دعا العديد من رؤساء الدول في شرق إفريقيا ووسطها، السبت، إلى "وقف فوري" لإطلاق النار من جانب جميع الأطراف وانسحاب جميع المجموعات المسلحة، بما فيها الأجنبية من شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وجاء هذا الاجتماع لرؤساء دول مجموعة شرق إفريقيا التي تضم 7 بلدان في بوجمبورا عاصمة بوروندي، مع تصاعد أعمال العنف شرقي البلد المترامي في وسط إفريقيا.
ودعا القادة في بيان أصدروه إثر القمة إلى "وقف فوري لإطلاق النار من جانب جميع الأطراف وانسحاب جميع المجموعات المسلحة بما فيها الأجنبية".
وطلبوا من قادة الجيوش "الاجتماع خلال أسبوع بهدف تحديد جدول زمني لهذا الانسحاب"، مؤكدين "ضرورة تعزيز الحوار بين جميع الأطراف".
وإضافة إلى رؤساء بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، حضر القمة رؤساء كينيا وليام روتو وأوغندا يوريري موسيفيني وتنزانيا ساميا حسن.
وعقدت القمة بعيد زيارة البابا فرنسيس لكينشاسا حيث التقى ضحايا النزاع وندد بـ"الفظائع الوحشية" التي تُرتكب شرق الكونغو الديمقراطية.
وشارك رئيسا الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي ورواندا بول كاغامي في الاجتماع، علماً بأن كينشاسا واظبت على اتهام كيغالي بدعم متمردي حركة "إم23".
وفي إقليم شمال كيفو سيطرت حركة "إم23" المتمردة التي تتهم كينشاسا رواندا بدعمها، على مناطق شاسعة غنية بالمعادن وتواصل التقدّم، رغم خارطة طريق من أجل إرساء السلام وُضعت في لواندا في أنجولا يوليو الماضي.
هدف القمة
الرئاسة الكنغولية قالت قبل القمة إن المحادثات "يجب أن تركّز على تقييم خارطة طريق لواندا التي تفرض الانسحاب الفعلي والنهائي لقوات إم23 قوات الدفاع الرواندية من المناطق المحتلة في 15 يناير الماضي".
وأضافت أن "قوات إم23 الإرهابية لم تغادر يوماً هذه المناطق، على العكس فإن إم23 وحلفاءها وسّعوا مناطق احتلالهم".
وفي وقت سابق كتب رئيس المجموعة الحالي الرئيس البوروندي إيفاريست نداييشيمي في تغريدة، أن الهدف من القمة "التوصل إلى قرارات تحسّن الوضع الأمني وتسهّل تحقيق السلام في شرق الكونغو".
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الكونغو، السبت، أن عشرات آلاف الأشخاص "محاصرون جراء أعمال العنف المسلحة" مع التقدم الأخير الذي أحرزه المتمردون.
وسيطر المتمردون على مدن عدة، بينها كيتشانجا التي تضم 60 ألف نسمة وكيروليروي، ما أدى إلى فرار الآلاف في الأيام الأخيرة، فيما أقر الجيش بانسحابه من بعض المدن لتحييد السكان المدنيين.
ومنذ عقود تنشط جماعات مسلحة عديدة في هذه المنطقة الغنية بالمعادن، الكثير منها موروث من حروب بين المناطق اندلعت في تسعينات القرن الماضي ومطلع الألفية الثالثة.
ومنذ نوفمبر 2021، سيطر المتمرّدون ومعظمهم أفراد من إتنية "توتسي" ضمن حركة "إم23"، على أراض قرب جوما، إذ تتهم الكونغو الديمقراطية رواندا بدعمهم وهو أمر وثّقه خبراء الأمم المتحدة ودول غربية، إلا أن كيغالي تصر على نفي ذلك.
تقارب رواندا وبوروندي
وأنشأت مجموعة شرق إفريقيا العام الماضي، قوة سلام عسكرية إقليمية من أجل شرق الكونغو الديمقراطية، ووصل أول عناصرها إلى جوما في نوفمبر، إذ يُسمح لها باللجوء إلى القوة في مواجهة حركة "إم23"، لكنها لم تُقدم على ذلك بعد.
وتصاعدت التوترات أواخر يناير، عندما فتحت القوات الرواندية النار على مقاتلة كونغولية انتهكت بحسب رواندا، المجال الجوي الرواندي، في حين تحدثت كينشاسا عن "عمل حربي".
وبدأ تقارب بين رواندا وبوروندي على هامش القمّة، إذ أن هذه أول زيارة لكاجامي إلى بوروندي منذ عام 2013، حيث كانت العلاقة بين البلدين حتى الآن متوترة، كما اتّهمت بوروندي رواندا بإيواء مسؤولين عن محاولة انقلاب عام 2015.
وفي العام 2020، حضّ كاجامي نظيره إيفاريست نداييشيمي الذي كان قد انُتخب قبل وقت قصير، على تطبيع العلاقات الدبلوماسية، لكن هذا الطلب رُفض آنذاك ووُصف بأنه بمثابة "نفاق".