تجارة النفط الروسي تزدهر في آسيا بعيداً عن الأسواق الغربية

ناقلة نفط خام راسية في محطة كوزمينو قرب مدينة ناخودكا الروسية الساحلية. 4 ديسمبر 2022 - REUTERS
ناقلة نفط خام راسية في محطة كوزمينو قرب مدينة ناخودكا الروسية الساحلية. 4 ديسمبر 2022 - REUTERS
موسكو-رويترز

يتواصل الطلب على النفط الروسي من الأسواق الآسيوية، التي شهدت الصادرات المنقولة بحراً إليها من خام "الأورال" هذا الشهر ارتفاعاً كبيراً، مما ساعد موسكو على التأقلم بعد توقف معظم الأسواق الغربية عن الشراء، وفقاً لبيانات من "Eikon Refinitiv".

وتُظهر البيانات أن 5.1 مليون طن على الأقل من خام "الأورال" شُحنت من موانئ بريمورسك وأوست لوجا ونوفوروسيسك الأوروبية الروسية إلى آسيا في يناير الجاري.

ولم تتحدد بعد الوجهات النهائية لكمية تبلغ 1.9 مليون طن أخرى من خام "الأورال"، لكن التجار يتوقعون أن ينتهي المطاف بمعظمها أيضاً في الهند أو الصين.

ونتيجة لذلك، ربما تبلغ شحنات خام الأورال المتجهة إلى آسيا هذا الشهر نحو 7 ملايين طن، بزيادة نحو مليونين عن ديسمبر الماضي، وفقاً لحسابات "رويترز".

كما تُظهر البيانات أن تركيا وبلغاريا لا تزالان المشتريتين الوحيدتين لهذا الخام في موانئ أوروبا.

وفي غضون ذلك، قُدرت تدفقات النفط الروسي إلى تركيا هذا الشهر بنحو 400 ألف طن، بينما من المقرر أن تتلقى بلغاريا، المستثناة من حظر الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي، نحو 560 ألف طن من خامي "الأورال" و"سيبيريا" الخفيف.

وحولت روسيا تجارتها بعيداً عن الاتحاد الأوروبي إلى أسواق أخرى، لا سيما في آسيا وأميركا اللاتينية، وسط الخلاف السياسي العميق الذي أعقب تحرك موسكو لإرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في فبراير من العام الماضي.

وفي 5 ديسمبر الماضي، فرضت مجموعة السبع وأستراليا سقف أسعار على النفط الروسي، وحظرت استخدام خدمات التأمين البحري والتمويل وغيرها من الخدمات المقدمة من الغرب للشحنات التي يزيد السعر فيها عن 60 دولاراً للبرميل. 

ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ سقف آخر يستهدف المنتجات البترولية المكررة الروسية، مثل الديزل وزيت الوقود، في 5 فبراير.

عقوبات غير مسبوقة

وفي وقت سابق هذا الشهر، توقعت روسيا أن يكون للعقوبات الغربية تأثير كبير على صادراتها من المنتجات النفطية، وبالتالي على إنتاجها.

وبينما يصفها الغرب بأنها عقوبات غير مسبوقة ويعتبرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعلاناً لحرب اقتصادية، تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها تقييد اقتصاد روسيا، ثاني أكبر مُصدر للنفط في العالم.

ولمعاقبة روسيا على الصراع في أوكرانيا، حظر الاتحاد الأوروبي واردات الخام الروسي المنقولة بحراً اعتباراً من الخامس من ديسمبر، وسيفرض حظراً على المنتجات النفطية الروسية بداية من الخامس من فبراير.

ويُعد تصدير النفط الخام أسهل من تصدير المنتجات التي تحتاج إلى ناقلات أصغر وأسواق قريبة، بينما يمكن نقل النفط الخام عبر البحر إلى مناطق بعيدة في آسيا والولايات المتحدة.

وعلى الرغم من الحظر الغربي على النفط، الذي لم يحدث حتى خلال أزمات الحرب الباردة، أظهر إنتاج النفط الروسي المتمركز في غرب سيبيريا صموده حتى الآن، مع ارتفاع إنتاج النفط الخام في عام 2022.

ووفقاً للتوقعات الرسمية، نما إنتاج المنتجات النفطية الروسية بنسبة 3% تقريباً إلى 272 مليون طن في 2022، ومن المقرر أن ينخفض إلى 230 مليون طن هذا العام.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات