قالت وزارة الخارجية العراقية لـ"الشرق" إن الوفد العراقي الذي سيزور العاصمة الأميركية واشنطن خلال الشهر الجاري سيبحث "سبل دعم الحكومة العراقية للحفاظ على المال العام، وايجاد آليات مشتركة لدعم الحالة الاقتصادية والمالية للعراق".
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أعلن، الثلاثاء، أن وفداً رفيع المستوى سيزور واشنطن في 7 فبراير الجاري، لبحث ملفات بينها تقلبات سعر الدولار أمام الدينار.
ويعيش العراق أزمة بسبب الانخفاض الواضح للدينار أمام الدولار، والذي بلغ في الأسواق المحلية، الثلاثاء، نحو 1680 ديناراً مقابل الدولار الواحد، وسط ضغوط أميركية لمنع تهريبه إلى إيران الخاضعة للعقوبات، ما تسبب في حدوث موجات من التضخم ضربت الأسواق المحلية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف لـ"الشرق"، إنَّ وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين سيترأس الوفد العراقي الذي سيذهب إلى واشنطن، والذي يضم في عضويته عدداً من المسؤولين في القطاع المالي والمصرفي.
وأوضح أنَّ الزيارة "ستحمل طابعاً مهماً واستراتيجياً، بما تقتضي المصالح المالية العراقية وسيبحث الجانبان سبل دعم الحكومة العراقية للحفاظ على المال العام وإيجاد آليات مشتركة بشكل تنسيقي لدعم الحالة المالية العراقية".
لقاءات عراقية أميركية أخرى
وأشار الصحاف إلى أنَّ الزيارة ستشمل أيضاً "مناقشة عدة قضايا بين بغداد وواشنطن وما سيتمحور عنها في الجانب السياسي الذي يستند إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة"، لافتاً إلى أنَّ الوفد "سيعمل على تأسيس لقاءات قادمة".
وقال إنَّ الولايات المتحدة "تولي دعماً استثنائياً للحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني"، مضيفاً أنَّ "العلاقات العراقية الأميركية لا تقتصر على الجوانب المالية والاقتصادية والسياسية، بل تمتد إلى العديد من القطاعات كالطاقة والبيئة والتعليم والصحة والزراعة وغيرها".
وأكد الصحاف أنَّ وجود قوات التحالف الدولي في العراق "يقتصر على المشورة والتدريب ودعم بناء قدرات القوات الأمنية المحلية بطلب من الحكومة العراقية".
"دول الجوار"
وشدَّد الصحاف على أنَّ الدستور العراقي ينص على عدم استخدام الأراضي العراقية لإلحاق الأذى بأي من دول الجوار، مضيفاً أنَّ "الحكومة ملتزمة بما ورد في الدستور بهذا الجانب، استناداً على مبادئ حسن الحوار وطبيعة العلاقات الاستراتيجية التي تربط دول المنطقة، ودور العراق الفاعل الذي يؤكد أنه نقطة حوار ولقاء ومعزز للسلم والأمن الدوليين".
واعتبر أنَّ "الرؤية التشاركية التي تحملها بغداد وواشنطن بشأن تعزيز هذا المسار إنما هي تعبير عن وجهة نظر السياسة الخارجية العراقية التي نعمل عليها بهذه المرحلة".
"رؤى تشاركية مع السعودية"
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية بأنَّ زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى بغداد، الخميس، ستبحث صياغة "رؤى تشاركية" لدعم الاستقرار في المنطقة.
وقال أحمد الصحاف إنَّ الزيارة "ستبحث الملفات السياسية بما يتعلق بأمن واستقرار المنطقة، وسبل صياغة رؤى تشاركية تدعم هذا الاستقرار، وتديم أواصر التعاون والتنسيق والتشاور".
وأضاف الصحاف أنَّ الزيارة تهدف أيضاً إلى "البحث عمَّا يمتن العلاقات الثنائية"، مشيراً في هذا الصدد إلى الجوانب الاستثمارية والإنمائية التي قال إنَّ الحكومة العراقية "تركز عليها، تأكيداً لما جاء في البرنامج الحكومي".
ولفت الصحاف إلى أنَّ الزيارة قد تتضمن الحديث عن جولة جديدة من الحوارات بين الرياض وطهران على الأراضي العراقية.
وأضاف: "الحديث عن تاريخ قريب أو بعيد لأي جولة حوار أخرى شأن ثنائي متعلق بالرياض وطهران، والخارجية العراقية تدعم آليات الحوار الذي يضمن مصالح جميع الأطراف"، مشيراً إلى أن بغداد استضافت عدة جولات حوار بين الجانبين السعودي والإيراني و"ترى في ذلك مساراً مهماً لأمن واستقرار المنطقة".
مباحثات مع موسكو
وكشف المتحدث باسم الخارجية العراقية أنه بعد زيارة الوزير السعودي "سيحل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ضيفاً على بغداد برفقة وفد رفيع المستوى، حيث سيبحث العلاقات الثنائية ويجري مشاورات دبلوماسية وسياسية تتعلق بالمنطقة".
وأشار إلى أنه سيتم أيضاً "بحث العمليات العسكرية الدائرة في أوكرانيا"، لافتاً إلى أنَّ رؤية الخارجية العراقية في هذا الصدد تقوم على "أهمية تخفيض التصعيد والتخفيف من مخاطر هذه العمليات في مجمل القطاعات وتحديداً قطاعي الغذاء ومصادر الطاقة عالمياً".
"تجاوز سيادة العراق أمر مرفوض"
وبشأن تعرض قاعدة زليكان العسكرية التركية للقصف، وتهديد وزير الدفاع التركي بالرد عليه، قال الصحاف إن الخارجية العراقية تدين الأعمال العسكرية أحادية الجانب من دون تنسيق وتبادل للمعلومات مع الحكومة الاتحادية في بغداد.
وأضاف أنَّ "أعمالاً عسكرية كهذه من شأنها إرباك أمن واستقرار المنطقة، ولا تؤشر على أولويات مواجهة الإرهاب وجماعاته، وتصرف الجهود نحو مسارات أخرى".
وشدد على أنَّ العراق يدعم الحوار ويدعو جميع الأطراف للالتزام به"، مبيناً أن "هناك علاقات أساسية وثابتة بين العراق ودول الجوار، لا سيما الجارتين إيران وتركيا، ولا بد من المزيد من التنسيق لمواجهة التحديات".
وأكد أنَّ "التجاوز على السيادة العراقية أمر مرفوض ومدان من أي طرف كان، السيادة العراقية ليست خياراً وإنما مسار للدبلوماسية العراقية، نعمل على تأكيده بشكل يومي".
وكشف أن بغداد قدّمت شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي بشأن حادثة قصف مصيف في محافظة دهوك شمالي البلاد، في يوليو 2022، والتي أوقعت عشرات الضحايا.
وأشار إلى أنه "تم تشكيل لجنة للمتابعة برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين آنذاك، ورفع تقرير إلى مجلس الأمن حول الواقعة وأحيط شركاء العراق، وقدم الوزير إيجازاً باتجاه أحقية السيادة العراقية وأهمية الدفاع عنها ورفض وإدانة التجاوز عليها، والتنسيق مع شركاء العراق وأصدقائه للحصول على دعم دولي لمشاركة رؤى العراق السياسية ووحدة أراضيه".
وأضاف: "ما زلنا ندعو الجانب التركي إلى التعاون وتبادل المعلومات مع الحكومة الاتحادية حول ما يراه الجانب التركي، ونعتقد أنه تحدٍّ على طول الشريط الحدودي بين البلدين".