واشنطن توجه انتقادات مباشرة لحكومة نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في القدس المحتلة. 19 يناير 2023 - www.gov.il
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في القدس المحتلة. 19 يناير 2023 - www.gov.il
دبي- الشرق

ناقش مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في اجتماع خاص عقد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس الخميس، خطة الحكومة الرامية لإحداث تغييرات في النظام القضائي، وأعرب عن "قلق" الإدارة الأميركية من خطط توسيع بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

وقال مسؤولون أميركيون مطلعون على الاجتماع لموقع "أكسيوس" إن سوليفان أثار مخاوف إدارة الرئيس جو بايدن بشأن توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، ومخاوف من أن تؤثر خطة الحكومة لإحداث تغييرات في النظام القضائي، على استقلال النظام والمؤسسات الديمقراطية الأخرى في البلاد.

والخطة التي تعتبر الحكومة أنها تهدف إلى "إصلاح" القضاء، وتم الإعلان عنها بعد أقل من أسبوعين من تولي حكومة نتنياهو اليمينية السلطة، "عمّقت الانقسامات السياسية، وأثارت الخوف بين البعض من أن التوتر المتزايد يمكن أن يمزق المجتمع الإسرائيلي".

ويخشى كثيرون في الحكومة الأميركية أن تؤثر هذه القضية، في يمقراطية إسرائيل، ونتيجة لذلك، في علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل.

قلق أميركي

وهذه المرة الأولى التي يناقش فيها مسؤول كبير في إدارة بايدن القضية مباشرة مع نتنياهو، إذ تشعر الإدارة بـ "القلق" من أن الخطة قد تضر باستقلال النظام القضائي الإسرائيلي والمؤسسات الديمقراطية الأخرى. 

وتسعى الحكومة إلى منح البرلمان مزيداً من الصلاحيات في تعيين القضاة، إذ يتم اختيار القضاة في إسرائيل من قبل لجنة مشتركة من القضاة والمحامين والنواب، وبإشراف وزارة العدل.

ومن بين المقترحات أيضاً "بند الاستثناء"، الذي يُتيح لنواب البرلمان، بأغلبية بسيطة (61 صوتاً من أصل 120 نائباً)، إلغاء قرار صادر عن المحكمة العليا.

وفي إسرائيل التي ليس لديها دستور، يُمكن للمحكمة العليا إلغاء قوانين يقرّها الكنيست إذا اعتبرت أنها تتعارض مع القوانين الأساسية للبلاد، وبالتالي فإن إقرار "بند الاستثناء" من شأنه السماح للبرلمان بإعادة تطبيق قانون سبق أن رفضه القضاة.

وتتضمن الخطة أيضاً تغيير القانون، بحيث يتمكن الوزراء من تعيين سياسيين كمستشارين قانونيين في وزاراتهم، وهو أمر لا يخضع لسلطاتهم في الوقت الحالي.

وأثار الاقتراح القلق داخل إسرائيل وخارجها من إمكانية أن يستخدمه نتنياهو أو شركاؤه في الائتلاف، لتمهيد الطريق لقوانين ربما تتعدى على الليبراليين العلمانيين والأقليات.

ويرى معارضو الخطة، الذين خرجوا في احتجاجات، أن تلك الإصلاحات ستنتقص من استقلال القضاء، وستشجع الفساد، وستؤدي لتراجع حقوق الأقليات، كما ستحرم المحاكم الإسرائيلية من مصداقية تساعد في درء اتهامات بارتكاب جرائم حرب في الخارج.

لقاء أميركي فلسطيني

في السياق نفسه، التقى سوليفان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، الخميس، وحضه على "الحفاظ على الطريق نحو المفاوضات من أجل حل الدولتين"، وفق بيان للبيت الأبيض.    

وقال البيان إن "سوليفان التقى في رام الله، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإعادة تأكيد اهتمام الإدارة الأميركية بتعزيز المشاركة مع السلطة الفلسطينية، وتعميق العلاقات مع الشعب الفلسطيني".

وأضاف أن الجانبين "ناقشا دعم الولايات المتحدة للسلام، والحفاظ على الطريق نحو المفاوضات من أجل حل الدولتين، وتعزيز تدابير متساوية للأمن والازدهار والحرية للإسرائيليين والفلسطينيين".

وأشار البيان إلى أن سوليفان "ناقش حاجة القادة الفلسطينيين إلى المساعدة في تهدئة التوتر في الضفة الغربية، وتعزيز المؤسسات الفلسطينية.. كما تبادلوا وجهات النظر حول التدابير الرامية إلى بناء الثقة، وتعزيز الأمن، وتهيئة الظروف لأفق سياسي".

يشار إلى أن محادثات السلام، التي كانت تتوسط فيها الولايات المتحدة بهدف إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وغزة، انهارت في 2014.

كما تضاءلت آفاق إحيائها بصورة أكبر منذ تشكيل حكومة نتنياهو الجديدة، التي يعارض كثير من الشركاء فيها إقامة الدولة الفلسطينية، ويدفعون لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات