورج سانتوس، بأحد أقارب أوليجارشي روسي خاضع للعقوبات.

وقالت الصحيفة إن لقطات فيديو ووثائق محكمة تفيد بأن سانتوس الذي كذب بشأن سيرته الذاتية، لديه علاقات أعمق مما كان معروفاً سابقاً مع رجل الأعمال أندرو إنتراتر الذي أقام علاقات وثيقة مع أحد المقربين من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في وقت من الأوقات، وهو ابن عم أوليجارشي روسي خاضع للعقوبات.

وأعطى كلّ من إنتراتر وزوجته 5 آلاف و800 دولار كحد أقصى للجنة حملة سانتوس الرئيسية وعشرات الآلاف منذ عام 2020 للجان المرتبطة به، وفقاً للإيداعات لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية.

وابن عم إنتراتر هو الملياردير الروسي فيكتور فيكسلبرج، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات لدوره في صناعة الطاقة الروسية.

صلات مع روسيا

العلاقة بين سانتوس وإنتراتر تتجاوز مساهمات الحملة، وفقاً لبيان أدلى به سانتوس بشكل خاص في 2020 ووثائق محكمة في العام التالي في دعوى قضائية رفعتها لجنة الأوراق المالية والبورصات ضد شركة الاستثمار "هاربور سيتي كابيتال" ومقرها فلوريدا، التي عمل فيها سانتوس لأكثر من عام.

وتشير الأدلة مجتمعة إلى أن سانتوس ربما كانت له علاقة تجارية مع إنتراتر، عندما كان يخطو خطواته الأولى في عالم السياسة عام 2020.

كما يتضح وبحسب ملف هيئة الأوراق المالية والبورصات، أن إنتراتر وضع مئات الآلاف من الدولارات في "هاربور سيتي"، التي اتهمتها الجهات التنظيمية بإدارة مخطط احتيالي.

واعتذر عضو الكونجرس الذي ساعد انتخابه العام الماضي الحزب الجمهوري في تأمين أغلبيته الضيقة بمجلس النواب عما أسماه "تجميل السيرة الذاتية" بينما رفض الدعوات لاستقالته، وهو يخضع للتدقيق من قبل المدعين في نيويورك وريو دي جانيرو.

وتعكس العلاقات بين سانتوس (34 عاماً) وإنتراتر (60 عاماً) الطرق التي وجد بها سانتوس الدعم الشخصي والسياسي في طريقه إلى المناصب العامة، وفقا لـ"واشنطن بوست".

وفي حين أن إنتراتر مواطن أميركي، فإن شركة الاستثمار التي يملكها "كولومبوس نوفا"، كانت لها تاريخي علاقات واسعة مع المصالح التجارية لابن عمه الروسي.

وفي الآونة الأخيرة في عام 2018، عندما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على فيكسلبرج، كانت شركته أكبر عميل لـ"كولومبوس نوفا"، حسبما أكدت الشركة للصحيفة في ذلك العام.

وتم التحقيق في تفاعلات إنتراتر في عامي 2016 و2017 مع مايكل كوهين الذي كان يعمل في ذلك الوقت محامياً لدونالد ترمب، خلال تحقيق المستشار الخاص روبرت مولر الثالث في التدخل الروسي بانتخابات 2016 والروابط المحتملة بين ترمب والكرملين.

ودفعت الشركة المملوكة لإنتراتر للمحامي الذي يصف نفسه بأنه مساعد لترمب لتحديد صفقات لأعماله، وتظهر سجلات المحكمة أنهما تبادلا مئات الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية. ولم يتهم إنتراتر ولا فيكسلبرج بارتكاب مخالفات في تحقيق مولر.

وفي عام 2020، عندما كلف سانتوس من قبل "هاربور سيتي "بتحديد موقع المستثمرين في نيويورك، ادعى في اجتماع الشركة الذي عقد عبر تطبيق "زووم"، أن شركة "كولومبوس نوفا" الخاصة بإنتراتر، كانت "عميلاً" له، وفقاً للقطات حصلت عليها "واشنطن بوست".

وأدلى سانتوس بهذا التعليق خلال مناقشة صعوبات الاستثمار العقاري السكني، لا سيما بالنسبة للمستثمرين الذين وضعوا أموالاً في ناطحة السحاب "432 بارك أفينو" التي يبلغ ارتفاعها 1400 قدم في مانهاتن، والتي كانت لفترة من الوقت أطول مبنى سكني في العالم.

وأصبحت "كولومبوس نوفا" موضع اهتمام لتحقيق مولر، إذ حقق ممثلو الادعاء في العلاقات التي أقامها إنتراتر وشركته مع كوهين، المقرب من دونالد ترمب في ذلك الوقت.

وتبرع إنتراتر بمبلغ 250 ألف دولار للجنة تنصيب ترمب، وفقاً لسجلات تمويل الحملة، وحضر حفل التنصيب لعام 2017، إلى جانب فيكسلبرج.

انقلاب حليف ترمب

الصحيفة ذكرت أن الرجلين واجها كوهين في حفل التنصيب. وبعد فترة وجيزة، بدأت "كولومبوس نوفا" في الدفع لكوهين كجزء من عقد لتوظيف مستثمرين جدد للشركة، وأظهرت سجلات المحكمة أن إجمالي المدفوعات بلغ 583 ألف دولار.

وتظهر سجلات المحكمة أيضاً أن كوهين وإنتراتر تبادلا أكثر من ألف مكالمة ورسالة نصية بين نوفمبر 2016 ونوفمبر 2017.

وتبرع إنتراتر بمبلغ 35 ألف دولار كمشاركة في حملة لجمع التبرعات عام 2017 لإعادة انتخاب ترمب، وحضر بدعوة من كوهين، حسبما ذكرت "واشنطن بوست".

وقال أشخاص مطلعون على التحقيق إن المسؤولين الفيدراليين استجوبوا كلاً من إنتراتر وفيكسلبرج خلال التحقيق، وأجروا مقابلات مع الأخير بعد توقف طائرته الخاصة في الولايات المتحدة عام 2018.

وأقر كوهين في نهاية المطاف بأنه مذنب في انتهاكات تمويل الحملة الانتخابية والاحتيال الضريبي والمصرفي والكذب على الكونجرس، وهي أمور لا علاقة لها بتفاعلاته مع "كولومبوس نوفا".

وكان إنتراتر قال لصحيفة "نيويورك تايمز" في العام 2019 إن حذفه من تقرير مولر النهائي "يؤكد ما كنت أعرفه طوال الوقت.. أنني لم أرتكب أي خطأ".

وانقلب كوهين في وقت لاحق على ترمب، وانتقده في جلسة استماع بالكونجرس عام 2019 وتعاون مع التحقيقات في الممارسات التجارية لرئيسه السابق.

وفرضت وزارة الخزانة عقوبات على فيكسلبرج وشركته "رينوفا" في أبريل 2018، واستشهد بالاستفادة من "النشاط الخبيث للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في جميع أنحاء العالم".

وفي أبريل 2022، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، استولت السلطات الإسبانية على يخت فيكسلبرج البالغة قيمته 90 مليون دولار بناء على طلب الولايات المتحدة.

ولطالما وُصفت "كولومبوس نوفا" بأنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمجموعة "رينوفا"، وهي تكتل روسي يديره فيكسلبرج.

وفي عام 2017، أدرج موقع إلكتروني لمجموعة ريونوفا، "كولومبوس نوفا" كواحدة من شركاتها، وأكدت الأخيرة لـ"واشنطن بوست" في عام 2018 أن تكتل فيكسلبرج كان في ذلك الوقت أكبر عميل لها. ومع ذلك، قالت الشركة في ذلك الوقت إنها مملوكة لأميركيين ولم تخضع أبداً لسيطرة مجموعة "رينوفا" أو فيكسلبرج.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات