أمرت وزارة التعليم العالي في حكومة "طالبان"، السبت، الجامعات الخاصة في أفغانستان بعدم السماح للطالبات بأداء امتحانات القبول الشهر المقبل، ما يؤكد سياستها بشأن فرض قيود على التعليم الجامعي للفتيات.
ووجهت الوزارة رسالتها إلى المؤسسات التعليمية في أقاليم شمال البلاد، بما في ذلك كابول، حيث من المقرر إجراء الامتحانات في نهاية فبراير، مفيدة بأن المؤسسات التي تخالف القواعد ستواجه إجراءات قانونية.
وأبلغت وزارة التعليم العالي الجامعات في ديسمبر الماضي، بعدم السماح بدخول الطالبات "حتى إشعار آخر". وبعد أيام، أوقفت الحكومة معظم العاملات في المنظمات غير الحكومية عن العمل، كما أغلقت السلطات معظم المدارس الثانوية للبنات.
وكان وزير التعليم العالي ندا محمد نديم وجه في رسالة إلى كلّ الجامعات الحكومية والخاصة في البلد: "أبلغكم جميعاً بتنفيذ الأمر المذكور بوقف تعليم الإناث حتى إشعار آخر".
وكانت حركة "طالبان" تعهدت بعد عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021 بإبداء مرونة أكبر، لكنها سرعان ما رجعت إلى مواقفها المتشدّدة التي طبعت حكمها بين 1996 و2001.
وزادت الحركة من التدابير المقيّدة للحريات، ولا سيّما في حقّ النساء اللواتي استبعدن تدريجياً من الحياة العامة وأقصين من المدارس الثانوية.
انقلاب مفاجئ
وفي انقلاب مفاجئ في 23 مارس، أغلقت الحركة المدارس الثانوية بعد بضع ساعات من إعادة فتحها، ولفت مسؤول رفيع في الحركة إلى أن القائد الأعلى هيبة الله آخوند زاده تدخّل شخصياً في هذا القرار.
وقوبلت القيود المفروضة على عمل المرأة وتعليمها بإدانة دولية، كما أشار دبلوماسيون غربيون إلى أن طالبان بحاجة إلى تغيير مسار سياساتها تجاه النساء للحصول على فرصة للاعتراف الدولي الرسمي بها وتخفيف عزلتها الاقتصادية.
وتواجه البلاد أزمة اقتصادية من أسبابها العقوبات التي تضر بقطاعها المصرفي وخفض تمويل برامج التنمية.
وحذرت وكالات الإغاثة أخيراً من أن عشرات الملايين بحاجة إلى مساعدات عاجلة، إلا أن البنك الدولي ذكر في تقرير الأسبوع الماضي أن إدارة طالبان، التي قالت إنها تركز على تحقيق المزيد من الاكتفاء الذاتي اقتصادياً، حصلت إيرادات قوية العام الماضي وزادت الصادرات.
اقرأ أيضاً:
