احتفل سلاح مشاة البحرية الأميركية "مارينز"، الخميس، بافتتاح قاعدة عسكرية جديدة في أقصى غرب جزيرة جوام في المحيط الهادئ، فيما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن القاعدة ستكون نقطة انطلاق أولى للقوات البرية الأميركية "في حال نشوب نزاع" مع الصين.
وأصبحت قاعدة "كامب بلاز" الجديدة، الأولى التي تفتحها البحرية الأميركية منذ عام 1952. وكانت القاعدة دخلت الخدمة للمرة الأولى في أكتوبر 2020. غير أن وزارة الدفاع الأميركية اضطرت إلى تأجيل حفل افتتاحها مرتين بسبب جائحة فيروس كورونا، قبل أن يقام الحفل أخيراً، الخميس.
ومن المقرر أن تكون القاعدة قادرة على استيعاب 5000 من جنود البحرية، الذين سيضطلعون على المدى القصير بمهمة استكشاف و"ردع التهديدات بالمنطقة"، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".
أما على المدى البعيد، فإن القاعدة ستسخدم كمكان تدريب لسلاح مشاة البحرية على حماية جزر المحيط الهادئ، بما في ذلك الممرات البحرية الحيوية، "في حالة حدوث غزو"، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى أن قوات "المارينز" تلك ستكون ضمن أولى القوات البرية التي ستتدخل في حال أي نزاع مع الصين.
وعلى الرغم من حفل الافتتاح الرسمي، فإن أشغال بناء القاعدة لم تكتمل، فيما يرتقب أن تدخل الخدمة بكامل قدراتها العام المقبل. وقالت الصحيفة إن عدد الجنود الأميركيين المتمركزين في القاعدة حالياً لا يتجاوز الـ100، فيما يرتقب أن يصل باقي الجنود بحلول ديسمبر 2024.
ردع الصين
وتعد جزيرة جوام مركزاً مهماً للجيوش الأميركية، ما يتيح الوصول بسرعة إلى مناطق التأزم في شبه الجزيرة الكورية، ومضيق تايوان.
وقال قائد سلاح مشاة البحرية الأميركية، الجنرال ديفيد بيرجر "إننا لا نريد أن نكافح من أجل (خوض) القتال. بل نريد أن نكون في داخل المعركة بالفعل، حتى يمكن لقواتنا التقدم عندما يكون هناك نزاع".
وأوضحت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين دفاعيين قولهم، إنه "في ظل عدم وجود أي صراع في المنطقة، يمكن للقوات في قاعدة (كامب بلاز) ممارسة التدريبات بالذخيرة الحية، بينما يمكن للقوات الأميركية المتمركزة في جزر ماريانا الشمالية غربي المحيط الهادئ إجراء مناورات عسكرية".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن الجنرال ديفيد بيرجر قوله إن دور "قوات المارينز بقاعدة كامب بلاز هو تعزيز سياسة الردع، التي هي ركيزة استراتيجيتنا الدفاعية الوطنية".
وتوقع الأدميرال في البحرية فيل ديفيدسون، الرئيس السابق للقيادة الهندية والمحيط الهادئ، بشكل خاص أن تبدأ الصين هجوماً على تايوان في عام 2027.
في غضون ذلك، تحتاج وزارة الدفاع الأميركية إلى تحسين الخدمات اللوجستية بالجزيرة، نظراً لأنها لا تتوفر على البنية التحتية اللازمة لإيواء ودعم جميع القوات التي تريد نشرها في المنطقة، بحسب الصحيفة.
وتفتقر جوام والجزر المجاورة لها بشكل خاص إلى موانئ لتفريغ الإمدادات وإجراء بعض التدريبات. وقال مسؤولون دفاعيون لـ"وول ستريت جورنال"، إن موقع الجزيرة البعيد عن الولايات المتحدة يجعل بناء وتجهيز مشاريع البناء مهمة صعبة.
جوام تعزز دفاعاتها
وتقع جوام في نطاق صواريخ الصين، فيما يُعتقد أن صواريخ كوريا الشمالية يمكن أن تصلها كذلك.
وخلصت دراسة لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن، نُشرت في وقت سابق من يناير الجاري، إلى أن جوام ستكون ضعيفة أمام هجوم صيني وأنه على الجيش الأميركي تعزيز دفاعاته.
في عام 2022، نقلت الولايات المتحدة نظام الدرع الصاروخي "ثاد"، من قاعدة أندرسن الجوية في جوام إلى قاعدة كامب بلاز البحرية، لتحسين دفاعاتها.
وأخذ التواجد العسكري الأميركي في التزايد خلال العقد الأخير، وتحديداً منذ عام 2012 حين طلبت اليابان من الولايات المتحدة نقل بعض قواتها خارج جزيرة أوكيناوا اليابانية. وقررت واشنطن آنذاك نقل قواتها من أوكيناوا إلى جوام، في نطاق برنامجها لإعادة ترتيب قواتها على النطاق العالمي.
وتزايد التوجد العسكري الأميركي بشكل ملحوظ في جزيرة جوام عام 2018، بعدما صنفت استراتيجية الدفاع الوطنية الأميركية الصين كـ"تهديد" لمصالح الولايات المتحدة وأمنها في المنطقة.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين دفاعيين قولهم إن هناك نحو 10 آلاف جندي أميركي يتمركزون في جوام، مقارنة بنحو 26 ألفاً كانوا يتمركزون فيها خلال الحرب الباردة.
وتمول اليابان والولايات المتحدة بشكل مشترك مشروع قاعدة "كامب بلاز" الذي تبلغ تكاليفه 8.7 مليار دولار، مع دفع الولايات المتحدة الجزء الأكبر من التكاليف.
اقرأ أيضاً: