مساعدات عسكرية أميركية جديدة.. ومدير CIA يزور كييف "سراً"

مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA)، وليام بيرنز، واشنطن 08 مارس 2022 - REUTERS
مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA)، وليام بيرنز، واشنطن 08 مارس 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

أعلنت الولايات المتحدة شريحة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 2.5 مليار دولار، تشمل خصوصاً مئات المركبات المدرعة، فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، زار كييف "سراً" الأسبوع الماضي.

وتشمل الشريحة الجديدة من المساعدات الأميركية، 59 مركبة مصفحة من طراز برادلي ستُضاف إلى 50 مركبة مدرعة خفيفة من هذا النوع كان قد تم التعهّد بها في 6 يناير، فضلاً عن 90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر "ستوفر لأوكرانيا لواءين مدرعين" حسبما قال البنتاجون في بيان.

كذلك، سيسلم الجيش الأميركي أوكرانيا 53 مركبة مدرعة مضادة للألغام (MRAP) و350 مركبة نقل همفي طراز M998.

غير أن هذه الشريحة الجديدة لا تشمل أي دبابات ثقيلة، مثل دبابة أبرامز التي لم تعلن الولايات المتحدة حتى الآن استعدادها لتزويد كييف بها، مبررة هذا الرفض بمسائل تتعلق بالصيانة والتدريب.

وستسلم واشنطن أيضاً القوات الأوكرانية صواريخ احتياطية لأنظمة NASAMS وHIMARS المضادة للطائرات، التي كانت أُرسِلَت إليها سابقاً، و8 أنظمة مضادة للطائرات قصيرة المدى من طراز Avenger، إضافة إلى آلاف الذخيرة.

وبهذه الشريحة الجديدة، يرتفع إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا إلى 26.7 مليار دولار، منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير.

بيرنز يزور كييف "سراً" 

وأجرى مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، "زيارة سرية" إلى كييف الأسبوع الماضي، لإطلاع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على توقعاته بشأن الخطط العسكرية لروسيا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، وفقاً لما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي، وأشخاص آخرين مطلعين على الزيارة.

وبحسب أشخاص مطلعين على الاجتماع بين زيلينسكي وبيرنز، تمثل الهاجس الأول للرئيس الأوكراني وكبار مسؤوليه خلال الاجتماع في قضيتين، تتعلَّق الأولى بالمدة التي يمكن أن تتوقع أوكرانيا خلالها استمرار المساعدة الأميركية والغربية بعد سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، فيما تتعلَّق الثانية بتراجع دعم المساعدات المقدمة لكييف بين أجزاء من الناخبين الأميركيين.

هواجس الدعم الأميركي

ووفقاً لهؤلاء الأشخاص المطلعين الذين تحدثوا لـ"واشنطن بوست"، شدَّد بيرنز على "الضرورة الملحة للحظة الحالية في ساحة المعركة، وأقرَّ بأنه في مرحلة ما سيكون من الصعب الحصول على المساعدة".

وقالت المصادر إنَّ الانطباع الذي خرج به زيلينسكي ومساعدوه من الاجتماع، هو أنَّ دعم إدارة الرئيس جو بايدن لكييف لا يزال قوياً، وأن الـ45 مليار دولار من التمويل الطارئ، التي أقرَّها الكونجرس في ديسمبر الماضي، ستستمر على الأقل حتى يوليو أو أغسطس المقبل.

في المقابل، لم تبدُ كييف متأكدة مما إذا كان الكونجرس سيقر حزمة تكميلية أخرى بمليارات الدولارات كما فعل خلال الربيع الماضي.

وبينما يواصل أبرز القادة الجمهوريون دعم تسليح أوكرانيا، قال محافظون آخرون أنهم يريدون خفض الإنفاق الأميركي، ولا سيما مليارات الدولارات المخصصة للمجهود الحربي، وفقاً للصحيفة.

وأكد مسؤول أميركي أنَّ مدير الـ"سي آي إيه" "سافر إلى كييف، حيث التقى بنظرائه في المخابرات الأوكرانية، وكذلك الرئيس زيلينسكي، وجدَّد التأكيد على دعمنا المستمر لأوكرانيا في دفاعها ضدَّ العدوان الروسي"، وفقاً لما نقلته "واشنطن بوست".

ورفض متحدث باسم الوكالة التطرق إلى المعلومات التي نقلها بيرنز إلى زيلينسكي بشأن التخطيط العسكري الروسي.

"شخصية محترمة"

وبحسب الصحيفة، يعد بيرنز شخصية محترمة في الأوساط المقربة من زيلينسكي، وذلك بسبب تحذيره الدقيق في يناير 2022 من أنَّ القوات الروسية ستسعى للاستيلاء على مطار أنتونوف الأوكراني، الواقع شمال غربي كييف، خلال المراحل الأولى من الغزو في 24 فبراير.

وينسب الفضل إلى هذا التقييم الاستخباراتي في مساعدة أوكرانيا في الاستعداد للدفاع عن المطار، وحرمان روسيا من موطئ قدم ضروري للاستيلاء على كييف.

كما أنَّ مواقف بيرنز المشككة في استعداد روسيا للتفاوض جعلته محبوباً لدى مساعدي زيلينسكي، الذين يبدون انزعاجهم من أي اقتراحات حول ضرورة تفكير أوكرانيا في إجراء محادثات مع الروس لإنهاء الصراع.

وقال بيرنز لشبكة "بي بي إس" الأميركية الشهر الماضي: "تنتهي معظم الصراعات بالمفاوضات، لكن هذا يتطلب جدية من جانب الروس، وهو ما لا نراه في هذه الحالة"، مضيفاً: "تقييمنا هو أنَّ الروس ليسوا جادين، في هذه المرحلة على الأقل، بشأن مفاوضات حقيقية".

خبرة في الشأن الروسي

ووفقاً لـ"واشنطن بوست"، يعد بيرنز، الذي عمل في السابق سفيراً لدى روسيا، ومسؤولاً كبيراً في وزارة الخارجية، واحداً من أهم خبراء الحكومة الأميركية بشأن روسيا، لا سيما فيما يتعلق بالمكانة التي تحتلها أوكرانيا في العقلية الروسية.

وعندما نوقش موضوع عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش، أكد بيرنز عمق المعارضة الروسية للفكرة في مذكرة بعث بها إلى وزيرة الخارجية آنذاك، كوندوليزا رايس.

وكتب بيرنز حينها إنَّ "انضمام أوكرانيا إلى الناتو هو أوضح الخطوط الحمراء للنخبة الروسية، وليس فقط (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين"، مضيفاً: "لم أقابل بعد شخصاً واحداً يرى في هذا الانضمام أمراً آخر غير التحدي المباشر للمصالح الروسية".

ومؤخراً، اعتبر بيرنز قرار الرئيس الروسي غزو أوكرانيا خطوة رئيسية لتحقيق هدفه المتمثل في إعادة موسكو إلى مجدها السابق.

وقال خلال منتدى آسبن الأمني في يوليو الماضي: "إنه (بوتين) مقتنع بأنَّ قدَرَه كزعيم لروسيا هو استعادة روسيا كقوة عظمى، ويرى أنَّ مفتاح القيام بذلك هو إعادة إنشاء مجال نفوذ في الجوار الروسي، وبالنسبة له، لا يمكن فعل ذلك دون السيطرة على أوكرانيا وخياراتها. هذا ما أنتج، على ما أعتقد، هذه الحرب الرهيبة".

وكان بيرنز زار أوكرانيا في نوفمبر الماضي. ويرى أشخاص مطلعون على رحلاته أنَّ هذه الزيارات توفر لمدير المخابرات فرصة لبناء الثقة مع نظرائه وتكوين فهم أفضل للصراع، وفقاً لما ذكرته "واشنطن بوست".

"منعطف حرج"

وبحسب الصحيفة، تأتي زيارة بيرنز الأخيرة في منعطف حرج للحرب في أوكرانيا، مع تصعيد موسكو هجومها بالقرب من مدينة باخموت شرقي أوكرانيا، مجبرة كييف على تقييم مواردها هناك، بينما تستعد لهجوم مضاد كبير في أماكن أخرى من البلاد.

وتتمتع المدينة بقيمة استراتيجية قليلة نسبياً، لكنها اكتسبت أهمية رمزية لكلا الجانبين، ولا سيما روسيا، التي لم تستحوذ على مدينة أوكرانية كبرى منذ الصيف الماضي.

وأعلنت عدد من الدول الغربية، الخميس، التزامها بتقديم حزمة "غير مسبوقة" من الدعم العسكري لأوكرانيا، بما في ذلك الدبابات الهجومية.

وفي بيان مشترك من العاصمة الإستونية تالينا، أعلن وزراء دفاع بريطانيا وبولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وممثلو الدنمارك والتشيك وهولندا وسلوفاكيا، تقديم مساعدات عسكرية "غير مسبوقة" لأوكرانيا لمواجهة الغزو الروسي، بما في ذلك الدبابات الهجومية.

وقالت هذه الدول في بيان مشترك: "نلتزم بالسعي الجماعي لتقديم حزمة غير مسبوقة من المساعدات، بما في ذلك دبابات ومدفعية ثقيلة وأنظمة دفاع جوي وذخيرة ومركبات مشاة قتالية، لمصلحة وزارة الدفاع الأوكرانية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات