أعلن الجيش التايواني، الثلاثاء، خططاً بشأن السماح للنساء بالتطوع والانضمام لتدريبات قوات الاحتياط للمرة الأولى، في وقت تكثف فيه الصين الضغط العسكري على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.
وتعيش تايوان تحت تهديد دائم من أن تغزوها الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها، لا بد من ضمها يوماً ما، وبالقوة إذا لزم الأمر.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية، إنها ستسمح لـ220 من المجنّدات المسرَّحات من الجيش بالتسجيل في تدريبات طوعية لقوات الاحتياط، اعتباراً من الربع الثاني من العام الحالي، كجزء من جهود الوزارة لتعزيز القوة الاحتياطية الشاملة.
وكان في السابق يُطلب من الرجال فقط أداء الخدمة العسكرية الإلزامية والانضمام لتدريبات قوات الاحتياط في تايوان، فيما كان يُسمح للنساء بالتطوع للخدمة في القوات المسلحة فقط، دون الانضمام لقوات الاحتياط.
مرحلة تجريبية
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية، عن المسؤول في وكالة التعبئة الدفاعية الشاملة بالوزارة، يو وين تشينج، قوله إن الخطوة ستكون على أساس تجريبي لهذا العام.
وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أنها تدرب جنود الاحتياط الرجال فقط لأنها لا تملك القدرة الكافية لاستيعاب كلا الجنسين، فيما رد مشرِّعون تايوانيون على ذلك، بأن استبعاد النساء من التدريب الاحتياطي يرقى إلى التمييز بين الجنسين.
وتقدر وكالة الاستخبارات الأميركية CIA، بأن تايبيه تملك قوة عسكرية قوامها نحو 170 ألف جندي، معظمهم من المتطوعين، بينما تدرّب نحو 120 فرداً احتياطياً سنوياً.
وحتى عام 2021، شكلت نسبة النساء من الجيش التايواني نحو 15%، غير أن المجنّدات يؤدين غالباً مهام غير قتالية، بحسب الاستخبارات الأميركية.
والعام الماضي، أعلنت تايوان عزمها رفع عدد المجندين في تدريبات قوات الاحتياط إلى 260 ألفاً سنوياً، تزامناً مع تنامي التصعيد العسكري للصين في مضيق تايوان.
توغلات الصين
ويأتي ذلك، فيما تصاعدت نبرة الصين، تجاه الجزيرة في عهد الرئيس شي جين بينج، إذ بلغت التوترات أعلى مستوياتها في أغسطس 2022، عندما أجرت بكين مناورات عسكرية ضخمة في محيط تايوان احتجاجاً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي لتايبيه.
وضاعفت الطائرات الحربية الصينية توغلاتها في منطقة الدفاع الجوي التايوانية، منذ أن صعّدت بكين في عام 2022 ضغطها العسكري على الجزيرة.
وفي يومي 25 و26 ديسمبر 2022 فقط، أرسل الجيش الصيني 71 طائرة باتجاه الجزيرة، حيث نفذت 47 منها عمليات توغل، إما عبر الخط الأوسط لمضيق تايوان أو في منطقة تحديد الدفاع الجوي الحساسة بالجزيرة.
كما نفذت نحو 1700 طائرة حربية صينية إجمالاً في 2022، غارات بالقرب من تايوان، أي ما يقرب من ضعف العدد المسجل في 2021.
وانتقدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تلك التوغلات ووصفتها بأنها "استفزازية"، بينما أصرت على أنها ستواصل مساعدة تايبيه في الدفاع عن نفسها.
وتعترف واشنطن دبلوماسياً بمبدأ "الصين الواحدة"، لكنها الحليف الأبرز لتايبيه، وتزودها بالأسلحة، مع المحافظة على سياسة "الغموض الاستراتيجي" المتعلقة باحتمال تدخلها عسكرياً في حال وقوع غزو صيني.
وفي ديسمبر الماضي، وافق مشرعون أميركيون على مشروع قانون للإنفاق يتضمن 2 مليار دولار لتمويل إرسال الأسلحة إلى تايوان العام المقبل، وما يصل إلى 10 مليارات دولار حتى عام 2027، في خطوة انتقدتها وزارة الدفاع الصينية.
اقرأ أيضاً: